أخبار وتقارير

توضيح من صحيفة المستقلة

يمنات – صنعاء

أثار عنواناً نشرته صحيفة المستقلة في عددها 185 لغظاً واسعاً خصوصاً عند أصحاب النوايا الحسنة، والغيورين على تعز.

والمستقلة إذ تشكر كل عشاق تعز وحرائرها تؤكد أن العنوان الذي نشرته لا يعبر عن لسان حالها وإنما هو لسان حال الجنود الذين كانوا متواجدين داخل حضرة القصر الجمهوري أثناء اعتصام مسيرة الحياة “2”.. نعم إن الذين قالوا : نساء …….. هم سحرة القصر الجمهوري من جنود لا يرون تعز إلاّ بتلك المفردات التي بسببها فجر أبنائها وبناتها الثوار (ثورة 11 فبراير) حتى تتطهر البلاد من أمثال هؤلاء السفهاء.

لقد تابعت “المستقلة” عن قرب ما تعرضت له “مسيرة الحياة" الثانية "والمشاركين فيها القادمين من تعز إلى صنعاء، من قمع وعنف واعتداء أثناء اعتصامهم جوار دار الرئاسة في ميدان السبعين، ورصدت الانتهاكات التي مورست ضدهم لفض اعتصامهم، ونقلت آراء وشهادات بعض من تعرضوا لهذه الانتهاكات والتي من بينها تلقيهم لعبارات نابية وبذيئة وسب وقذف مس كرامتهم وأعراضهم، قام بتوجيهها بعض من أمن الرئاسة لعدد من الثوار والثائرات الأحرار والشرفاء المشاركين في المسيرة، غير أن مثل هذه الانتهاكات والممارسات لم تحظ بتغطية غالبية وسائل الاعلام بفعل التعتيم المفروض على ما جرى.

وإزاء ذلك ومن منطلق كشف الحقيقة ومن الدور الذي عرفت به المستقلة في رصدها للانتهاكات ضد الحقوق والحريات وكرامة المواطنين.. التقى المحرر وهو من أبناء تعز وأحد الثائرين في ساحتها وبوجع أحد أبناء الحالمة نقل صرخات مسيرة الحياة الثانية الذين تعرضوا للقمع الوحشي كما رووها وبلغتهم البسيطة، وقد أوردت "المستقلة" في عددها الأخير (185) الصادر بتاريخ 11  يناير  2013 شهادات من تعرضوا للإساءات وللاعتداءات الجسدية والنفسية واللفظية، وذلك في صفحتها الخامسة ووضعت لها في صفحتها الأولى عنواناً يشير إلى التصرف المهين من قبل أمن الرئاسة بحق الثوار والثائرات الحرائر في المسيرة من ألفاظ بذيئة وقذرة وجاء في العنوان: ( في حضرة الرئيس ……………………..) وهو ما حاول بعض المتفيدين والمتصيدين في المياه العكرة، استغلاله وتفسيره وفقاً لأهداف سياسية للنيل من “المستقلة” ودورها ومكانتها الشعبية الواسعة، بغرض الايقاع بينها وبين شريحة من قرائها الكرام، الذين كانت وستبقى منبرهم الحر وصوتهم الشجاع، تتبنى قضاياهم وهمومهم وتنقل آلامهم ومشاكلهم وتكشف كل خفايا وأسرار ما يحاك ضدهم من قبل محترفي الانتهاكات والاعتداءات بحق الوطن ومواطنيه.

وتعبر المستقلة عن تقديرها وإعزازها لكل قرائها عامة ولأبناء تعز الشرفاء السائرون على درب الحرية والنضال ثواراً وثائرات أحرارً وحرائر، الذين لن تنال منهم كل بذاءات السفهاء وشتائم الحاقدين، ونعتذر لمن فهموا بحسن نية العنوان بطريقة خاطئة.

 

وهذه نص المادة التي نشرتها المستقلة في عددها الأخير:

 

مسيرة الحياة الثانية.. حين يجن الليل في دار الرئاسة

الشرعبي : أحد الجنود قال لنا: أنتم فتالين والثاني قال:  أنتم تفتلوا على نسوانكم وبناتكم

القانص كان كريماً وشجاعاً معنا وحاشد شجعنا واعتصم معنا ..

