مواقف وأنشطة

تأجيل الديمقراطية

يمنات
أشك في أن مايعتمل في اليمن منذ 11 فبراير 2011 يؤدي إلى الديمقراطية ، فالطريق إلى هذه الأخيرة يستحيل وفقا لمبادرة دول ديكتاتورية واستبدادية وأسرية هي دول الخليج (الفارسي) ، وأقطع هنا بفارسية الخليج وفروسية العربان ، تلك الفروسية التي استطاعت أن تؤجل الديمقراطية في بلادنا وما البرلمان اليمني (الغينتسي) إلا التعبير الأوضح لذلك التأجيل الكهنوتي ، وإذا كان البرلمان كهنوتي وقد نسينا متى انتخب أعضاؤه فماذا تركنا لباقي مؤسسات ماقبل الدولة حيث لادولة في اليمن كما هو معروف لكل ذي عقل ونظر ، وأما التمديد للرئيس هادي وفترته الانتقالية فليس إلا تحصيل حاصل .
وأشك في أن مجتمعا رخوا كمجتمعنا يستطيع أن يجترح طريقه إلى الديمقراطية قبل أن يتعافى من أزمته الأخلاقية وعليه سأقطع هنا أن المبادرة الخليجية هي مؤامرة داخلية قبل أن تكون التفافا خارجيا على ما كان يسمى (ثورة) .
وأشك في أنّ شبابا باعوا أرواح زملائهم الشهداء في موفنبيك صنعاء ، وأحزابا انتحرت هناك وجماعات (اخترطت) هنالك فنالت الرضا من سفير واشنطن بصنعاء يمكنهم جميعا أن يصلوا إلى الديمقراطية ، وأقطع بأن تأجيل الديمقراطية هو الخيار الوحيد والأوحد لبلوغها بعد ردح من الزمن دون الحاجة إلى فورة وحصانة وعدالة انتقامية لأن الديمقراطية ليست صنما من التمر نعبده فإذا أصابنا الجوع أكلناه ، ولعل من يتابع السلوك السياسي لمعظم النخب السياسية لا يحتاج لأدنى جهد لإدراك حجم تلكم الأزمة الأخلاقية المستحكمة والتي تتحدث باسم الديمقراطية عن ضرورة تأجيلها فيما أتحدث أنا عن ضرورة تأجيلها ولكن ليس بمطيّتها .
الديمقراطية أيضا تكليل لإسقاط النظام وتتويج للنظام الجديد على أننا لم نسقط نظاماً سابقاً ولم نستحدث نظاماً جديداً ، وكل ماقمنا به يندرج في إطار التأصيل للتخلف والركود ، والحوار ليس أكثر من أكذوبة تتلفع بغيمة وضوح سافر .
إنني هنا أوفر على الكثير من المُمدين لهادي والمتمديين بحرارته جهودهم فعندما تتأجل الديمقراطية لن نتعجل التمديد .. وكفى الله المؤمنين شر الصناديق و الزناديق !!!
لكزة ..
لا يعوز الصديق الأستاذ المناضل أحمد سيف حاشد وسام التميز لحقوق الإنسان أو لقب سفير للنوايا الحسنة فنواياه أحسن من مانحيه على أن مايعوزه أن يقر مثلي بتأجيل الديمقراطية والخروج نهائياً من كهنوت البرلمان الذي يتمدد في معدة الوطن وجهازه الهضمي كالدودة الشريطية !!!.
عن: صحيفة “اليقين”

زر الذهاب إلى الأعلى