أخبار وتقارير

الرئيس سالمين ربيع علي يرحل في في الـ26 يونيو 1978 تاركا وراؤه ملايين الفقراء الذي أحبهم وأحبوه

المستقلة خاص ليمنات

الساعة العاشرة من صباح يوم 25/ يونيو 1978 عقدت اللجنة المركزية اجتماعاً استثنائياً في عدن وقررت تنحية سالمين من الرئاسة وإحالته إلى المحكمة  بتهمة قتل الرئيس الغشمي ولم يعترض على هذا القرار إلا حسن باعوم ثم دعا المكتب السياسي إلى عقد اجتماع في نفس اليوم الساعة السابعة مساء ووجه الأمين العام عبداللفتاح اسماعيل الدعوة إلى الرئيس سالم ربيع علي لحضور الاجتماع وفعلاً ذهب سالمين إلى مقر الاجتماع حسب الموعد لكنه لم يجد أحداً فقد تأجل الاجتماع إلى التاسعة مساء ورفض سالمين الحضور في الموعد الجديد لأنه اعتبر أن ذلك تلاعب بالتوقيت وفي العاشرة مساء وصل إلى قصر الرئاسة وزير الدفاع علي عنتر ووزير الداخلية صالح مصلح ووزير الخارجية محمد صالح مطيع مبعوثين من المكتب السياسي وقد دار حوار طويل بينهم وبين سالمين أستمر إلى الواحدة والنصف ليلاً وانتهى الاجتماع بأن قدم سالمين استقالته لهم وطلب السماح له بالسفر إلى الصين.

وبعد خروج الوزراء بنصف ساعة تم فصل التيار الكهربائي عن مقر الرئاسية  ومنطقة الفتح بالكامل تلاها إطلاق نار على القصر من جهات متعددة ودارت معركة طاحنة بين حراسة القصر وبين المهاجمين وحسب رواية محمد سعيد عبدالله أركان حرب أمن الرئاسة  أن قائد القوة المهاجمة كان يخاطب قواته عبر الميكرفون بقوله تقدموا لا تخافوا منهم انهم غزاة جبناء وبعد أن تم اعتقال بعض من أفراد القوة المهاجمة اتضح أن قيادات المهاجمين على القصر أوهموا أفرادهم أن قوة أجنبية احتلت القصر بإنزال جوي رداً على مقتل الغشمي.

ومنذ صبيحة نهار 26 يونيو 1978 اشتد الحصار على القصر الرئاسي ورافق الهجوم عليه قصف جوي وبحري أدى إلى تفجير مخزن الذخائر وقطع امدادات المياه والكهرباء  والهاتف وانقطاع الاتصال نهائياً بين المحاصرين في القصر والوحدات المساندة لهم في الخارج وفي الواحدة والنصف ظهراً أعلن راديو بي بي سي خبراً قال فيه:  أن سحب الدخان تتصاعد من قصر الرئاسة في عدن وحينها تم تغيير قادة القوات المهاجمة وتولى حينها القيادة محمد صالح الباخشي ورفض سالمين فكرة الهروب عبر البحر وطلب من اتباعه بالمنادة بالاستسلام وكتب رسالة الاستسلام إلى علي عنتر في ورقة سجائر لعدم وجود الورق وقال له فيها نظراً للمعارك الدامية التي تعيشها اليمن فاننا نستسلم على يديك للتفاهم ونزل سالمين واتباعه فرداً فرداً عبر نفق مجاري الصرف الصحي وفي سيارة عسكرية حملوا الرئيس واثنين من اتباعه حتى أوصلوهم إلى وزارة الدفاع وفي تمام الساعة السادسة والنصف من مساء 26/6/1978م سكنت الرصاص جسد الرئيس سالمين فسكت قلبه بعد أن تم ربط يديه إلى الخلف وقيل أن قاتله قال له قبل ان يطلق الرصاص عشر سنوات يا ربيع تأكلها  بارد واليوم ستأكلها دافئ فرد عليه سالمين اليوم في صدورنا وغداً في صدوركم وفي تلك الليلة الحزينة من ليالي عدن ووريت جثة سالمين الثرى بطريقة سريعة في مقبرة القطيع وما زال قبره مجهولاً حتى الآن حيث احضروا الجثة إلى حارس المقبرة وطلبوا منه أن يدفنها ليسدل الستار على رئيس لم يخلف أي دينار لاسرته في البنك بل ودع الحياة  وفي ذمته 600  شلن استدانها  من صاحب بقالة .

