أخبار وتقارير

تفاصيل الانفجار الذي هز قاعدة العند

يمنات – الشارع

هز انفجار وصف بالعنيف للغاية, في الرابعة من فجر أمس "قاعدة العند الجوية" الواقعة في محافظة لحج.

وقال لـ"الشارع" شهود عيان داخل "قاعدة العند" إن الانفجار وقع في المحطة الخاصة بتزويد الطائرات العسكرية بالوقود (مادة الكيروسين), وأنه استهدف إحدى الناقلات المخصصة لنقل الوقود من المحطة إلى الطائرات العسكرية بأنواعها المختلفة داخل القاعدة.

وأوضح الجنود أن الناقلة المستهدفة كانت تتولى أيضاً تزويد طائرات الهليوكوبتر التابعة للموقع العسكري الأمريكي الموجود داخل "قاعدة العند" بشكل غير معلن منذ أكثر من عام.

وأفاد الجنود بأن الانفجار كان قويا للغاية وألحق أضراراً كبيرة بالناقلة أدى إلى اختفاء الهيكل العام لها, وانصهار أكثر من نصف القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها هيكل وثقل الناقلة وحمولتها (يعرف هذا الجزء محليا بالقعادة وهو الجزء الأكثر صلابة في أي سيارة, أو ناقلة).

قال للصحيفة أحد ضباط "قاعدة العند": "قعادة الناقلة انصهرت كلها بسبب الانفجار, رغم صلابتها, جراء قوة الانفجار, ما يرجح بشكل شبة مؤكد, أن الانفجار لم يكن بسبب مادة الكيروسين التي تحملها الناقلة".

وأضاف: "كما أن الوقت الذي حدث فيه الانفجار تكون في الناقلات, في العادة, غير محملة بالكيروسين؛ لأن الناقلات تحمل الوقود في ساعات الصباح, قبل بدء حركة الطيران في القاعدة, وعادة تكون هذه الناقلات في المساء قد أفرغت حمولتها من الوقود للطائرات المتحركة من وإلى القاعدة".

وأكدت للصحيفة مصادر متطابقة داخل "العند" أن الناقلة التي تعرضت للانفجار "لم تكن محملة, بشكل كامل, بمادة الكيروسين, حيث شوهدت, قبل الانفجار بساعات قليلة, وهي تقوم بتزويد بعض الطائرات بالوقود, قبل أن تتوقف بالقرب من المحطة المخصصة لمادة الكيروسين, ويحدث الانفجار".

وقالت مصادر عسكرية متطابقة إن الانفجار حدث بسبب عبوة ناسفة شديدة الانفجار, وأدى الانفجار, إضافة الى تدمير وصهر أجزاء من الناقلة, الى إحراق عدد آخر من العربات القريبة من مكان حدوثه, حيث أحرقت هذه العربات بشكل كامل بسبب أنها كانت متوقفة على مسافة قريبة من الناقلة التي تعرضت للانفجار. ولم يؤدّ الانفجار الى خسائر في الأرواح البشرية.

وقالت للصحيفة مصادر مطلعة داخل القاعدة الجوية إن فريق التحقيق تمكن, عصر أمس, من العثور على اجزاء من شظايا العبوة الناسفة التي يعتقد أنها استخدمت في تفجير الناقلة.

وأدى الانفجار الى إعلان حالة من الاستنفار القصوى داخل "العند" وداخل الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة في المنطقة العسكرية التي تقع القاعدة ضمنها.

وقال لـ"الشارع" مصدر عسكري رفيع في العاصمة صنعاء إن لجنة تحقيق من الاستخبارات العسكرية أرسلت, أمس, الى "قاعدة العند" للتحقيق في عملية الانفجار, وملابساته.

وقالت مصادر عسكرية فيا لقاعدة إن لجنة التحقيق مع فرق تحقيق أخرى تنتمي الى جهات عسكرية وأمنية عدة, وضباط من إدارة أمن "قاعدة العند الجوية" وقيادة أمن المنطقة العسكرية, وإدارة البحث الجنائي.

