أخبار وتقارير

الحوثي يتوغل في قلب «حاشد» بعد السيطرة على وادي دنان والمرتفعات المحيطة به واطباق الحصار على بوابة العصيمات

يمنات – الشارع
قتل ثمانية أشخاص, وأصيب نحو 14 آخرين, في المواجهات المسلحة التي اندلعت, بعد منتصف ليل أمس الأول, واستمرت حتى بعد فجر أمس, بين مسلحين ينتمون الى جماعة الحوثي, وآخرين من “العصيمات” التي تتبع قبيلة “حاشد” وتقع في محافظة عمران.
ومساء أمس, قال ل”الشارع” الشيخ صالح العليلي, أمين عام المجلس المحلي في مديرية “العشة” التي تقع وقعت فيها المواجهات, إن الاشتباكات تجددت بين الجانبين إثر محاولة مقاتلي “العصيمات” بعد منتصف مساء أمس الأول, استعادة “جبل السودة” الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ مواجهات اندلعت بين الجانبين الشهر الماضي.
وأوضح أن “المواجهات بين الجانبين أدت الى مقتل ثلاثة أشخاص, وإصابة 7 آخرين من مسلحي جماعة الحوثي”.
غير أن “الشارع” لم تتمكن, رغم محاولاتها المتكررة, من التواصل مع أحد قيادات جماعة الحوثي في “حاشد” أو في صعدة, لأخذ رأيهم فيما جرى, ومعرفة تفاصيل ذلك, والتأكد من صحة عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في صفوفهم.
وأضاف الشيخ العليلي: “لم يتمكن أصحابنا (يقصد مسلحي العصيمات) من استعادة هذا الجبل, وفي المقابل حاول مسلحو الحوثي الهجوم والسيطرة على منطقتي شاجر وبيت تميمي, اللتين تقعان في منطقة دنان, حيث يقع منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر”.
وفيما أكد أن مقاتلي “العصيمات” لم يتمكنوا من استعادة “جبل السودة” الذي يطل على منطقة “العصيمات”؛ قال إن مسلحي الحوثي لم يتمكنوا من السيطرة على هذه المناطق الجديدة.
وعن أسباب المواجهات بين الجانبين؛ قال “العليلي”: “كل أبناء العصيمات وقعوا, خلال الفترة الماضية, على وثيقة مفادها عدم قبول فكر الحوثي في مناطقهم, وهناك من الناس من لم يلتزم بما تم التوقيع عليه, من بينهم عدد من الشباب, وهم الذين سمحوا للحوثين بالدخول الى وسط البلاد (العصيمات), وكانت آخر مرة دخل فيها عدد من الحوثيين, خلال شهر رمضان الماضي, وكبروا في المساجد”, في إشارة منه الى ترديد مقاتلي الحوثي شعارهم, الذي يُعرف ب”الصرخة” في مساجد “العصيمات”.
وأضاف أن “أحد أبناء العصيمات سمح للحوثيين بالدخول, فذهب إليه عدد من أبناء المنطقة, وتم القبض عليه, وهو في بيت أبو شيحه”, وكانوا ينوون توقيفه في سجن المطار, على أساس أن يتأدب, بسبب سماحه بدخول الحوثيين, وفي تلك اللحظات, وصل أخوه على متن دراجة نارية, وأطلق النار على أصحابنا, ما أدى الى إصابة 2, وهو ما دفع بأصحابنا للرد عليه, فقتل متأثراً بجروحه”.
وتابع: “نزلنا من صنعاء, وحكمنا بيت أبو شيحه في ما حصل, وتم الإفراج عن الشخص الذي تم توقيفه في المطار, وهو أخو القتيل, وحكمناهم وأدينا 2 بنادق, على أساس أن القضية لم تكن مقصودة, والذي حصل كان حادث عرضي, وتم الاتفاق على دفن القتيل في بلادهم؛ لكنهم قاموا بدفنه في منطقة اسمها المشهد, وهي أرض تتبع الحوثيين, وتقع في مديرية قفلة عذر, وبالتحديد في منطقة تابعة للحوثيين هناك”.
وقال: “جاء العشرات من الحوثيين يجابروا بيت أبو شيحه, ومعهم عدد من الأطقم المسلحة, وأثناء ذلك حصلت مناوشات بينهم وبين عدد من شباب العصيمات, وتبادلوا إطلاق النار في وسط وادي دنان, وفي نفس اليوم, سيطر الحوثيون على دنان. حدث هذا قبل حوال 20 يوماً فقط”.
وحول سيطرة الحوثيين على المنطقة القريبة من منزل الشيخ عبدالله الأحمر الواقع في منطقة “دنان” قال الشيخ العليلي: “سيطروا, حينها, على الوادي ولم يبق إلا منزل الشيخ عبدالله, وكان بداخله حوالى ثلاثة من أصحابنا فقط, بعد أن كان الحوثيين قد سيطروا, قبل نحو 25 يوماً, على جبلي الجانح والسودة, وهذه الجبال قريبة من بعض, وتطل على أرجاء المنطقة”.
وأضاف: “كما سيطروا, بعد مغرب ذلك اليوم, على قريتي “القرية” و”المحل”. يومها, تجمعوا الناس من كل مكان في العصيمات, وكل شخص جاب معابره (الرصاص) من بيته, وتمكنوا من طرد الحوثيين من الموقع الشرقي, في جبل السودة, وهذا الموقع يشرف (يطل) على الطريق المؤدي الى العصيمات, لكن جبل الجانح يقع خلف جبل السودة. ويومها قتل من أصحابنا حوالي 6 أشخاص, وسقط عدد من الجرحى”.
