أخبار وتقارير

جدل بشأن دور اللجان الشعبية بأبين ولحج

 

يمنات – متابعات
يدور جدل واسع في محافظتي أبين ولحج جنوبي اليمن بشأن دور اللجان الشعبية التي ساندت الجيش في حربه ضد جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة التي سيطرت على مناطق بأبين لأكثر من عام قبل خروجها على يد الجيش اليمني منتصف العام الماضي 2012.
ويرى محللون سياسيون أن دور تلك اللجان قد انتهى بخروج القاعدة، وأن استمرارها بالنشاط -مع كونها غير منظمة أو مؤهلة- يهدد بتحول مسارها إلى العنف خاصة وأنها تملك السلاح، في حين يرى مسؤولون محليون وقادة في اللجان ضرورة بقائها كون خطر القاعدة لم ينته بعد.
واعتبر رئيس المنتدى العربي للدراسات نبيل البكيري أن لعب اللجان الشعبية دوراً إضافيا غير ضروري كونه جاء أثناء ضعف وانقسام القوات المسلحة، ولم يعد ذلك الدور ضرورياً الآن.
وقال البكيري في تصريح للجزيرة نت إنه يفترض أن لا تستمر تلك الجماعات في العمل إلى ما لا نهاية إذ سيكون من الضروري بعدئذ البحث عن دور آخر لها بعد انتهاء دورها الأول، مشيراً إلى أنها تعد مجاميع وظيفية تنتهي مهامها بانتهاء الوظيفة التي شُكلت من أجلها.

جماعات مسلحة
وحذر البكيري من إمكانية تحول اللجان لجماعات عنيفة مسلحة تسعى إلى اختلاق أدوار لها بأي ثمن كان ما لم يتم استيعابها في إطار مؤسسات الجيش والأمن.

وعن دورها في الحرب على القاعدة، قال البكيري إن ذلك الدور بقدر ما كان إيجابيا في حسم المعارك بقدر ما له جانب سلبي يتمثل في عدم قدرتها على التكيف مع مرحلة ما بعد الحرب، مشيراً إلى ضرورة دراسة مستقبل تلك اللجان قبل أن تتحول لجماعات تضر بالمجتمع وأمنه واستقراره، خاصة وأن اليمن يمر بظروف خطيرة حيث ثمةً قوى دولية وإقليمية تسعى لإيجاد نفوذ واسع لها باليمن، وهذا سيجر البلاد لمنزلق خطير ما لم يتم التنبه إليه.

بدوره يرى محافظ محافظة لحج أحمد المجيدي أن دور اللجان لم ينتهِ بعد كون خطر القاعدة ما زال موجوداً، فهي تظهر بين الحين والآخر ولها خلايا نائمة تقوم اللجان بتتبعها ورصدها، بالإضافة إلى قيامها بأعمال سياسية وتنظيمية أخرى.
وأشاد المجيدي في حديث للجزيرة نت بدور اللجان في دحر القاعدة عن أبين ولحج، والإسهام في حفظ الأمن بالمحافظتين، منوهاً إلى التعاون الجيد بين اللجان والسلطات المحلية والمتمثل في التنسيق للقيام بأدوار أمنية معينة.

سلوكيات خاطئة
وقلل محافظ لحج من خطر تحول اللجان لمجاميع خارجة عن القانون، رغم وجود بعض السلوكيات الخاطئة التي أمكن احتواؤها، مشيراً إلى ما تقدمه الدولة للجان من مساعدات شهرية نقدية وعينية، بالإضافة إلى الوعود بتجنيدهم رسمياً في الجيش والأمن متى ما فُتح باب التسجيل لذلك.
من جانبه أشار قائد اللجان الشعبية بأبين علي السيد إلى الأدوار الإيجابية التي قامت بها اللجان خلال الحرب على القاعدة بالتعاون مع الجيش اليمني، منوهاً إلى أن الهدف الرئيسي لإنشائها هو محاربة القاعدة لما رأته من أعمال سيئة من عناصرها التي كانت السبب في دمار أبين ونزوح أبنائها.

وقال السيد "لا يمكن أن نتحول لمليشيات خارجة عن الدولة والقانون، فنحن نعمل في إطار سلطة الدولة وبالتعاون مع الجيش والسلطات المحلية، ولا يمكن أن نحيد عن ذلك يوماً ما لأننا خرجنا لخدمة مناطقنا وأبنائها وليس لدينا أي أهداف سياسية".
وأوضح السيد مدى التعاون الكبير بينهم وبين السلطات المحلية والجيش بهدف حفظ الأمن والسكينة وملاحقة فلول القاعدة في ظل غياب دور رجال الأمن عن المنطقة، منوها إلى ما تقدمه الدولة لهم من مساعدات مالية والوعود بتجنيدهم رسمياً في صفوف الجيش والأمن.
ونفى السيد قيام اللجان بأي أعمال خارجة عن القانون أو مضرة بالمصلحة العامة رغم أنها تدير أكثر من 80% من شؤون تلك المناطق خاصة زنجبار وجعار، مؤكداً أن تلك اللجان ستبقى للحماية والخدمة حتى يعود الأمن لممارسة دوره المعتاد وتستقر الأمور بالمحافظة، وبعدها سيعود عناصر اللجان مواطنين عاديين في المجتمع.

الجزيرة – ياسر حسن

زر الذهاب إلى الأعلى