مواقف وأنشطة

بيان النائب أحمد سيف حاشد بشأن مؤتمر الحوار الوطني وعضويته فيه

 يمنات – خاص

أصدر النائب أحمد سيف حاشد بيانا أعلن فيه عدم مشاركته في مؤتمر الحوار الذي سيتم تدشينه يوم غد الاثنين في العاصمة صنعاء، مفندا الأسباب والحيثيات التي دعته لعدم المشاركة.

وشكر حاشد في البيان رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بتضمين اسمه ضمن قائمته في مؤتمر الحوار الوطني. معتبرا أنها لفتة كريمة، تأتي في ظل الإقصاء المتوحش التي تمارسه مراكز القوى وبعض أطراف العملية السياسية بحق الثوار والمستقلين.

وأكد حاشد في بيانه أنه رغم قناعته بأن الحوار وسيلة لحل المعضلات الوطنية الكبيرة والمعقدة والتغلب على التحديات إلا أنه لن يشارك في هذا الحوار الذي يجري الحديث عنه، لاعتقاده أن الحوار يفتقد للبيئة والمناخات التي بإمكانها أن تؤدي إلى مخرجات تؤسس لدولة مدنية حديثة وديمقراطية..

وأكد حاشد في ختام البيان أنه ليس عدميا أو متعنتا أو متمترسا في مواقع الضد، وأنه متى ما وجدت أن هناك توجها حقيقيا لإزاحة مراكز القوى المتخلفة والمعطلة لبناء الدولة الجديدة، أو وجد أن الحوار يحمل مؤشرات إيجابية وأنه يمضي باتجاه بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية فأنه سيدعمه من موقعه وأينما كان.

 

"يمنات" ينشر نص البيان

في الوقت الذي أشكر فيه رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي لهذه الالتفاتة الكريمة بتضمين اسمي في قائمته عضوا في مؤتمر الحوار الوطني ولاسيما إنها لفتة تأتي في ظل الإقصاء المتوحش التي تمارسه مراكز القوى وبعض أطراف العملية السياسية بحق الثوار والمستقلين، ورغم قناعتى بأن الحوار وسيلة لحل المعضلات الوطنية الكبيرة والمعقدة والتغلب على التحديات إلا أنني لن أشارك في هذا الحوار الذي يجري الحديث عنه لاعتقادي أنه يفتقد للبيئة والمناخات التي بإمكانها أن تؤدي إلى مخرجات تؤسس لدولة مدنية حديثة وديمقراطية..

 

كل الأولويات والقضايا التي كان يفترض أن تكون قد عالجتها "حكومة الوفاق" في الشهور الأولى من عهدها لم تحل أو تعالج إلى اليوم..

أسر شهداء الثورة مهملة ودون أدنى رعاية أو اهتمام ، وجرحى الثورة يمضغون جراحهم المفتوحة بطول وعرض الوطن، والحكومة تفسد وتعبث بمخصصات علاجهم، وتتخلى عنهم وتتركهم فريسة لابتزاز بعض أطرافها وبعض مراكز القوى النافذة لتعاقبهم لأنهم ثاروا على مصالحها ومنظومة فسادها..

الفساد يتغول ويتجذر ويتمدد كل يوم وبممارسة حكومية فجة وصارخة ومجاهرة بالقبح ليل ونهار وعلى نحو يبتلع فيه آمالنا وأحلامنا ومستقبل أبناءنا دون زجر أو رادع..

الهيكلة لا زالت كسيحة، والتغيير اتجه من السيئ إلى الأسوأ، ومراكز القوى المتخلفة لا زالت هي المتحكمة بالمشهد السياسي وبيدها القول الفصل، وفشلت كل المحاولات للجمها أو كبح جماح ممارساتها المخربة لأي عملية سياسية باتجاه بناء الدولة..

كما أن استخدام بعض القوى السياسية لأجهزة الدولة وتحت غطاءها في قمع خصومها السياسيين تزيد من حال التراكم والتوتر والاحتقانات المتزايدة والتداعيات الخطرة المهددة لحاضر ومستقبل اليمن..

لم نر شيئا مشجعا ولا يوجد ما يطمئن إليه الناس؛ فالحكومة غارقة بالفساد وفاشلة بكل المقاييس ومشغولة بالمحاصصة والغنائم .. والقضاء ضعيف وغير مستقل، غير أن الأسوأ هو وجود توجه حثيث وعجول لدى بعض مراكز القوى النافذة والمتطرفة للاستيلاء عليه وأدلجته ، فيما المظالم يعج بها الوطن ويزدحم  والجرائم تتعاظم وتتكاثر دون عقاب والأكثر من هذا إن مراكز القوى والنافذين فيها يمارسون الجريمة وحماية المجرمين من خلال الأجهزة الرسمية التابعة للدولة وما حدث من محاولة القتل والاعتداء على جرحى الثورة أمام مجلس الوزراء إلا مثال واحد من ألف مثال..

يساق الناس إلى الحوار دون تهيئة، بل وفي ظل تراكمات واحتقانات خطرة وأجواء مسمومة وبيئة ملغومة ومرعبة، والإخفاق مدوي والفشل ذريع في تنفيذ حتى نقطة واحدة من النقاط العشرين التي أعلنتها اللجنة الفنية للتهيئة للحوار..

التدخلات الدولية في اليمن تتم على حساب مصالح اليمن وشعبه ، وعلى حساب قيم المدنية وقضايا الحقوق والحريات والديمقراطية ، فيما الممارسات السياسية للمملكة في اليمن مخربة ومعطلة لأي توجه حقيقي حتى لبناء دولة فحسب..

لقد كنا نتمنى أن نرى على الأرض ما يخلق لدى الناس الاطمئنان بأن القادم أفضل ، وأن هناك جدية في الواقع المعاش يراه الناس ويلمسونه ، وأن الأمور تسير باتجاه بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية، غير أن ما يحدث نراه أكثر من سيء ووبال، بل أن الأمور تسير باتجاه منحدر خطر وكارثي وخصوصا إن ظل الحال على حاله ، وظلت مراكز القوى النافذة والمتخلفة تفرض نفسها على حاضر ومستقبل اليمن ، وظل الدعم الإقليمي والدولي الراهن مستمرا لمراكز القوى والنفوذ المتخلفة كان هذا الدعم مباشرا كما نشهده من الملكة السعودية أو بالتواطؤ والمداهنة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومن يليها على حساب حاضر ومستقبل اليمن..

 

وفي الختام أود التأكيد أنني لست عدميا أو متعنتا أو متمترسا في مواقع الضد، وإذا ما وجدت أن هناك توجها حقيقيا لإزاحة مراكز القوى المتخلفة والمعطلة لبناء الدولة الجديدة، أو وجدت هذا الحوار يحمل مؤشرات إيجابية وأنه يمضي باتجاه بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية فأنني سأدعمه من موقعي أينما كنت..

أحمد سيف حاشد

17/03/2013

زر الذهاب إلى الأعلى