الطفلة سهية الدغيش طلبت الماء والغذاء من مستشارة الرئيس فأغلقت باب سيارتها وفحطت

 

عبدالرحمن محمد الكامل الشرعبي.. من مواليد السعودية.. خريج شريعة وقانون- جامعة الإمام محمد بن سعود- الرياض- مندوب شركة هندية على مستوى الدول العربية والأجنبية.. يجيد لغة الأردو (الهندوسية) متزوج من أجنبية ويمنية وأب لخمسة أطفال.. قدم من الخارج والتحق بالساحة ثاني يوم من محرقة الساحة ولم يغادرها إلى الآن.. كان أحد المشاركين في المسيرة الأولى وفي ذكرى المسيرة هذه وقد تحدث عن المعاناة قائلاً:

“بدأت المعاناة حين وصلنا إلى دار سلم كنا من 15-20 شخصاً والبقية في خدار..  وفي صباح اليوم الثاني رفعنا العلم اليمني وعلقنا صورة الشهداء العشرة شهداء مسيرة الحياة الأولى- إلى أن وصل البقية ومشينا إلى السبعين.. مشينا فوق الكبري وكانت ترافقنا سيارتان هيلوكس تتبع الشرطة بدون سلاح كان عددنا حوالي (400 شخص).. وعندما وصلنا السبعين ألقى الدكتور/ عبدالمعين الأصبحي البيان الخاص بالمسيرة وكانت أهم مطالبنا الاعتراف بثورة 11 فبراير، ومحاكمة قتلة شهداء مسيرة الحياة ومطالبة الرئيس بإبعاد علي محسن وأحمد علي وغالب القمش..

كان الوقت عصراً ونحن بدون أكل وشرب إلى أن جاء القانص وقدم لنا أكل دجاج ورز وقال لنا لا تخافوا بانجيب لكم كل شيء.. بعض الشباب خرج لشراء قات وبعض المتطلبات وبعد ذلك أدركنا أن من خرج لا يرجع ولم ندرك ذلك إلا لاحقاً لأن التلفونات كانت مغلقة لعدم وجود الشحن، لقد اغلقوا جميع المنافذ المؤدية إلى القصر.. ووجدنا أن عددنا يتناقص حتى أصبحنا إلى 72 فاتصل من الخارج وحذرنا من الخروج وكان يبكي يريد أن يكون معنا في الحدث والمعاناة.. أشتد البرد علينا وكنا الحبة السيجارة نشربها عشرة، ثم قمنا نكنس الشوارع من القراطيس ودباب الماء والمخلفات.. احرقناهم لكي نتدفأ لأننا كنا بدون بطانيات منعوا علينا البطانيات والعشاء والماء.. كنا نعبي ماء من البئر لأحد المزارعين العسكر منعونا من الذهاب.. كان عددهم أكثر من مئة عسكري بالمزرعة فقط وكل من كان يحاول يدخل إلى مقر الاعتصام من عند الجامع يمنعوه.

أشتد علينا البرد فقمنا نطبل ونرقص للساعة  11 ليلاً لكي ندفي أجسامنا بعد ذلك بدأ التعب علينا فارتفعنا من الشارع إلى الرصيف.. كان الأكل بالخارج ولكن صعب ادخاله وكان معنا وضاح اليمن تعبان فيه كلى ويكاد يموت فلم يسمحوا لنا بإخراجه للعلاج إلى الساحة 2.5 ليلاً.. نمنا بالبرد إلى الصباح وكان معنا أربع نساء أذكر منهن الطفلة (سهية الدغيش) .

