أخبار وتقارير

صقور الرئيس الجنوبيون يجبرون عبد الباري دغيش على تُقديم استقالته من رئاسة فريق العدالة الانتقالية بعد محاضرتين للعودي وعبد الباري طاهر

يمنات – الشارع

وجه الدكتور عبد الباري دغيش, رئيس فريق عمل المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والقضايا ذات البعد الوطني في مؤتمر الحوار الوطني, أمس السبت, طلباً الى هيئة رئاسة مؤتمر الحوار طلب فيه استبداله بشخص آخر, مؤكداً أنه لم يعد بوسعه "مواصلة المشاركة في فعاليات مؤتمر الحوار" بدءاً من اليوم الأحد.

وفيما برر دغيش تقديم استقالته وعدم مقدرته على مواصلة المشاركة في مؤتمر الحوار بـ"أسباب عديدة خاصة".

قال لـ"الشارع" عدد من أعضاء فريق عمل العدالة الانتقالية إن تقديمه لاستقالته جاء على خلفية مشادة وملاسنات حديث في جلسة عمل الفريق, أمس, بينه وبين اثنين من اعضاء الفريق, هما حسين صعدة, ممثل مؤتمر شعب الجنوب في الفريق, وفائقة السيد.

وقال دغيش, في رسالة هاتفية وجهها مساء أمس الى زملائه أعضاء فريق العدالة الانتقالية: "لقد وجهت, يومنا هذا السبت الموافق 20/7/2013م, طلباً الى هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني لاستبدالي بشخص آخر وفقاً لنص المادة 54 من دليل مؤتمر الحوار الوطني, وسيتم ذلك بإذن الله قريباً", مؤكداً عدم مشاركته في فعاليات المؤتمر بدءاً من اليوم الأحد.

وأضاف دغيش في رسالته, الذي اطلعت عليها "الشارع" وحصلت على نسخة منها, مخاطباً أعضاء الفريق: "لقد شرفني العمل معكم, شاكراً تعاونكم وراجياً منكم الصفح والمعذرة لو حدثت مني أي إساءه خلال عملنا المشترك طوال الأشهر الماضية, وأثق في قدرتكم على النجاح متى ما صدقت النوايا".

وحاولت الصحيفة التواصل, مساء, مع دغيش لمعرفة تفاصيل أكثر حول استقالته وأسبابها غير المعلنة, إلا أن هاتفه كان مغلقاً.

واستمع فريق العدالة الانتقالية, في جلسته أمس, برئاسة دغيش, وفقاً للخطة التي سبق أن أقرها, الى محاضرتين حول قضيتي المناطق الوسطى وتهامة, فيما القى الثانية عبد الباري طاهر.

وشهدت الجلسة حالة من التوتر والتلاسن ضد دغيش, من قبل حسين صعدة وفائقة السيد.

وقال للصحيفة أحد أعضاء الفريق أنه عندما بدأ الدكتور حمود العودي يلقي محاضرته, أمس, عن قضية تهامة ومعاناة أهلها, والمظالم التي تعرضوا لها قبل وبعد الوحدة, من حروب وانتهاكات, "قام حسين صعدة بالاعتراض بصوت مرتفع عن عدم حديث العودي عن الحراك الجنوبي وما تعرض له الجنوب", رغم أن ذلك كان خارج المحاضرة.

وقال أحد أعضاء الفريق: "رد الدكتور عبد الباري دغيش علي حسين صعدة بالقول إن هذا الأمر خارج الموضوع, وإن موضوع محاضرة العودي مقر في برنامج عمل الفريق الذي أقر سابقاً بحضور حسين صعدة نفسه, وبمشاركة ممثل عن مؤتمر شعب الجنوب, وبموافقة الجميع, غير ان حسين صعدة رفع صوته بشكل غير لائق, فقال له دغيش: يا أخي اسكت. وعندما رفض حسين صعدة أن يسكت, أمره دغيش بالخروج من القاعة, إلا أنه رفض ذلك, فاكد دغيش أنه يحق لرئيس الفريق, وفقاً للنظام الداخلي لمؤتمر الحوار, أن يُخرج أي شخص في حالة أخل بنظام الجلسة, وعمل على إثارة الفوضى داخل القاعة…".

وأضاف المصدر: "رفض حسين صعدة الخروج من القاعة, ثم قام أحد أعضاء الفريق باستدعاء أحمد القنع, الناطق الرسمي باسم مؤتمر شعب الجنوب, وهو عضو في فريق عمل القضية الجنوبية, فحضر القنع الى قاعه اجتماع فريق العدالة الانتقالية, وتمكن من إخراج حسين صعدة منها, إلا أن الأخير أمر جميع ممثلي مؤتمر شعب الجنوب في الفريق بالخروج من القاعة, فغادروا القاعة جميعهم باستثناء فهمي السقاف وهاني ترك, اللذين ظلا في القاعة". وأشار المصدر الى أن نحو 12 شخصاً خرجوا من القاعة, وهم ممثلو شعب الجنوب في الفريق.

