إجتماعية

الدلالة سماسم.. كيف أوقعت بسائق التاكسي وتاجرت بزميلات الدراسة

المستقلة خاص ليمات 

بداية طريق الألف ميل خطوة أي كيفما كان هذا الطريق تكن البداية خطوة ودون تخطيط أو ميعاد مسبق وربما تكون هذه الخطوة مفتتحاً للسير في متاهات مشوار لا رجعة فيه ولا فرصة لحساب مخاطر المغامرة وتبعات العواقب..

وعلى هذا النحو من تجاهل حساب العواقب قبل اتخاذ قرار الخطوة الأولى تختصر السطور حكاية سائق تاكسي أجرة في أمانة العاصمة يدعى ذياب حيث شاءت له فرصة عمله المتواصل على التاكسي أن يخطو الخطوة الأولى في درب الوقوع في المتاهات فقد بدأ بالتعرف على عدد من الفتيات وتبادل معهن أرقام الجوالات وكان يتحدث معهن بكلام في الليل وفي أوقات متأخرة إلاّ الخطوة الفعلية الأولى على البساط الأحمر بالنسبة له كانت يوم أن استوقفته فتاة في كامل الأناقة والشياكة وركبت معه في المقعد الخلفي..

كانت تلك الفتاة هي سماسم بائعة الهوى وفتاة العاصمة اللعوب.. من أول المشوار وجد ذياب زبونته تحاول جره للدخول في الحديث العميق وترشقه بنظرات الاشتهاء المريبة وتتغنج في حديثها معه مبدية له رغبتها في التعامل معه للقيام بإيصالها إلى الأماكن التي تذهب إليها في مشاويرها وأخذت رقم جواله بعد أن فتحت له نوافذ الطمع وأعطته مبلغاً كبيراً مقابل هذا المشوار القصير الذي يساوي حصيلة أسبوع ..


بهذه الطريقة توطدت علاقة ذياب بسماسم  وفي غضون أيام ألهبت سعير رغباته بنظرات أنثوية غزت أعماق ذكورته وأبدت له إعجابها اللامتناهي بشخصيته ووسامته وظلت تعزف على وتر الغريزة وتثيره بكلامها وحركاتها حتى استجاب لهمس نداءاتها وسار خلفها حتى وصل شقتها ذات يوم لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقة الثنائية الوطيدة، وبعدها صارت تقضي معه كل مشاويرها الخارجية وتستعين به في جلب الشيشة والقات ومستلزمات الفرفشة إلى داخل الشقة..

وقبل هذا لم يكن ذياب بحاجة إلى قدر من النباهة والذكاء ليدرك بحدسه أن سماسم لم تكن بائعة هوى عادية أو ضحية نزوة عابرة كبقية من تعرف عليهن في السابق فقد تأكد له ومن الوهلة الأولى أنها قوادة ومن الطراز الرفيع لأن بضاعتها كلها كانت من النوع الراقي ومختارة بعناية وكذلك زبائنها الذين كانوا في الغالب من عيال المسئولين والأثرياء وقد وجد معهم ذياب ضالته وغاية مناه فإلى جانب ما يغدقون عليه من الفلوس كان يحصل على مبالغ كبيرة نظير خدماته التي يقدمها لمرتادي الشقة خصوصاً من الوافدين الخليجيين  وكذلك الأمر بالنسبة لسماسم حيث كانت لا تبخل عليه بما يشتهي من متعة الحياة وغمرته بفلوسها وحنانها كما أتاحت له فرصة التعرف على الكثير من بائعات المتعة وفتيات الأنس اللواتي كان يقوم بإحضارهن وإعادتهن من وإلى الشقة فأقام معهن العلاقات الرومانسية الساخنة وصار يختلي بمن تعجبه منهن في أوقات متفاوتة خارج الشقة..

وما زاد من ارتباط ذياب بسماسم أكثر وأكثر مقاطع الفيديو التي التقطتها له أثناء اختلائه مع إحدى الفتيات العاملات تحت إشرافها وقد راحت تضغط به عليه كي لا يغدر بها رغم إخلاصه المطلق وعدم تفكيره حتى مجرد تفكير بالتمرد على أوامرها فهو ومن جانب آخر كان قد استلذ الراحة واستطاب النعيم وبالذات مع الزبائن الخليجيين الذين كانوا يتعاملون ببذخ مفرط ويبالغون في  الإسراف ويعطونه مبالغ دسمة لشراء بعض المتطلبات وهم في حالة خروج عن الوعي في حين يذهب هو ليأتي لهم باحتياجاتهم من الطعام والشراب بالشيء اليسير ويحوش على الباقي..