وفي ذلك الصباح حضرت مستشارة الرئيس عبدربه هادي لحقوق المرأة.. طلبت منا خمسة.. يدخلوا إلى عند عبدربه هادي فقال لها الدكتور/ عبدالمعين كيف نتفاوض ونحن محاصرون وزملاؤنا محتجزون بالخارج.. قالت انقلوا الاعتصام إلى بيت عبدربه، فرد عليها الدكتور هنا حق عام (أي القصر) أما بيت عبدربه فهو حق شخصي.. في تلك اللحظة كانت الطفلة سهية تكنس الشارع فرأتها المستشارة وقالت حق أن تقبل يداها ثم تقدمت إلى سهية وقدمت نفسها فردت عليها الطفلة سهية: “جابك ربك إلى عندنا.. وسألتها أين حقوقي؟ أني محاصرة من الأكل والشرب وأنت مستشارة الرئيس لحقوق المرأة، فطلعت السيارة ومشت.. بعد ذلك جاء موكب الرئيس عبدربه الساعة 11 تقريباً إلى القصر وأرسل لنا شخصاً وقال عبدربه موجود اختاروا خمسة منكم يدخلون إليه ليقابلوه فكان رد الدكتور/ عبدالمعين لا تفاوض حتى يفك الحصار ويدخل أصحابنا ومطالبنا في البيان معروفة وأعطاه صورة من البيان ليسلمها إلى عبدربه، وبعد نص ساعة خرج الرئيس بالموكب ونحن نرقص وكأنه ولا في حاجة.

بعد ذلك قمنا بحملة نظافة نكنس الاثنين الخطوط ونجمع قراطيس البسكت والقوارير الشملان وبقايا السيجارة بالمكانس.. كنا في قمة الجوع فأنقذتنا أم الطفلة سهية بعد أن خرجت وجهزت لنا عصدة كبيرة.. سمحوا للعصدة تدخل ومنعوا أم سهية من الدخول..

بعد ذلك وصلت سيارة من حق العسكر نزلوا لنا أكل بصحون ومطائب ودجاج ورز، القليل أكل والأكثر رفضوا. قالوا كيف نأكل معهم وهم محاصرونا، كان ذلك في الفترة التي وصل فيها عضو مجلس النواب إلى عندنا/ القاضي أحمد سيف حاشد.. شجعنا على الاعتصام كثيراً.. جلس إلى العصر ثم انصرف..

بعد العصر بدأ البرد يقترب منا فشغلنا المرفع وما وقف المرفع إلا وقت صلاة المغرب والعشاء.. كنا بين كل لحظة وأخرى ننتظر زملاءنا يدخلوا إلى عندنا.. كان عددهم من (500- 100) في الخارج ولم يستطيعوا الدخول.. بعد العشاء بدأت السيارات العسكرية تتزايد أعدادها حتى وصلت إلى 16 سيارة واتجهت إلى جولة الميزان لمحاصرة الشباب الذين جاءوا من الساحة والزملاء الممنوعين من الدخول.. وعندما بدأنا نسمع صوت الرصاص أحسسنا أن الدنيا حامي، لحظات ثم وصل إلى عندنا ثمانية طقومات أيضاً متجهين إلى جولة الميزان.. كانت الساعة الثامنة تقريباً فقال الأخ/ سمير الزغروري الدنيا حامي.. أهدؤوا جلسنا نتكلم وفجأة ونحن على الرصيف والبعض نائم جاء بابور الماء ورشنا بالخراطيم وبدؤوا حق مكافحة الشغب بالضرب علينا بالهراوات كل واحد تجمعوا عليه خمسة أو ستة يضربونه دون رحمة.. اتجهنا أنا والطفلة سهية بعد أن تعرضت لضربة بهراوة وأبوها إلى السيارة كانوا قد كسروا الزجاج والمكرفونات حاولنا التحرك فاتصلوا للنقطة التي عند الجسر لحجزنا فتم إيقافنا.. كان هناك حوالي 200 عسكري.. وبادرونا بالسب  والشتم أكثر مما لاقينا من الضرب واحد يقول: “يا عيال الجحبة” وآخر: “يا فتالين” وثالث: “يا راضيين” أنتم تفتلوا على نسوانكم وبناتكم..” فرد عليه الدغيش: “أحترموا أنفسكم.. أنا ثائر سلمي.. ليس من حقكم السب” فقالوا: “أنتم صدمتم زميلكم- يقصد فهمي مغلس- وهم من تسبب بصدمه.. ثم جاء واحد من العسكر وعرض علينا ملزمتين من حق الحوثيين وأول ما مسكهن الضابط قال: “يا عيال الجحبة أنتم حوثيين؟!” فرد عليه الدغيش أحترم نفسك نحن لا حوثيين ولا إصلاحيين نحن مستقلين وقلت للعسكري أنت كذاب نحن لا نملك أي صحف باستثناء صحيفة المستقلة والجمهورية فرد هذه من عند زملائكم الذين عند الميزان الذين ضربوا علينا رصاص.. فقلنا له نحن قدمنا بصدور عارية دون سلاح. احتجزونا لمدة ساعة ونصف، ثم حضرت سيارة واسعفت زميلنا فهمي مغلس.. كان مغمياً عليه تعرض لثلاثة كسور  بالعمود والرجل واليد اليمنى.. وبعد ذلك جاء باسندوة وأعطاه وردة وأمر بإسعافه إلى تركيا فرفض أبن عمه أن يسعف إلا إلى كوبا..”