وتابع المصدر: "بعدها بوقت قليل؛ عاد ممثلو الحراك الجنوبي, بما فيهم حسين صعدة, الى القاعة, وسبقهم الى المنصة عبد الكريم الخيواني, عضو فريق, ممثل جماعة الحوثي, وقال (الخيواني) أنه مكلف بالاعتذار نيابة, عن حسين صعدة ومن غادروا الاجتماع, فسأله فهمي السقاف: من كلفك بالاعتذار نيابة عنهم؟ فابتسم الخيواني, وغادر المنصة, دون أن يرد على سؤال السقاف, واستمر اجتماع فريق العمل بحضور حسين صعدة, والمنسحبين معه".

وقال عضو الفريق: "بعد أن انتهى العودي من الحديث عن قضية المناطق الوسطى, تُرك المجال للنقاش لأعضاء الفريق, فتم الاستماع لعدد من المتحدثين, ثم رفعت الجلسة للاستراحة؛ على أن يبدأ عبد الباري طاهر, بعد ذلك, في إلقاء محاضرته عن قضية تهامة, ثم يتم الاستماع في الأخير الى التعقيبات بشكل عام وكامل في نهاية الجلسة. غير أن فائقة السيد وصلت الى القاعة وعبد الباري طاهر يلقي محاضرته, وعندما انتهى هذا من حديثه, وتم السماح بالنقاش, احتجت السيد, ورفعت صوتها مخاطبة عبد الباري دغيش: أنت ديكتاتور, وتريد أن تعيدنا الى المربع الأول, ونحن قد اتفقنا.. فرد عليها دغيش بالقول: أنا لن أرد عليك, ولكن أقول أن هاتين المحاضرتين هما ضمن خطة الفريق التي أقرت من قبل جميع أعضاء الفريق, الذين وافقوا على الخطة وبينهم فائقة السيد, إلا أن السيد نفت ذلك وارتفع صوتها, موجهة حديثا أزعج دغيش, وحدث تلاسن ثم رُفعت الجلسة, وأعتقد أن دغيش قد استقالته الى رئاسة مؤتمر الحوار بعد انتهاء الجلسة".

وأضاف المصدر: "السبت قبل الماضي؛ استضاف الفريق, وفقاً للبرنامج المقر سلفا, ناجي ثوابة, محافظ الجوف السابق, للحديث حول قضية مأرب والجوف, واستضاف ممثلاً عن جماعة "أنصار الله" الحوثيين, تحدث عن انتهاكات حروب صعدة الستة, وبينما كان هذا يتحدث؛ قامت فائقة السيد واعترضت عليه باعتباره حوثياً, ووجهت نقداً عنيفاً بالقول لدغيش, بينها ألفاظ غير لائقة, فرد عليها دغيش بالقول إن الحديث عن انتهاكات حروب صعدة كانت ضمن الخطة التي أقرها الفريق بحضور فائقة نفسها, وزاد التوتر, وحاول دغيش تهدئه فائقة, ثم قال إنه لن يرد على ما تقول, وقام آخرون وتحدثوا عن الأمر".

على صعيد متصل؛ قال المركز الإعلامي لمؤتمر الحوار, أمس, أن الدكتور حمود العودي تحدث, في محاضرته "عن قضية المناطق الوسطى, ومشروع نحو تحالف مدني عام ليمن فيدرالي موحد قضية الأقاليم الأوسط", حيث أشار في هذا الخصوص الى أن تسمية المناطق الوسطى تعتبر تسمية بقضية وطنية, وليس لها حدود جغرافية أو إدارية أو مناطقية".

وطبقاً للمركز الإعلامي, فقد أكد العودي على "أهمية أن تعمل كل أطراف العمل السياسي والوطني والشباب في إطار تحالف مدني عام ليمن فيدرالي موحد, بدءاً بإنجاز كم هام من المرحلة الانتقالية الجارية وأهمها الدستور الجديد لبناء الدولة المدنية الحديثة, وبما في ذلك معالجة القضايا الوطنية العالقة للمحافظات الجنوبية وصعدة وتهامة".

وتناول الدكتور العودي خلفيات قضية الإقليم الأوسط وحيثياتها, من حيث الخلفية العامة لتسمية ودور الإقليم الأوسط, والدور التاريخي والمعاناة الوطنية للإقليم الوسط في الماضي وحتى انتصار الثورة وتحقيق الاستقلال.

