أخبار وتقارير

لغز غياب علي محسن

يمنات – الشارع
واصلت القوات الحكومية أمس حربها ضد مقاتلي القاعدة في شبوة وأبين في ظل محاولة التنظيم الرد على الخسائر التي مني بها في هذه الحرب بهجمات إرهابية في العاصمة صنعاء و المكلا وعدن والبيضاء .
وتستمر الحرب في ظل معلومات عن ترتيبات عسكرية بغرض توسيعها لتشمل محافظ البيضاء حيث تأكد أمس الخبر الذي نشرته ” الشارع ” الاثنين الماضي عن صدور قرار ينقل اللواء 117 مشاة من محافظة صعدة إلى البيضاء للمشاركة في الحرب المرتقبة هناك ضد ” القاعدة “.
وأكدت معلومات صحفية أمس أن كتائب من هذا اللواء وصلت البيضاء ” بهدف التشديدات الأمنية هناك فيما ستصل كتائب عسكرية أخرى من هذا اللواء خلال الأيام القادمة .
وتحدثت المعلومات عن انتقال قيادات في تنظيم القاعدة وعشرات المسلحين مع أسرهم من أبين وشبوة إلى البيضاء التي من المرتقب مهاجمة مواقع تمركز مقاتلي ” القاعدة ” فيها سيما وهي تُعد من أهم معاقلهم على مستوى اليمن بشكل عام .
وبأتي استمرار هذه الحرب ضد الإرهاب في ظل تصاعد الأزمة غير المعلنة بين رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وقوى سياسية وقبلية وعسكرية ودينية حليفة ل ” القاعدة ” وتمارس ضغوطاً على الرئيس هادي لإجباره على إيقاف هذه الحرب ضد التنظيم .
ورغم مرور نحو أسبوعين على هذه الحرب وتصاعد الخلاف القائم حولها ظل اللواء علي محسن الأحمر مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن والدفاع والحليف الرئيسي للقوى الإسلامية بما في ذلك أجنحتها المتشددة غائباً عن المشهد العام ولم يصدر عنه آي موقف مساند أو معارض لهذه الحرب وهو الأمر الذي أثار جملة من الأسئلة حول أسباب هذا الغياب ودوافعه قبل أيام من بدء هذه الحرب في 29 أبريل المنصرم تسربت معلومات عن مغادرة اللواء علي محسن العاصمة صنعاء إلى ألمانيا للعلاج ومذاك ظل حالة غياب كامل عن المشهد العام وخلال الفترة الماضية تضاربت المعلومات مكان الرجل والأسباب التي دفعته إلى هذا الغياب .
مصدر سياسي رفيع أكد ل ” الشارع ” مغادرة اللواء علي محسن إلى خارج البلاد قبل أيام من بدء الحرب الجارية على تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة .
وقال المصدر الموثوق:” في البداية قيل إنه غادر إلى ألمانيا للعلاج ثم قيل إنه في قطر كان هناك تضارب في المعلومات حول الدولة التي كان يتواجد فيها لكن جرى التأكد أنه زار السعودية بشكل سري غير معلن وعاد إلى صنعاء عصر اليوم ” أمس الأول الاثنين ” إلى العاصمة صنعاء بشكل سري وغير معلن أيضاً ” وأشار المصدر إلى أن السعودية مارست ضغوطاً على اللواء الأحمر الذي ” رضخ لهذه الضغوط بهدف تطبيع علاقته بالرياض
وأوضح المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه أن اللواء علي محسن زار الأسبوع الماضي السعودية والتقى بمسؤولين وأمراء فيها مشيراً إلى أن زيارة اللواء الأحمر للسعودية ” ودول راعية للمبادرة الخليجية ضمن غير معلنة ألزمته بعدم اتخاذ أي موقف من الحرب القائمة ضد تنظيم القاعدة في أبين وشبوة وعدم القيام بأي أعمال وأنشطة بهدف إفشالها “.
وأضاف المصدر : ” صمت على محسن تجاه الحرب الجارية ضد تنظيم القاعدة تم بموجب صفقة غير معلنة توصل إليها دبلوماسيون غربيون من رعاة المبادرة الخليجية مع على محسن بدعم من السعودية وقضت هذه الصفقة تعدم اتخاذ اللواء الأحمر أي موقف غير معلن مساند لتنظيم القاعدة مقابل ضمانة سعودية ودولية سرية جدا بتبرئته ” علي محسن ” من الاتهامات الموجهة إليه حول ارتباطه بالجماعات المتشددة ودعمه لها وضمان
سلامته وضمان عدم تعرضه لأي مساءلة تتعلق بدعمه للإرهاب “.
وتابع :” علي محسن غادر البلاد قبل الحرب استجابة لضغوط دولية وسعودية إذ تم نصحه بمغادرة اليمن تجنباً
لأي ضغوط ثم زار المملكة بهدف إصلاح علاقته بها فهو رضح لهذه الضغوط لتجنيب نفسه أي مساءلة مستقبلية حول علاقته بالإرهاب ومن أجل تطبيع علاقته بالسعودية التي كانت اتخذت منه موقفاً حاداً بسبب علاقته الكبيرة وتحالفه الوثيق مع جماعة الإخوان المسلمين “.
وقال المصدر :” طُلب من علي محسن أن يغض الطرف عن الحرب ضد القاعدة بشكل كامل أو يخرج من البلاد لفترة لتجنب الضغوط التي قد يمارسها عليه حلفاؤه من أجل إيقاف هذه الحرب والدبلوماسيون الغربيون الذين قاموا بهذا الأمر أبلغوا علي محسن بشكل واضح أن أي موقف له معارض للحرب ضد الإرهاب أو مساند
للقاعدة في هذه في هذه الحرب سيجعل المجتمع الدولي يتعامل معه كد اعم وممول للإرهاب “.
وأضاف :” الأرجح أن علي محسن فضل مغادرة البلاد تجنبا للإحراجات والضغوط التي كان من المؤكد أنه سيقع فيها لو أنه بقي في صنعاء من قبل حلفائه السياسيين والقبليين والدينيين الذين مارسوا ومازالوا يمارسون ضغوطا على الرئيس هادي لإيقاف هذه الحرب ضد القاعدة ولو أن محسن بقي في اليمن لكان تعرض بشكل يومي وكبير لهذه الضغوط من قبل حلفائه الدين سيطالبونه باتخاذ موقف من هذه الحرب والضغط على الرئيس هادي من أجل إيقافها “.
وفي 23 أبريل الماضي كان أخر نشاط معلن لعلي محسن حيث التقى في مكتبه بالقصر الجمهوري في العاصمة صنعاء بالسفير الكوبي لدى اليمن ديفيد باولو فيتش سكالونا ومذاك لم يظهر الرجل في أي نشاط سياسي أو شخصي ومنذ ذلك الوقت غاب الرجل عن المشهد العام رغم أنه اعتاد طوال الفترة الماضية الظهور بشكل كبير ومتكرر عبر ممارسته أنشطة عدة تتمثل في استقبال زائرين له .

زر الذهاب إلى الأعلى