 

وفي تلك اللحظة نزلونا من فوق السيارة وحملونا على بوابير الجيش إلى عند زملائنا المحجوزين.. جمعونا على الأرض والعسكر محاصرون لنا من جميع الجهات.. أخذوا منا امرأتين  ورجلين ليشهدوا في حادثة فهمي مغلس ثم قمت أنا بإسعاف الأخ/ سمير الزغروري.. كان الموقف محزناً ومضحكاً أنا قصير وهو طويل وأنا أحمله على كتفي بالرغم أني كنت مصاباً من الضرب ولا زلت أعاني حتى الآن- رحمته فحملته- بعد أن سمحوا لنا جميعاً بالمغادرة.. خرجنا نمشي وإذا بمكافحة الشغب يجروا بعدنا بالصموال.. ذلك الموقف استفز الأخ/ محمد حسن الزبيدي فصرخ لا إرادياً مردداً: (الشعب يريد إسقاط النظام) فهجموا عليه هجمة رجل واحد اللي يزبط واللي يلطم وكأنه بين إسرائيليين فاضطررنا أن نتهمه بالجنون ليخلوا سبيله هو وزميله عبدالعالم- أحد ثوار تعز المشهور بقاهر البلاطجة أصيب أثناء الثورة ولا تزال الشظايا ورصاصة برجله إلى الآن- كان يصرخ” نحن نثور لنا ولكم.. نحن نريد علي محسن يرحل وأحمد علي الأحمر والقمش..” كادوا أن ينهوه بالصموال ضرب وهو وسطهم.. فأخرجناه من بينهم ثم اتجهنا إلى جولة الميزان ثم إلى ساحة التغيير- إلى خيمة الأصابح.

 

منعوا عنا الطعام والشراب وأحد الجنود قال لي يا ابن العاهرة..

مستشفى العلوم رفض استقبال جرحانا ومدير أمن صنعاء تحدث ساخراً: وزير الداخلية لا يعلم باعتصامكم..

 سمير قاسم الزغروري:

قال سمير الزغروري الذي لم نره في غزة، رأيناه في السبعين: “استمرت المسيرة خمسة أيام وكان وصولنا إلى السبعين.. في تمام الساعة الثالثة عصراً وعند وصولنا تم إغلاق جميع المنافذ في شارع السبعين ومنع عنا الماء والغذاء حتى الساعة السادسة مساءً.. علماً بأننا كنا من غير صبوح- وبعد محاولات أدخل إلينا الأخ/ نائف القانص الطعام والماء وبصعوبة.. كان عددنا في اليوم الأول مائة وخمسين..

 

وفي اليوم الثاني تناقص العدد إلى المائة تقريباً لأن الذي كان يخرج من حصار السبعين لا يستطيع العودة إليه  وفي اليوم التالي وصل العدد إلى اثنين وسبعين وكنت أعدهم وأكتب أسماءهم.. كان الحصار شديداً.. فقد قطعوا عنا الماء والطعام وقد حدث موقف لن أنساه فأحد جيران السبعين من الأطفال عندما رآنا رثى لحالنا وبادر تلقائياً بإسعافنا وإيصال الماء إلينا بدراجته وعندما كشفه الجنود ذهبوا إليه هو وبعض الأطفال وضربوه وأخذوا منه الماء.. بعض الجنود كنا نعطيهم النقود لتوفير الماء فيأخذون الفلوس ويحرمونا الماء، والأعجب من ذلك أنهم كانوا يدخلون بين الشباب لإثارة الثوار وخلق المشاكل بيننا.