وتطرق الى الدور والمعاناة والدلالة الوطنية والموضوعية لهذا الإقليم عبر التاريخ القديم والحديث حتى ما قبل الثورة في الشمال والاستقلال, وصولا الى مرحلة الوحدة المباركة وأزمة السلطة والمعارضة وحتى ثورة التغيير الشبابية الشعبية السلمية, ولخص ذلك في عدد من المحاور أبرزها الإقليم الأوسط كمركز تاريخي للدولة اليمنية ومنطلق للثورة ضد الإمامة والاستعمار, المعاناة وعدم الإنصاف بعد الثورة والاستقلال, الإقليم الأوسط مرتكز أيمان بوحدة الوطن والتضحية من أجلها, الإقليم الأوسط كموضع لمزيد من التغييب والتهميش والحرمان بعد الوحدة وحتى اليوم.

وتناول الدكتور العودي, الأهداف الوطنية العامة والمطالب الحقوقية الخاصة بالإقليم الأوسط, مستعرضاً الأهداف الوطنية العامة لتحالف أبناء الإقليم الأوسط, والأهداف والمطالب الحقوقية والاجتماعية الخاصة بمناطقه.

وخلص, في محاضرته, "الى آلية الإجرائية لمعالجة قضية الإقليم الأوسط من خلال قيام مؤتمر الحوار الوطني بتشكيل لجنة محايدة لمظالم المناطق ومظالم أبناء الإقليم الأوسط على مستوى الأمانة والمحافظات والمديريات والعزل والقرى, ومطابقة بأنفسهم أو من يمثلهم مع ماهو مشاهد على الواقع".

وأكد ضرورة وضع المعالجات المادية والمعنوية المناسبة لهذه الشكاوى والمطالب بعد التأكد من صحتها على أرض الواقع, وبما يضمن التعريض المرضى لكل متضرر مادياً ومعنوياً, الى جانب حصر المشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية المتعثرة والمشاريع الأخرى المطلوب تنفيذها فيا لمناطق المحرومة ووضع الخط والبرامج التنفيذية لإنجاز المتعثر منها والمستجد بالضرورة وبالشراكة والتعاون مع الأجهزة المحلية والمستفيدين من أبناء المنطقة بالدرجة الأولى.

وأكد "أهمية تقديم اعتذار علني مكتوب للمنطقة وأبنائها عن كل ما قد لحق بهم من الأذى المادي والمعنوي والإقرار بما هو حق لهذه المناطق وأبنائها من دور تاريخي ووطني شريف في مسيرة الثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة وتجريم كل قول أو فعل سياسي أو اجتماعي يعيد الماضي المغلوط أو يشوه الحاضر والمستقبل المنشود للمنطقة ولكل اليمن واليمنيين, والقبول بيمن يمثل ابناء المنطقة في الحوار الوطني فيما يتعلق بكل ما ورد في الوثيقة وما يتصل بالشأن العام بصفة عامة كأعضاء وشركاء فاعلين في الحوار".

وتناولت المحاضرة الثانية لعبد الباري طاهر, رئيس الهيئة العامة للكتاب, "عددا من المحاور المتعلقة بقضية تهامة, تطرق خلالها الى الانتهاكات الحقوقية التي عانت منها منطقة تهامة على مر السنوات التي تلت قيام الدولة المتوكلية". واستعرض طاهر "الإجراءات السلبية الممنهجة لتدمير الحرف والصنع ومهنة الزراعة والاصطياد السمكي في تهامة, والتي كانت تمثل أحد أبرز مصادر الدخل في تلك المناطق, وتطرق الى عملية نهب الأراضي التي طالت كل شيء وتركت المواطنين عالة دونما أي مصدر للدخل".

وأشار طاهر "الى علاقة الإنسان بالدولة, ومطالب الإنسان التهامي في الحصول على أبسط حقوق المواطنة والحق في العيش والحياة الكريمة".. متطرقاً الى "مشاكل التعليم والصحة وغيرها من المشاكل المرتبطة بتدني توفير ابسط مقومات الحياة في المنطقة", ولفت الى الدور السلبي لبعض النخب في المنطقة والتي أشار ارتباطها مع الحكام وتغليب مصالحها الخاصة على المصالح الوطنية.

وأوضح أن الفرق بين قضية تهامة والقضايا الأخرى عدم وجود كيان سابق يمثل أبناء تهامة وجنوحهم للمدنية والسلمية كمبدأ تربى عليه أبناء تلك المناطق, معتبراً أن العدالة تقتضي النظر الجدي في مثل هذه القضايا من باب الإنصاف للضحايا وجبر الضرر وتعويض المتضررين.

زر الذهاب إلى الأعلى