فضاء حر

إلى حزب الإصلاح مع التحية

يمنات
إن كان العميد حميد القشيبي قُتل بعد أسره فهذه جريمة كبيرة، لهذا فعل جماعة الحوثي توضيح ما جرى.
مع ذلك، فالظاهر أن الرجل قُتل في حرب، وعلى الأخوة في الإصلاح أن يكفوا عن ندبه عبر التشنيع اللفظي بالحوثي على شاكلة القول أنه مجرم وقاتل وغير ذلك من التوصيفات التي لا فائدة منها.
القشيبي خاض الحرب بشجاعة، وبقدر ما يتحمل مسؤولية قتله الحوثي وجماعته؛ يتحمل تجمع الإصلاح وحلفاءه العسكريين والقبليين مسؤولية أكبر في الجريمة؛ لأن هؤلاء ظلوا ينفخون في المعركة من صنعاء، وتركوا الرجل يخوضها منفرداً داخل عمران.
أظن أنه ليس أمام الأخوة في الإصلاح غير طريقين:
1- هضم الهزيمة، وتفهم الواقع الجديد على الأرض، والخروج من مأزق العنف الذي نجح الحوثي في جرهم إليه لأن ذلك لن يفضي بهم إلا نحو التحول إلى جماعة إرهابية، فيما ستظل جماعة الحوثي مجرد جماعة متمردة.
2- مواصلة القتال ضد الحوثيين أخذاً لثأر القشيبي، وبقية القتلى الذين استخدمهم الإصلاح وحلفاءه كوقود في هذه المعركة. أما النواح الفارغ فلا طائل منه.
دخلتم في حرب طاحنة مع الحوثي، وعندما انهزمتم قلتم انه مجرم وقاتل! هذا كلام فارغ لا يُقدم ولا يؤخر. يا إما تعقلوا وتقعوا حزب سياسي، أو تقعوا رجال وتحاربوا زي الناس والناس؛ بدون نواح المهزوم المتعجرف المتدثر برداء العنتريات والسفه.
لكن إذا ما قررتم مواصلة القتال عليكم أن تعلموا أنكم ستتجرعون هزائم أخرى، لأنكم تفتقرون لأي غطاء وطني وأخلاقي وقتالكم لجماعة الحوثي لا يفعل غير تغذية وتقوية المشروع الطائفي للحوثي.
ومن المهم الإشارة هنا إلى أنه سيكون من الخطأ اتجاهكم نحو الرد على الحوثي بتصعيد أعمال القتل القذرة والاغتيالات، لأنه في حال حدث ذلك ستتجه أصابع الجميع نحوكم، وفي النهاية ستجدون أنفسكم كجماعة إرهابية.
لا تُحاولوا استنساخ “داعش” يمنية، لأن المشروع الحوثي لا يمكن مواجهته إلا بمشروع وطني سلمي ضمن بناء دولة قوية لجميع اليمنيين.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى