حقوق وحريات ومجتمع مدني

مستشفى يصيب عين الطفل أحمد بالتلف

المستقلة خاص ليمنات

الطب مهنة إنسانية نبيلة، لكن حينما تتم ممارستها باعتبارها وسيلة للاسترزاق وجني الأموال دون الإهتمام بوضع المرضى، وما قد يتعرضون له من مضاعفات بسبب الطرق الخاطئة للعلاج، فالطب يصبح حينها مهنة خطيرة، وممارسوها مجرد جناة يرتكبون الأخطاء والجنايات التي تعرض حياة وأرواح المرضى للخطر، أو قد تسبب لهم عاهات مزمنة..

ويظل مسلسل الأخطاء الطبية يلقي بظلال قاتمة وكئيبة على مستوى الخدمات الصحية في اليمن، أخطاء جسيمة يرتكبها أطباء عديموا المسؤولية، همهم الأول استقطاع الأموال وحصد المكاسب دون أي اعتبار للمرضى ومعاناتهم..

«أحمد عبدالرزاق العربة» طفل بريء يحتاج لعدسة في العين، فذهب به والده إلى مستشفى مشهور بجراحة العيون في العاصمة،  وهناك استقبله الطبيب المعالج وهو مصري الجنسية، وبدلاً من خروج الطفل كما ينبغي، خرج وقد تعرض لخطأ طبي جسيم أدى إلى تلف عينه اليمنى نتيجة لزراعة عدسة في الغرقة الأمامية للعين، وهو ما ينتج عنه أخطار ومضاعفات كبيرة وفقاً لما هو معروف طبياً، فعلى أي أساس قرر الطبيب إجراء هذه العملية، أهي المجازفة، أم اللامبالاة بعيون المرضى، أم الاهمال الذي تسبب في أن يفقد الطفل أحمد عينه بسبب هذا الخطأ الطبي الجسيم..

لقد أكد المجلس الطبي الأعلى وجود هذا الخطأ، واعتبر أن من المبكر زراعة عدسة لطفل  وخصوصاً في الغرقة الأمامية وحمل المستشفى والطبيب المعالج المسؤولية الكاملة لعدم تقديم الخدمة الطبية المطلوبة..

وما يزال والد الطفل يبحث عن الانصاف لولده البريء الذي اصيبت عينه بالتلف، وما يزال المستشفى والطبيب ومرتكبو الخطأ الفادح يتهربون من العدالة، ويصرون على التنصل من هذه الجريمة، حتى لا يقعوا عرضة للعقاب..

أن عدم إنصياع المتهمين للعدالة سيؤدي إلى عواقب كارثية، فسوف يستمر مسلسل الأخطاء في المستشفى، وستكون عيون المرضى المترددين عليه معرضة للخطر والتلف بسبب الأهمال واللامبالاة من قبل الأطباء الذين لا يتقيدون بالمعايير ولا يخضعون للقانون..

فمن يعيد لأحمد عينيه التي أصابها التلف، من يرد الضوء والألوان إلى عين فقدت نظرها بسبب إهمال طبيب متساهل ومستشفى لا يهتم سوى بجني الأموال والأرباح الطائلة.

زر الذهاب إلى الأعلى