على هذا النمط من الحياة انقضت فترة لم تك بالوجيزة وذياب يعمل سائقاً على التاكسي الذي أضحى مخصصاً لقضاء مشاوير الغرام الصاخب ولكي يغطي على نشاطاته ويصرف الأنظار عن تصرفاته المشينة أخذ يبحث عن عمل جانبي حتى تمكن من الحصول على وظيفة حارس لإحدى الفلل الراقية بالعاصمة وكان صاحب هذه الفيلا مغترباً ولا يزور الوطن إلا في أوقات نادرة.. وقد وجد ذياب من الفيلا الواسعة متسعاً ومتنفساً لقضاء أجمل الأوقات مع بائعات الهوى من بنات العاصمة في جو خال من الرقابة وفي داخل الفيلا المفروشة والمؤثثة على أعلى مستوى وبأفخر أنواع وماركات المفروشات والأثاث..

وشيئاً فشيئاً بدأ ذياب يفكر بكيفية استثمار المكان لتجارة المتعة ولما لا فكل شيء متاح أمامه والعشرات من عاشقات الفرفشة على أتم الاستعداد للعمل تحت امرته اما للمتعة أو لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة أما الزبائن فهم كثر والمكان الهادئ والمناسب موجود ومهيأ فقط لم يكن يتبقى في الأمر سوى نقل النشاط رسمياً من الشقة السابقة إلى قلب الفيلا الجديدة وهو ما تم فعلاً بعد أن اتفق ذياب مع رفيقة الغوى سماسم على الخطوة القادمة وتحصل على موافقتها بتوسيع النشاط واجتذاب المزيد من زبائن الكيف و المزاج.

أيام معدودات توالت عقب فتح ذياب لأبواب الفيلا المحاطة بالأسوار أمام موالعة السهرات وحفلات هز الصدور ووسط أنغام الموسيقى المتراقصة ودخان الحشيش تحولت صالة الفيلا الواسعة إلى مسرح مفتوح لشتى أصناف اللهو والرقص وطيب السمر فيما تحولت بقية الغرف والممرات إلى مجالس ثنائية وفق الطلب.

وبتخطيط مشترك من الثنائي المتأبلس ذياب وسماسم وباستخدام العديد من الفتيات، استمر سقوط ضحايا جدد من الصبايا الصغيرات في فخ الاستغلال الرخيص عقب تصويرهن  وتهديدهن بكشف الصور ونشرها  لإجبارهن على تقديم متعة الوناسة لعشاق الجلسات الرومانسية،  الذين تزايدت أعدادهم وتقاطرت العطايا والهدايا منهم إلى يد زعيم الحانة ذياب ففقد السيطرة على  أطماعه ودخل حظيرة الثراء من أبواب غير مشروعة حتى وصل إلى حد صدق فيه نفسه وظن بأنه في مأمن ويستطيع فعل ما يريد دون رقابة أو سؤال من أحد وبالذات بعد أن تعرف على بعض رجال الأمن وأولاد المسؤولين والتجار من مرتادي الفيلا وربط معهم العلاقات وصار يهديهم كل جديد من اصناف النواعم وصغيرات السن اللواتي يتم اصطيادهن عن طريق الحيلة والاستدراج..

ولأن تركيز ثنائي الشر المستطير ذياب وسماسم كان منصباً ومنذ البداية على استقطاب أجمل الفتيات وأصغرهن سناً فقد كانت معظم الضحايا من طالبات المدارس الخاصة والجامعات اللواتي تم الضحك عليهن واستدراجهن إلى هذا الفخ عن طريق بعض زميلاتهن اللاتي سبق وأن وقعن ضحايا بنفس المصيدة وبنفس الطريقة الساذجة.

تجاوزت الأمور نصابها وبدأت الانظار تتجه صوب الفيلا المشبوهة وتجلت مؤشرات النهاية فجأة عندما بدأت الاخبار تتسرب حاملة أسرار ما يدور في غرف الفيلا رغم محاولات البعض من النافذين التستر على حقيقة ما يدور لكن العجلة دارت وجاء الدور على عيالهم وبناتهم وشاءت الصدفة أن يلتقي ابن أحد المشائخ التجار بشقيقته، داخل الفيلا ليطلق عليها عيارات محو العار التي لم تمح عار تلك الفتاة وحسب بل وأظهرت خبايا وأسرار ما يدور داخل الفيلا الراقية من خلف الأسوار والستائر وكشف التحقيق تفاصيل الحكاية من خيوطها الأولى ليتم على ضوء ذلك ضبط المتورطين وإحالتهم للعدالة.

زر الذهاب إلى الأعلى