حل المغرب والعشاء وصلينا متيممين، وفي الساعة الثامنة والنصف من يوم الاعتداء على الشباب دخلت ناقلة جنود من مكافحة الشغب والصاعقة والحرس الجمهوري- كان عددهم تقريباً 400 جندي ووقفوا أمام المعتصمين- وفجأة من غير سابق إنذار وجهوا إلينا خراطيم المياه، وبعض الشباب كانوا نائمين.. كنت أقول لهم اصمدوا واصبروا وخراطيم المياه تجرفهم.. لم يفرقوا بين النساء والرجال والشيوخ والأطفال.. لم يكتفوا بذلك بل طاردونا وضربونا بالهراوات ثم فرقونا كنت في إحدى المجموعات المحتجزة كان عددنا تقريباً خمسة عشر شخصاً.. حاصروناً وأخذوا علينا كل ما نملك من التلفونات وكل شيء.. أحد الشباب كان يخاطب الجندي ويقول له نحن خرجنا من أجلكم فرد الجندي بأبشع وصف قائلاً: “اسكت يا بن العاهرة” ويركله برجله في البطن.. مشهد آخر عندما سأل الضابط الطفلة المعتصمة معنا فقال لها من أبوك، فرد عليه عبدالحليم الأصبحي: أنا أبوها، فنعته الضابط بألفاظ بذيئة أتعفف عن ذكرها ومنها” اجعلها في الشوارع تتسول ولا تتركها تعتصم أمام القصر، خليها في بيتها” فرد عليه.. بنتي مش أغلى من اليمن..

والمضحك أن أحد الجنود كان يضربنا بشدة ويقول: “يا مخربون” فقلت له: “وما أدراك أننا مخربون” وإذا به يخرج من تحت القائش خنجراً وصحيفة للحوثيين ويقول لنا “كيف  تقولون سلمية وأنتم معكم هذه الأسلحة” ويقول لماذا تزعجون الجيران وتزعجون السكان في الليل.. فقلت له: “ هذه منطقة خالية من السكان ونحن معتصمون سلمياً.. وبينما الدكتور عبدالمعين الأصبحي يرفع معنوياتنا أمام الجنود جاء أحد الضباط مع فرقة أخرى وقال أن صاحبكم قد أصيب بحادث ونحن الآن نريد الشهود الذين شاهدوا هذه الجريمة وأن الذي دهسه صاحبكم، فقلت له ألا تستحي من هذا الكلام.. والشيء المضحك أيضاً عندما أتى إلينا مدير أمن صنعاء.

وقلت له.. ألا تعلم كم لنا معتصمين وأنت مدير أمن صنعاء، ومن أرسلك إلينا هل هو وزير الداخلية، فرد قائلاً أنا لا أعلم إن كان وزير الداخلية على علم باعتصامكم؟! فقلت له: “والله الذي لا إله إلا هو لا أنت ولا رئيس الجمهورية سيخرجنا من السبعين إلا جثثاً”.. ولم تمر  بضع ساعات إلا وسحقنا وقلت له وأنا مرفوع الرأس: إرحلوا يا حكومة النفاق، وقلت له أنتم عصبة سبعة، سبعة نفس الشكل نفس الطبعة.. وكم أنا معجب من الأخت سهية الدغيش عندما قالت يا مدير الأمن والله لو كنتم ضربتم علينا النار أهون علينا من أن تمنعونا الغذاء والماء.. سألتها بعد أن ضربت كيف كان الضرب على جسمك- طبعاً سهية طفلة عمرها تقريباً 13 سنة- فردت وهي تبتسم: “الحمد لله أنني ضربت من أجل تعز وهذا شرف لي بأن أرد شيئاً لشباب تعز الأحرار”..

وكم كنت فخوراً بمشاركة الدكتور- عبدالمعين الأصبحي- دكتور في الطاقة الذرية- كم كان متواضعاً وهو يشاركنا في تنظيف مكان الاعتصام وكم شعرت بالحزن عندما رفض مستشفى العلوم والتكنولوجيا استقبال جرحانا فتم نقلهم إلى مستشفى الجمهوري، وهم مهند وفارس الثوري ورفقي القدسي وكنت معهم.

لقراءة المادة المنشورة في صحيفة المستقلة إضغط على الرابط

 

زر الذهاب إلى الأعلى