أخبار وتقارير

“تفاصيل” ملاسنات حادة بين محمد علي أحمد وبن دغر في لجنة ال16

يمنات – الأولى صامد السامعي
نشبت، أمس الأربعاء، ملاسنات حادة بين القيادي الجنوبي محمد علي أحمد، والأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي أحمد عبيد بن دغر، عقب خلاف حول ميثاق شرف جنوبي كان مقرراً للقيادات الجنوبية المشاركة في لجنة ال8 الجنوبية التوقيع عليه، ويتضمن تعهدا بالانتصار لقضية شعب الجنوب، والاتفاق على حلول موحدة وطرح موحد.
وقال ل”الأولى” مصدر مطلع في المؤتمر إن أعضاء اللجنة الجنوبية اتفقوا أن تكون المناقشات بين الشمال والجنوب، على أن يجلس الأعضاء ال8 الممثلون للجنوب بجهة، ويقابلهم الأعضاء ال8 الممثلون للشمال، مشيرة إلى أن أحمد الكحلاني وأحمد عبيد بن دغر خالفا الاتفاق، حيث جلس الأول بين الجنوبيين، وجلس الثاني بين الشماليين، وهو ما فجر الخلاف، حيث اعترض محمد علي أحمد، ليتطور الأمر إلى ملاسنات بين بن دغر الذي رفض الاتفاق، ومحمد علي الذي أصر على أن يكون الشمال بجهة والجنوب بجهة.
وذكر المصدر أن محمد علي أحمد هدد بتكسير رأس بن دغر في حال أصر على موقفه، فيما الثاني رد عليه بأنه سيفضح مشروعه، وسيقف ضده، ولن يتراجع عن فكرة الوحدة إطلاقاً، وأن تقرير المصير لا يمكن قبوله.
وأكد المصدر أن الخلاف أنهاه جمال بن عمر الذي رأس اجتماع أمس، حيث تدخل وعمل على تهدئة الوضع، مشيراً إلى أن محمد علي أحمد هدد بالانسحاب من اللجنة ومؤتمر الحوار بشكل نهائي إذا حصل أي التفاف على القضية الجنوبية وشعب الجنوب، مطالباً بتقرير المصير.
وذكر المصدر أن الملاسنات تطورت بعد رفض بن دغر ميثاق شرف تقدم به محمد علي أحمد وقيادات جنوبية، إلى الأعضاء ال8 في فريق التفاوض الجنوبي. وتضمن الميثاق تأكيدا والتزاما بالحرص على حق شعب الجنوب في تقرير مصيره، والانتصار لقضية الجنوب والنأي بالنفس عن أي ولاءات حزبية أو سياسية.
ويتضمن ميثاق الشرف الذي أجج الخلاف بين الطرفين، حسب مصادر مطلعة، التزاما شرفيا من الموقعين عليه بأن تخلص كل الأطراف في الدفاع عن قضية الجنوب، والالتزام بتأييد الحلول التي ترضي الشارع بالجنوب، وعدم الخضوع لأي إملاءات حزبية، والاتفاق على قرار يتم اتخاذه من قبل الجميع في اللجنة.
وقال مصدر “الأولى” إن ميثاق الشرف قوبل بترحيب الأعضاء الجنوبيين ال5 الممثلين للحراك، بالإضافة إلى ممثل الاشتراكي عبدالرحمن عمر، فيما الإصلاحي علي عشال لم يعلق، ورفض بن دغر ممثل المؤتمر، الميثاق بشدة.
وذكر المصدر أن علي عشال لم يوقع، لكنه لم يعترض أيضاً، مؤكداً أن بن دغر أبدى اعتراضه على الميثاق، وأكد أنه مع وحدة اليمن، وأنه يرفض أي حلول لقضية الجنوب تتضمن فيدرالية أو تقرير مصير.
