فضاء حر

شوط إضافي للإسلام السياسي

يمنات

على المدى الطويل؛ سيمنح تدخل الجيش في مصر جماعة الإخوان المسلمين شوطاً إضافياً لإبقاء مصر, والمنطقة العربية ككل, تحت وطأة وسيطرة الخطاب الديني.

ستتصاعد مظلومية الإسلام السياسي, اعتماداً على "الانقلاب" الذي لم يسمح لجماعة الإخوان بإكمال مدتها الدستورية في حكم جاءت إليه عبر صناديق الاقتراع.

كانت المنطقة العربية قطعت, منذ بداية الإسلام السياسي, بشكل وضعه على المحك, محك الحكم, والتجربة غير أن تدخل الجيش المصري أعاد العملية الى بداية السطر, ومنح جماعة الإخوان مبرراً للهروب من فشلها في حكم مصر. ما يعني أن على المنطقة العربية أن تمنح الجماعة فرصة أخرى في الحكم, لا نعلم متى ستأتي هذا الفرصة أو كيف ستنتهي.

انطلاقاً من هذا؛ فعول محمد مرسي, بتلك الطريقة, ووفر ممراً أمناً لهروب جماعة الإخوان المسلمين من مأزقها, وفشلها الجلي والواضح في حكم مصر. بحسابات الربح والخسارة؛ فقد كان تدخل الجيش المصري في صالح الجماعة, التي يُفترض بها توظيف ذلك التدخل, والتعامل معه كفرصة لترميم صورتها في الوعي الشعبي الاجتماعي, عبر دراسة ما جرى, ومحاولة تجاوز الأخطاء التي وقعت فيها, وذلك لا يُمكن أن يتم إلا بالبدء في تغيير خطاب التحريض الديني الوعظي بخطاب سياسي مستوعب ومدرك للتطورات.

كان يفترض أن تكون الجماعة أمام استحقاقات الفرصة التي أتيحت لها لحكم مصر؛ غير انها انتقلت, بفضل تدخل الجيش, من موقع المسؤول الفاشل الى موقع المظلوم الذي لم تتح له "فرصة عادلة" لتقديم ما لديه "خدمة للبلاد والعباد".

عن: الشارع

زر الذهاب إلى الأعلى