وأفادت مصادر عسكرية عاملة داخل "العند" بانه لم يتم, حتى وقت متأخر من مساء أمس, كشف أي تفاصيل حول عملية الانفجار, أو نتائج التحقيق حوله.

وأفادت المصادر بأن الشاهد الوحيد الذي كان متواجداً في المكان خلال الانفجار هو جندي يمني يعمل في القاعدة الجوية, وكان يؤدي مهمة الحراسة الليلية منفرداً دون وجود فريق للقيام بمهام امنية, خلال ساعات الليل. واشارت المصادر الى أن هذا الجندي كان متواجداً لحظة الانفجار قرب موقعه الموجود ضمن نطاق المساحة التي يقوم بمهمه حراستها".

وأكدت المصادر أن الجندي قام, لحظة وقوع الانفجار, بإطلاق الرصاص في الهواء, حتى أفرغت بندقيته من الرصاص, كرده فعل عفوية من قبله, حيث شوهد الجندي وهو مصاباً بما يشبه الصدمة بسبب قوة الانفجار, وتفاجئه به. وظلت فرق التحقيق متحفظة على هذا الجندي داخل القاعدة الجوية, حتى مساء أمس.

وترتبط أهمية وحساسية الانفجار, وحالة الاستنفار التي خلفتها, بوجود موقع عسكرية أمريكي خاص داخل "العند" كانت "الشارع" تفردت بنشر سلسلة تقارير مفصله حول هذا الموقع وطبيعته. وقد تحول هذا الموقع أشهر, الى ما يشبه قاعدة عسكرية مصغرة, فهو مفصول بشكل كامل عن القيادة العسكرية اليمنية, وحوله سياجات منشآت بينها منشآت ترفيهية.

وربط محللون الانفجار بوجود الموقع العسكرية الأمريكي في "العند" مشيرين الى أن من الوارد أن يحاول تنظيم القاعدة استهداف "العند" بسبب وجود الموقع العسكري الأمريكي فيها.

وقالت مصادر عسكرية في القاعدة العسكرية لـ"الشارع" إن ناقلة النقط التي تعرضت للانفجار, فجر أمس, هي إحدى الناقلات التي تقوم بتزويد الطائرات الأمريكية, التابعة للموقع العسكري الأمريكي المستقل داخل القاعدة, بالوقود.

وأكدت مصادر عسكرية متطابقة وجود ناقلات وقود داخل "العند" مخصصة لتزويد الطائرات المروحية الأمريكية بالوقود من خلال نقله من المحطة الموجودة في القاعدة الى جميع الطائرات العسكرية بأنواعها, القادمة أو الخارجة من القاعدة, عبر ناقلات وقود مخصصة فقط لتزويد الطائرات بالوقود, إذ تعتمد ناقلات تزويد الطائرات بالوقود على تجهيزات تقنية مخصصة لذات الغرض.

ولا يُستخدم, طبقا للمصادر, هذا النوع من الناقلات خارج القواعد العسكرية, كالناقلة التي تعرضت للانفجار, حيث تقتصر مهمتها على نقل الكيروسين من المحطة داخل القاعدة الجوية الى الطائرات دون خروجها من القاعدة.

وتعتبر محطة وقود الطائرات الموجودة داخل "قاعدة العند" هي المصدر الوحيد لتزويد الطائرات بالوقود, ومن تلك الطائرات المروحيات الأمريكية التابعة للموقع العسكري الأمريكي الموجود داخل "العند".

وحسب متخصصين فتلك الناقلات التي تستخدم داخل القاعدة وتصنع لذات الغرض, وهي نوع مرسيدس متوسط الحجم, هي التي تقوم بنقل الوقود للمروحيات الأمريكية داخل الموقع العسكري الخاص بها بين الحين والآخر عند حاجتها للتزويد بالوقود.

زر الذهاب إلى الأعلى