22 يونيو انقلاب بدايته أبيض

في 22 يونيو 1969 حاصرت قوة عسكرية مكتب أول رئيس للجمهورية في الشطر الجنوبي فقدم قحطان استقالته من رئاسة الجمهورية كما استقال رئيس الوزراء فيصل عبداللطيف الشعبي من منصبه، وتولى الحكم منذ ذلك اليوم سالم ربيع علي، وتم  احتجاز قحطان وفيصل في منزليهما ثم نقلا إلى معتقل الفتح بحي التواهي.

13 يونيو فجر في صنعاء

في 13 يونيو 1974م وقبل أن تغرب شمس الأصيل عزفت الفرقة الموسيقية السلام الجمهوري وبثت إذاعة صنعاء خبر استقالة رئيس الجمهورية القاضي عبد الرحمن الارياني بالإضافة إلى استقالة  الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من رئاسة مجلس الشورى وسنان أبو لحوم من رئاسة الوزراء، وذكر الخبر أن الجيش شكل مجلس قيادة لادارة شؤون البلاد برئاسة الرئيس الحمدي لتولي زمام الأمور معلنة عن بدء تاريخ جديد في الشمال. وفترة ذهبية كادت أن تؤسس لدولة نظام وقانون.

24 يونيو رئيس لم  يهنأ  بالرئاسة

قبل أن تصل عقارب الساعة إلى السابعة من صبيحة يوم السبت الـ 24 من يونيو 1978 وصل الرئيس أحمد حسين الغشمي إلى مكتبه في وقت يعد باكراً وغير معتاد وفي تمام الساعة الثامنة وثلاث وخمسين دقيقة دخل مكتبه شخص بيده شنطة دبلوماسية وبعد دقيقتين فقط دوى انفجار هزّ ارجاء العاصمة صنعاء فهرع الضباط والجنود إلى مكتب الرئيس الغشمي ليجدوا النار تلتهم المكان وتختصر الزمان..

أما رئيس الجمهورية فكان كومة فحم  تحت انقاض اثاث مكتبه ولم يتم العثور عليه إلا بعد بحث شاق حيث كانت تحيط به النيران من كل جهة فانتشلوه فوجدوا فيه بقايا حياة تنبض في صدره فتم نقله إلى المستشفى العسكري وعند الساعة العاشرة وعشر دقائق توقف قلب الرئيس عن النبض قبل أن يكمل عام أول رئاسة وفي الساعة الثالثة والنصف من عصر ذلك اليوم اعلنت إذاعة صنعاء نبأ اغتيال الرئيس الغشمي لكن المذيع الذي قرأ بيان النعي لم يبك هذه المرة كما بكى قبل ثمانية أشهر حين قرأ بيان نعي الحمدي..

وبالعودة إلى مكتب الرئيس فإن المبعوث الجنوبي الذي لم يتبق سوى نصفه فقط أما نصفه الأعلى فقد تناثر وتشظى إلى أجزاء صغيرة علقت في جدران الغرفة وسقفها والبعض الآخر تطاير إلى خارج المبنى أما الغشمي فقد احترقت مقدمة لسانه وعيناه وصدره وبطنه ورقبته ويداه وأجزاء مختلفة من جسده وكسر في الساق اليمني وكسر في الساق اليسرى مع جروح غائرة وصعوبة  شديدة بالتنفس بسبب إصابة في الصدر ونتيجة نزيف الرئتين لم يستطع الأطباء عمل شيء  لإنقاذ حياته.

زر الذهاب إلى الأعلى