حوادث

وائل خان العهد وذبح صديقه في شبوة وأسرة الضحية تخشى تغيير مجرى العدالة في تعز

المستقلة خاص ليمنات

من العجائب أن الإنسان يذهب إلى مصيره المحتوم على قدميه، تتسارع خطواته نحو النهاية، دون أن يدرك ما هو مخبأ له في قادم الأيام، ولا يعلم صديقه من عدوه..

شعر وديع ابن مدينة الحديدة عروس البحر الأحمر أن الحياة في مدينته قد ضاقت عليه وانقطعت فيها أسباب الرزق، وأن عمله في ورشة إلى جانب أخيه لم يعد مجدياً بعدما ارتفعت تكاليف المعيشة وعزت مصادر الرزق، وبعد تفكير طويل قرر أن يغادر الحديدة صوب مدينة من مدن الجنوب لعل الوضع فيها يكون أحسن حالاً.. لكنه لا يعرف أحداً هناك، وربما أن سفره وحيداً ينطوي على بعض المخاطر، إذ لابد له أن يجد رفيقاً قبل أن يخطو في طريق السفر.. ورأى أن صديقه “وائل” هو الشخص الأنسب، وبالفعل وافق “وائل” على مرافقة وديع في رحلة البحث عن عمل مناسب..

حزم الصديقان حقائبهما، وانطلقا في رحلة السفر متجهين صوب محافظة شبوة، وبعد وصولهما وبحثهما عن عمل، تمكن وديع من الحصول على فرصة عمل بينما واجه وائل حظاً عاثراً حيث ظل عاطلاً، يعتمد في مصاريفه ونفقاته اليومية على صديقه وديع.. وبعد أشهر تمكن وديع من توفير مبلغ مالي لا بأس به في حين لم يكن بحوزة وائل شيء، قرر وديع أن يساعد صاحبه على السفر، أعطاه مبلغاً مالياً مكنه من السفر وقضاء بعض الوقت مع أسرته في الحديدة، غير أن وائل وجد أن المبلغ لم يكن بالمستوى الذي يسمح له بالظهور أمام الناس بالشكل الذي يرغب به، فأخذ يفكر في حيلة يحصل بها على مبلغ كبير يرضي غروره، ويجعله يبدو ذا مالٍ وفير في عيون الآخرين..

لم يكن وائل يفكر وحيداً في هذا الأمر، شاركه الشيطان في البحث عن أسهل الطرق لتحقيق رغبته وإشباع نفسه الأمارة بالسوء، فقرر التخلص من صديقه الذي مد له يد العون والمساعدة وانفق عليه في غربته ويسر له سبل العودة إلى بلاده، مقنعاً نفسه بأن وديع يستحق هذا الجزاء لأنه رفض أن يضاعف له المبلغ المالي الذي طلبه منه ودخل معه في مشادة كلامية ذات مساء انتهت بشكل طبيعي، حيث أوى كل واحدٍ منهما إلى فراشه، ليغرق وديع في نوم عميق، بينما ظل وائل مستيقظاً يتهيأ لتنفيذ مخططه الشيطاني، وعندما تيقن من نوم صديقه ورفيق دربه، أخرج خنجراً كان بحوزته، وأمسك برأس صديقه بيده، وباليد الأخرى ذبح رقبة وديع الذي انتفض مذعوراً وأطلق صيحة مدوية من شدة الألم ودمه يسيل على فراشه، ولأن العدالة الإلهية أبت أن ينجو وائل بفعلته وجريمته البشعة، سمعت زوجة مالك البيت الذي يستأجرون إحدى غرفه صرخة وديع، فأيقظت زوجها الذي خرج مسرعاً ليصطدم بوائل في الباب محاولاً الهروب، وقد أخذ كل ما يملكه صديقه الضحية، ولما منعه صاحب المنزل، أخرج الخنجر مرة أخرى وطعن الرجل طعنتين في ظهره، وعندها كان الجيران يتوافدون إلى المكان فأنقذوا صاحب المنزل وأسعفوه إلى المستشفى، ورغم إسعاف وديع إلى المستشفى أيضاً إلا أنه فارق الحياة لكثرة ما سال من دمه، ليتم القبض على وائل واقتياده إلى التحقيق ثم السجن..

ويخشى أقارب الضحية من حدوث استجابة لضغوط يمارسها أقرباء الجاني لنقل القضية إلى تعز ليتسنى لهم التدخل في مجرياتها بما هم عليه من نفوذ ووساطات يمكن أن تغير مجرى العدالة.

زر الذهاب إلى الأعلى