أخبار وتقارير

مخطَّطٌ سعودي للسيطرة على حضرموت

يمنات – البلاغ
تناقَلَت وسائلُ الإعلام المحلية والخارجية تحليلاتٍ عن صراع دولي انتقل من شمال الشمال إلى جَنُوْب الوطن بين دول إقليمية ممثلةً بالسعودية وإيران، مع أن لا شيء يؤكدُ أن الدولتين قد حَوَّلتا الجَنُوْبَ إلى ساحة جديدةٍ لتصفية حساباتهما، إلا أن لا أحد يستبعِدُ أن تُقدِمَ الدولُ الإقليمية المتصارعة على استغلال الوضع في الجَنُوْب والاستفادة من الأحداث الجارية هناك، من خلال دعم أطراف جَنُوْبية وأخرى شمالية سيدفع أبناء الجَنُوْب ثمنَ ذلك الصراع الذي لا علاقة لهم به.
لكن المؤكَّدَ أن الحِرَاكَ يتعامَلُ مع الأطراف الدولية بحذر شديد، ففي الوقت الذي لا يعارِضُ الحضورَ يدرك أن الجارة الكبرى تمتلك مفاتيحَ حلحلة الوضع في الجَنُوْب، لكنها لم تتحرك حالياً لدعم هذا الطرف أو ذاك، فلا تزالُ تفضِّلُ التمسُّكَ بالنظام ودعمه على الأقل في المرحلة الراهنة حتى تتضحَ الصورةُ بشكل أكبر.
السعودية الباحثة عن مصالحها من غير المستبعَد أن تكونَ قد دعمت شخصياتٍ جَنُوْبيةً في مناطقَ مختلفة، خاصة في حضرموت بعد أن زادت التكهناتُ حول إمكانية دعم حضرموت في اتجاه الانفصال عن الجَنُوْب وضمها إلى دول مجلس التعاون الخليجي، خاصَّةً وأن حضرموت تعد الأكبرَ من حيث المساحة والأكبر من حيثُ الثروات، وبالتالي فإن الأطماعَ الوَهَّابية التي عجزت عن تحقيقها في الجوف للسيطرة على أكبر مخزون نفطي قد يدفعُها عجزها هذا إلى التفكير وبشكل جدي للسيطرة على حضرموت.
لكن ذلك يبقى من باب المستحيلات، فالحِرَاكُ السلمي الذي يتحكَّمُ بزمام الأوضاع في الجَنُوْب يرفُضُ تمزيقَ الجَنُوْب أو انفصالَ بعضِ مناطقه عن دولة الجَنُوْب سابقاً.
مع هذا فإن حزبَ الإصلاح ومن خلال التوقيع على تقسيم الجَنُوْب واليَمَن عُموماً، لم يوقِّع إلا بإيعاز سعودي مقابل الحصول على دعم للوصول إلى سدة الحكم، لذا أقدم الإصلاح على التوقيع منفرداً، في إطار تحقيق المخطط السعودي الرامي إلى السيطرة على حضرموت مقابلَ الوصول إلى السلطة وحُكم ما تبقى من اليَمَن القادم.
من هُنا تبدو الأخبارُ المتداولةُ عن تدخل سعودي للسيطرة على حضرموت والدفع نحو انفصالها عن الجَنُوْب أمراً وارداً، طالما وأن مخطط تقسيم اليَمَن الذي قدَّمه بن عمر هو مخطط سعودي يحظى بدعم إصلاحي وبتواطؤ من مراكز النفوذ التي تفيد المعلوماتُ بحصولها عن تطمينات من الرياض ببقاء مصالحها في حال نجح المخطَّطُ.
مع هذا فإن الجَنُوْبيين لن يقبلوا بتمزيق وطنهم، ولن يقبلوا بانفصال محافظة حضرموت أو حتى منزلٍ عن الجَنُوْب.
هذا ما يؤكِّدُه قادةُ الحِرَاك ل”البلاغ” الذين أضافوا أنهم لن يقبلوا بتدخُّل خارجي طالما وأن ذلك التدخُّلَ لا يحققُ أهدافَ الثورة الجَنُوْبية.

زر الذهاب إلى الأعلى