صمتكم معيب جداً..

 يمضي الوقت.. ونحن – طلاب جامعة صنعاء – نقاسي الأمرين من وجود العسكر.. نتظاهر.. نهتف.. نصرخ.. بلا جدوى.. كأن المسؤولون والمعنيون لا آذان لهم.. بل ولا عيون لهم أيضا..

تمنينا ان نسمع المسؤول الفلاني.. ينادي بقضية جامعة صنعاء.. ليس حزبيا ولا طائفيا.. ولكن لأنها قضية مستقبل جيل وثقافة.. وددنا ان نسمع مسؤولاً.. من أولئك الذين أصموا آذاننا بخطابات الحرية والثورة والكرامة.. يقول ولو كلمة عن جريمة عسكرة الجامعة..

حوارات هنا وهناك.. مؤتمرات لا تعد ولا تحصى.. كلها باسم الدولة المدنية.. وحقوق الإنسان.. ولا مكان لقضية التعليم فيها.. لست ادري عن أي حقوق يتكلمون؟؟ وبأي مدنية ينادون؟؟

و الأنكى أن ترى هناك أشياء داخل الجامعة اسمها.. (شؤون الطلاب).. و (هيئة التدريس) وغيرها.. لا تنبس ببنت شفة وكأنها تعيش في كوكب آخر.. نعرفها فقط عندما يحدث "إضراب" حين نأتي ذات صباح لنقرأ بيانا لها معلق على جدران الكلية.. أما في ماعدا ذلك فلا وجود لها..

و يصيبني الصداع حين اتذكر ان هناك شيئا آخر اسمه (وزارة التعليم العالي).. وأتساءل كثيرا كيف يفهمون عبارة "التعليم العالي "؟ وكيف يفسرونها؟!!

وحدنا – الطلاب – نكابد وننادي وهم صامتون..

يثرثرون باسم الحرية والتغيير.. ويصمتون كالأخشاب عن انتهاك حرمة التعليم..

يتصارخون باسم المدنية.. ويصغون بخوف الى صوت "البيادة " وهي تتجول في الجامعة..

يحدثوننا عن دولة حديثة.. ويسيرون بصمت خلف ابي لهب في الطريق الى الجاهلية..

الدفاتر تتعسكر.. الاقلام تتعسكر.. وصمتهم يتفرج بدون اكتراث..

أيها المسؤولون..

صمتكم معيب جدا.. وجريمة لا تقل بشاعة عن عسكرة الجامعة..