قضية اسمها اليمن

في ذمار.. قتلوا يحيى بسبب «زربة» وما يزال القاتل هارباً منذ خمسة أشهر

المستقلة خاص ليمنات

عندما يسكن الشر في النفوس.. تصبح الحياة لا معنى لها.. فيمسي القتل وأزهاق الأرواح أمراً سهلاً وهيناً، لتغيب الحياة ويحضر الموت ببشاعته وقتامته، وتتلبد الأرجاء بظلام كئيب موحش.. خصوصاً عندما تغدو العدالة أمراً بعيد المنال، وحلماً يصعب الوصول إليه..

أكثر من سبعة أشهر مضت على مقتل المواطن يحيى عبدالوهاب الآنسي من أهالي مديرية جبل الشرق محافظة ذمار، وما يزال القتلة فارين من وجه العدالة، أو بمعنى أدق لم تستطع العدالة أن تصل إليهم سبيلاً..

في 15/5/2012م، قتل يحيى على إثر خلاف بسيط لم يكن له أن يتحول إلى جريمة قتل، لو وجد العقل فرصة للحديث بدلاً عن الطيش والغضب والانصياع للإرادة الشيطانية التي لا تأتي سوى بالخراب والموت، فكيف حدث ذلك..

بدأت القضية بخلاف بسيط بين أسرتين على «زربة»، ممر صغير يفصل بين الجانبين، يقول «صادق» أحد أقرباء الضحية، هناك أرض بجانبناهم (أهل القاتل) يقولوا أنها حقهم، وكان ما يستطيع أي جاهل أو ولد صغير منا يمشي في المكان وإلا وكانوا يرجمونه بالحجارة، وبعدها جاء عمي (الضحية)، وأراد أن يضع حداً للمشاكل التي لا تستحق، حتى لا يتكرر الخلاف معهم، راح عمي واحضر معه «زرب» ليضعه في الحد الفاصل بين قريتنا والأملاك التي يدعون أنها لهم، عندها جاء والد القاتل ومعه بعض الأشخاص، وكان هناك عدد من الشهود حاضرين في المكان، فتشاجروا مع عمي يحيى، ويصيحون «هذا حقنا» وهو يقول لهم «أنا ما فعلت إلا زربة من سب تنتهي المشاكل بيننا، مافيش حاجة غلط.. وبينما هم على هذه الحال، حتى أقبل القاتل فوق سيارة هيلوكس، وكان يسير بسرعة خارقة، حتى وصل إلى المكان فترك السيارة جانباً وحمل سلاحه الآلي ونزل، وحينها كان هناك ثلاثة أشخاص قد أمسكوا بعمي من كل إتجاه وطرحوه أرضاً، فجاء القاتل ووضع فوقه البندق على صدره وأطلق النار.. ولم يكتفوا بذلك بل أخذوا يدوسونه بأقدامهم ويسبونه وهو يحتضر ويهينون كرامته حتى فارقت روحه جسده، ثم لاذوا بالفرار.. ألا يمثل هذا انتهاكاً لكرامة الانسان، بعد أن أزهقوا الروح التي حرم الله..

بعد الحادثة تم إبلاغ الجهات الأمنية، حضرت بعض الأطقم لكنهم لم يفعلوا شيئاً، بل أن مدير أمن الناحية قال لأسرة القتيل «ادوا لنا حق الصبوح وحق البترول والقات، نروح لنا» تم تحكيم مشائخ آنس في هذه القضية فلم يفعلوا شيئاً، وأعيدت القضية مرة أخرى وألتزم مشائخ آنس بتسليم القاتل بعد عيد الأضحى بأسبوع، والآن مر الاسبوع والشهر والشهرين، والقاتل ما يزال فاراً من وجه العدالة، أو بمعنى دقيق في منزله المحروس من قبل مسلحين من قبيلته، فهل الدولة بعدتها وعتادها عاجزين عن الوصول إلى قاتل وتقديمه هو وشركاؤه في الجريمة إلى العدالة؟!

مذكرات مختلفة من النائب العام ووزير الداخلية ونيابة المديرية، كلها لم تجدِ نفعاً، ويناشد ابناء القتيل وأولياء دمه الأخ رئيس الجمهورية ووزير الداخلية والنائب العام التوجيه إلى من يهمه الأمر من الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط القاتل وتقديمه للعدالة ليتم محاكمته وينال جزاءه الرادع على ما أرتكبه من جريمة قتل متعمدة وبطريقة وحشية تغضب الله في السماء وتهتز لها أرجاء الكون.

زر الذهاب إلى الأعلى