إجتماعية

بعد أكثر من عامين زواج .. فيروز مازالت عذراء وزوجها مقتولً في منزل مهجور بعدن

المستقلة خاص ليمنات

في عدن انتهت قصة الحب المثيرة بجريمة قتل من الدرجة الأولى بعد أن تأزمت العلاقة العاطفية بين طرفيها، ودخول طرف ثالث قلب تطوراتها رأساً على عقب.. “فيروز” و”محمد” فتاة جميلة، وشاب وسيم، جمعتهما الصدفة في إحدى حفلات التخرج بالجامعة باعتبارهما ضيفين، بينما كانا ما يزالان في المستوى الدراسي الأول، ولكن في قسمين مختلفين، تعرفا على بعضهما وتكررت اللقاءات بينهما فألفا بعضهما وسكن كل واحدٍ منهما قلب الآخر.. غير أن الأحداث أضافت شخصاً ثالث إلى تفاصيل القصة، إنه “أحمد” طالب جامعي أحب فيروز من طرفٍ واحد، فاكتفى بمراقبتها مع حبيبها محمد داخل الجامعة وخارجها، ودفعه الحب إلى مصارحة فيروز بمشاعره، غير أنها اعتذرت له بأدب فقلبها مسكون بحبٍ أخر..

لكن أحمد احتفظ بحبه في قلبه، وكان يحاول الاقتراب منها كلما سنحت له الفرصة لفعل ذلك، ومن شدة حبه لها انتقل إلى القسم الذي تدرس فيه ليكون قريباً منها، أكمل الزملاء دراستهم، وتزوجت فيروز ومحمد معتقدين أنهما سيعيشان معاً في حياة هنيئة سعيدة يغمرها الحب وتزينها  المودة، وتحرسها الذكريات الجميلة، غير أن الأسبوع الأول من الزواج كشف أن تلك الرغبة مجرد حلمٍ بعيد المنال، حيث بدأت المشاكل تدب بينهما، مما جعل اسرتيهما تتعجبان خصوصاً وأن مبررات خلافهما المعلنة تبدو تافهة ولا تستحق الخصام..

مع مرور الوقت فرضت القطيعة نفسها في علاقتهما، ومع كل ذلك كانا يتصالحان، ويسافران معاً للتنزه والاستمتاع إلى أكثر من محافظة، واحياناً إلى خارج البلاد، فهما من أسرتين ثريتين ولديهما من المال الكثير، إلا أن تدهور العلاقة بينهما دفعت فيروز إلى أن ترفع دعاوى خلع ضد زوجها محمد، ومع ذلك كانت تتراجع عنها تحت ضغط اسرتها وأصدقائهما وحبها لمحمد الساكن في أعماق قلبها..

بعد عامين من الزواج التقت “فيروز” صدفة بزميلهما أحمد في أحد المحلات التجارية، ترجاها أن يتحدث معها، فأعطته فرصة للحديث، وتحدثت له أيضاً عن حياتها، فشعر أن شيئاً ما يعكر صفو حياتها ففضل أن يترك مناقشتها لفرصة أخرى خصوصاً بعد أن أعطته رقم هاتفها الجوال، فأصبح يتصل بها كثيراً حتى أقنعها بالخروج معه، كانت مكتئبة، واضطرت أن تفتح له قلبها وتبوح له بما لم تبح به لأحدٍ سواه، حينها غمره إحساس الأمل ورد عليها قائلاً: “الأمر سهل”، حينهالم تعط فيروز هذه الكلمة أي اهتمام، وكأنها مجرد مواساة لها، أما هو فقد استغل حالتها السيئة، وأخذ يتحدث إليها مطولاً عبر الجوال ويخرجان معاً عدة مرات بمبرر أنه يريد إخراجها من الحالة التي هي فيها.

مرت الأيام وبدا وكأن الامور تسير بعفوية وتلقائية، غير أن ما حدث فجأة وضع حداً لهذا الاعتقاد، فقد أختفى “محمد” زوج فيروز، وأخذ أهله يسألون عنه ويبحثون في كل مكان وهي تبحث معهم دون جدوى، مما جعلهم يبلغون الشرطة باختفائه، بل ويتهمون فيروز بالوقوف وراء ذلك، لذا خضعت للتحقيق أكثر من مرة ثم تم الإفراج عنها بضمانة، وذات يوم وبينما فيروز تسترجع تفاصيل علاقتها بزوجها المختفي، تذكرت ما قاله لها ذات يوم زميلها أحمد بعد أن أفصحت له عن سر المشكلة مع زوجها، والعبارة التي لم تهتم بها حينها وهي: “الأمر سهل”، فدبت رعشة في جسدها وبادرت إلى إبلاغ الشرطة بذلك، عندها استدعت الشرطة أحمد واستجوبته، فأنكر معرفته بالزوج المختفي، ثم عاد ليقول إنه يعرفه ولكن معرفة سطحية، ونتيجة لهذا التناقض في أقوال أحمد وضعته الشرطة في دائرة الشك وقامت بحبسه على ذمة التحقيق، ولمعرفة تفاصيل قد تؤدي إلى كشف الحقيقة، استدعت الشرطة فيروز وسألتها عن علاقتها بأحمد، فأخبرتهم بكل التفاصيل، واجهت الشرطة أحمد بتلك المعلومات ومنها أن أحمد كان يحبها، بالإضافة إلى اعترافها بسر المشاكل التي بينها وبين زوجها وهو “العجز الجنسي” الذي يعاني منه محمد، وهو السر الوحيد الذي خبأته عن الجميع وأخبرت به زميلهما أحمد.. وباستمرار التحقيق أنهارت وأحمد اعترف أنه بعدما علم بعجز محمد الجنسي غمره الأمل بإمكانية الزواج بالمرأة التي أحبها، فقرر التخلص من محمد، حيث استدرجه عبر صديق له إلى مكانٍ خالي، وتخلص منه هناك، وتم دفنه في منزل مهجور بإحدى ضواحي مدينة عدن..

انصدمت فيروز باعترافات أحمد وأصبحت تعاني من حالةٍ نفسية سيئة، أما أحمد فقد أحالته النيابة إلى المحكمة أنكر اعترافاته خلال التحقيقات مؤكداً أن فيروز هي التي قتلت زوجها، وأن حبه لها دفعه إلى التستر عنها، غير أن اعترافات صديقه بمساعدته في القتل والدفن، أقنع هيئة المحكمة الابتدائية بإصدار حكمها بالقصاص من أحمد وصديقه لقيامهما بقتل محمد، وتم وضعهما في السجن انتظاراً لحكم الاستئناف بحقهما.. أما فيروز ونتيجة لتدهور حالتها النفسية فقد حاولت الانتحار بقطع شريان في يدها، غير أن تدخل صديقتها في اللحظة الحاسمة أنقذ حياتها ليتم اسعافها لتلقي العلاج في نهاية حزينة لقصة حبٍ دامت سنوات. وانتهت نهاية مأساوية كانت فيروز هي من دفعت ثمنها.

زر الذهاب إلى الأعلى