وأوضح أن مسلحي جماعة الحوثي تمكنوا, اليوم التالي, من السيطرة على مرة اخرى على “جبل السودة” بعد معارك قال الشيخ العليلي إنها كانت “عنيفة”. ويطل “جبل السودة” على “وادي دنان” الذي يقع فيه منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
وطبقاً للشيخ العليلي, فقد سيطر الحوثيون على هذا الوادي بالكامل, دون أن يدخلوا أو سيطروا على منزل الشيخ الأحمر, وعدد من المنازل المجاورة له.
وأكد أن الحوثيين مازالوا يسيطرون, حتى مساء أمس, على جبلي “السودة” و”الجانح” و “وادي دنان” و”وبيوت الحربي” الواقعة في طرف “السودة” من “جهة اليمن”, دون أن يتمكن مقاتلو “العصيمات” من استعادة هذه المواقع رغم محاولتهم المتكررة من أجل ذلك.
وقال إن “الحوثيين يسيطرون على الطريق الرئيسي الذي يؤدي من العصيمات وقبيلة حاشد الى مديرية قفلة عذر, والأهنوم في حجة. وأن الحوثيين متحكمون ومسيطرون من قفلة عذر الى منطقة العقلة, وبلاد الشيخ بن مقعس, كذلك يسيطر الحوثيون على الطريق الرئيسي الذي يؤدي الى مديرية حرف سفيان ومحافظة صعدة, وعملوا على تأمينه وحمايته”.
وأرجع سيطرة الحوثيين مجدداً على “جبل السودة” و”وادي دنان” الى “تقاعس المواطنين (أهالي العصيمات) وعدم انضباطهم والتزامهم بالبقاء في مواقعهم, إضافة الى أن الذخائر نفذت عليهم, وهو ما دفعهم الى التراجع والانسحاب”.
وقال العليلي: “المواجهات مستمرة منذ نحو 25 يوماً بين الجانبين. ورغم أن الحوثيين سيطروا على الجبل والوادي؛ إلا أنهم لم يُسيطروا على منزل الشيخ عبدالله الأحمر, وعدد من المنازل القريبة منه”.
وأوضح “العليلي” أن منزل الشيخ الأحمر تعرض للقصف, ما أدى الى حدوث أضرار في أماكن مختلفة فيه, إضافة الى تعرض عدد من المنازل في منطقة “دنان” لأضرار بسبب تعرضها للقصف بالمدفعية والأسلحة الثقيلة وقذائف “آر بي جي”.
وعن استهداف منزل الشيخ الأحمر, وفي حالة ما إذا تم السيطرة عليه من قبل الحوثيين, قال “العليلي”: “بيت الشيخ الأحمر هو البوابة الى العصيمات, وحياة العصيمات وأهلها مرهونة ببيت الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, فلا حياة ولا ممات إلا ببقاء بيت الشيخ شامخاً مصاناً, والواجب على الشيخ حسين الأحمر وكل أبناء الشيخ أن يدافعوا عن قبيلتهم, وعن منزلهم, وفي وجهة نظري مافيش أي شخص يتخلى عن قبيلته”.
وقال: “دعونا عدداً من بيت المتوكل الى صلح قبلي ووقف تبادل إطلاق النار, وعلى أساس أن يستلم الجيش المواقع التي سيطر عليها الحوثيون, ويجب رفض دخول الحوثيين الى قبيلة العصيمات؛ لكن في الأخير ما أخذ بالقوة لن يعاد إلا بالقوة”.
وأضاف: “أي شخص ينتمي الى الحوثيين وينتهج نهجهم الله يفتح عليه, وعليه أن يغادر البلاد, ويبحث له عن بلاد أخرى, العصيمات محرمة عليه”.
وأشار الى أن مسلحي “العصيمات” انسحبوا من منطقة “الخراب” بعد أن كانوا قد تمكنوا من استعادة السيطرة عليها, بعد معارك مع الحوثيين.
وقال: “انسحبوا منها بسبب عدم مقدرتهم على البقاء فيها, لأنها مكشوفة من قبل جبل السودة الذي يسيطر عليه الحوثيين”. وأضاف: “الذين قتلوا من أصحابنا, هم جميل اللوذعي واثنين من بيت سراج”.
وقالت مصادر محلية أخرى للصحيفة إن جماعة الحوثي تمكنت من استقطاب قطاعات قبلية واسعة داخل حاشد, التي يتزعمها أولاد الشيخ الأحمر, الذين سبق لهم أن خاضوا مواجهات عدة مع جماعة الحوثي.
وهناك أزمة وصراع بين “آل الأحمر” و جماعة الحوثي, وتفجر الوضع, السبت قبل الماضي, بتقطع مسلحين في “ذي ناعم” التابعة لقبيلة “حاشد” لحوثيين كانوا قادمين من صعدة, وقتلوا ستة منهم, بينهم امرأة وأصابوا طفليها.
وتطورت الأزمة بين الجانبين بإيقاف الحوثيين خدمة “سبأفون” التابعة لحميد الأحمر, بشكل كامل في محافظة صعدة, ورد “الأحمر” على ذلك بقطع كابل الألياف الضوئية الواقع في “وادي خيوان” والخاص بصعدة. غير أنه تم, نهاية الأسبوع الماضي, التوصل الى اتفاق سمح فيه الحوثيين لشركة “سبأفون” بإعادة بث خدمتها في صعدة, مقابل سماح مسلحي “حاشد” بإصلاح كابل الألياف الضوئية.

زر الذهاب إلى الأعلى