وأكد أن “بن دغر” قال مخاطبا “بن علي”: “لا يوجد أي جنوب إلا في مخيلتكم، ونحن سنقف ضد مشاريعكم وسنفشلها”. وتناقلت مواقع جنوبية مقربة من الحراك، أمس، على نطاق واسع، كلام بن دغر، بالإضافة إلى تناقله في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين.
ورأس بن عمر اجتماع لجنة ال16 التي لا تزال الخلافات داخلها لم تحسم بعد، وخاصة في مسألة التمثيل، حيث هناك اعتراضات كثيرة من مكونات لم يتم تمثيلها، ورفعت اعتراضها إلى لجنة التوفيق وإلى الرئيس هادي، رئيس مؤتمر الحوار.
وكشف القيادي الجنوبي والناطق باسم “شعب الجنوب”، أمس، عن وجود عوائق ومعرقلات عديدة من بعض الشخصيات المحسوبة على الجنوب، والتي قال إنها “لا تؤمن بقضية أبناء الجنوب، وترى أن الجنوب لها وحدها”. في حين أشار إلى أن حل القضية الجنوبية حلا عادلا يساهم في إيجاد حلول لكل القضايا اليمنية الأخرى.
وأكد أحمد القنع، عضو مؤتمر الحوار الوطني، عن فريق القضية الجنوبية، في تصريح نقلته وسائل إعلام حراكية: “هناك أيضاً معرقلات من بعض الإخوان في الشمال: لا تتمنى أن يخرج اليمن من أزمته الراهنة”، غير أنه أكد أن الحوار استطاع أن يمر، ويتجاوز هذه المعوقات بثبات وعزيمة.
وتمنى أن يخرج التفاوض بحل عادل للقضية الجنوبية، يساهم بدوره في إخراج اليمن بشكل عام من أزماته التي تعصف به، وقال إن “المكونات السياسية في لجنة ال40 بمؤتمر الحوار، تقدمت بعدة رؤى سياسية لحل القضية الجنوبية، وتكوين دولة على المساحة اليمنية بأي شكل كان، سواء بشكل إقليمين أو 4 أقاليم أو أكثر، غير أننا كجنوبيين متمسكون بالحلول التي يرتضيها الشعب الجنوبي”، حسب تأكيده.
وأشار القنع إلى أن “القضية الجنوبية ليست قضية الحراك الجنوبي فقط، وإنما هناك قوى سياسية جنوبية لابد أن تدخل بالحوار، ولذلك فقد تم اختيار 5 من الحراك الجنوبي، واختيار 3 من القيادات السياسية الأخرى، ليشكلوا قائمة ال8 الممثلين للجنوب”.
وأمس؛ تمت تسمية العضوين عن مكوني الشباب والمتجمع المدني، وسط خلافات لا تزال حامية، واعتراضات قوية من قبل مكون الشباب بالذات، حيث يؤيد كثيرون الشاب ناصر الشريف لتمثيلهم، فيما آخرون وقفوا إلى صف نادية عبدالله، المقربة من الإصلاح، والتي صعدت بناء على تصويت وصفه كثيرون بغير المقبول.
ورفع الشباب رسالة اعتراض إلى لجنة التوفيق وهيئة رئاسة المؤتمر والرئيس عبد ربه منصور، يعترضون على آلية تصعيد نادية، مطالبين بضرورة حسم المسألة في إطار القضية الجنوبية، أو إعادة التصويت بحضور الجميع.
وصعد إلى اللجنة عن منظمات المجتمع المدني إبراهيم شجاع الدين، بعد أن تم عمل قرعة بين مكوني النساء والمجتمع المدني، لتسفر القرعة عن صعود شجاع الدين المقرب من المؤتمر، حسب مصادر “الأولى”.
إلى ذلك، ذكرت مصادر “الأولى” أن ممثلي المكونات في لجنة ال16، سيقدمون رؤاهم للحلول في اجتماع اليوم، حسب تكليف اللجنة.

زر الذهاب إلى الأعلى