أخبار وتقارير

مأساة أسرة مهرب يمني قتله حرس الحدود السعودي وعثر على جثة بعد أسبوع بعد أكلت الطيور أجزاء منها

يمنات – خالد مسعد

كلف بإدخال شحنة قات مع مهربين إلى السعودية
خالد مسعدنشر في يمنات يوم 08 – 07 – 2014
استقبلت أسرة “حسن علي غالب” من أبناء قرية داود بمديرية عبس، محافظة حجة، شهر رمضان بمأساة وحرقة قلب على فلذة كبدها “محمد” “25” عاما، الذي عثر عليه جثة هامدة في أخر أيام شهر شعبان الماضي، في أرض قاحلة، تابعة للسلطات السعودية، إلى الشمال من منطقة الطوال من جهة محافظة صعدة.
خرج محمد حسن، كعادته من منزله يبحث عن رزقة في الحدود، أملا توفير متطلبات رمضان، لأسرته الريفية الفقيرة.
ودع “محمد” أسرته، و اتجه نحو حرض، حينها لم تكن زوجته تعلم و هي تودعه، أنهما يتبادلان النظرات الأخيرة، و مثلها والده و بقية أفراد الأسرة.
يقول أحد زملائه: “كنا في الطريق بعد أن استلمنا، البضاعة المطلوب توصليها، و عندما كنا عل وشك اجتياز الحاجز الحدودي، من جهة الشرق، سمعنا دوي صوت “محمد” غير أننا لم نستطع التوقف لمعرفة ما حدث له.
و يتابع: “واصلنا مسيرنا خوفاً من أن يدركنا جنود حرس الحدود السعودي، و من وعورة المكان، الذي كان شديد الظلمة، و لا يمكن فيه النظر إلى الكف”.
و أكد أنهم واصلوا السير و تمكنوا من دخول الاراضي السعودية، و تسليم حمولتهم من القات، للنقطة المخصصة، واستلموا أجورهم و عادوا من طريق أخر، على اعتبار انهم مسافرين.
و أضاف: كان أغلب ظني و زملائي أن “محمد” وقع في قبضة الجنود السعوديين، و هو ما كان يتم تداوله في أوساط المهربين في حرض، و تم ابلاغ أهله بالأمر.
و قال زميل “محمد”: بعد ثلاثة أيام اتصل بي عمنا الكنج – كبير المهربين- ليستفسر، كيف تم القبص على “محمد” من بينكم وهو الأسرع والأشجع ؟ فبادرته بالرد: أنا اشك في عملية القبض على “محمد”، و حينها رد علي: “هل تتوقع ان “محمد” نجح في ادخال البضاعة وباعها وعاد دون ان يسلمها للمكان المتفق عليه؟” فرديت عليه: الأمر ليس كذلك يا كنج، الأمر مختلف .. محمد كان في مقدمة الصفوف من اليسار وانا كنت الأقرب إليه”، وبينما كنا قربين من الوصول إلى المكان المحدد، سمعت صرخة قوية ل”محمد” غير أننا واصلنا السير خوفا من الجنود و ظلمة المكان، و بعدها انقطعت اخباره، وحتى تلفونه كان مغلقاً من قبل التحرك الى الحدود.
و واصل زميل “محمد” سرد روايته ل”يمنات”: تم التواصل مع اهله وتكليف عدد من المهربين بينهم “أنا”.
و حسب زميل “محمد” ذهبوا إلى المكان القاحل وبحثوا عن “محمد” لعلهم يجدوه هناك جثة هامدة، لكنهم لم يعثروا علية فعادوا.
و أشار أن الكنج باشر بالبحث عن “محمد” في ثلاجات مشافي السعودية، مستغلاً علاقته بمسؤولين سعوديين، لكنهم لم يعثروا عليه.
يقول ابن خال محمد: بعد أن تأكد لنا بان “محمد” ليس في الثلاجات السعودية، كلف الاستاذ إبراهيم موسى عرجان وهو مدير لمدرسة ابو بكر الصديق الثانوية بعبس، أمهر وأشجع المهربين وببنهم شقيق محمد الاكبر، بالعودة إلى المكان الوعر والمخيف الذي مر منه “محمد” و زملاؤه المهربين.
و أضاف: بحثوا عنه مع طلوع الشمس، فعثروا عليه جثة هامدة تحت شجرة، و قد التصقت جثته بالأرض القاحلة و صار انتشاله صعبا، و جثته متغيرة الملامح.
و أكد إبراهيم موسى، أن شقيق “محمد” تعرف على جثة شقيقه، من خلال احدى اسنانه التي تم تلبيسها بالذهب، و آثار عملية اخراج رصاصة من قدمه، أصيب بها قبل سنتين، في عملية تهريب ممثلة.
و وفقاً لشخص أخر من أقارب “محمد”: “لم يتمكنوا من انتشال الجثة، لالتصاقها بالأرض، فتم التواصل مع احد الجنود السعوديين عن طريق “الكنج” و بعد أربعة وعشرون ساعة وصل الجندي السعودي بمعية شقيق الضحية واحد المهربين.
و تابع: قال الجندي السعودي، سأبلغ الفريق الميداني السعودي لانتشال الجثة، وانتم غادروا المكان لأن الفريق سوف يقتادكم للتحقيق، واقل شيء سيتم الزج بكم في السجن لمدة عام، فعدنا و أدينا واجب العزاء بدون جثة.
و حسب معلومات، حصل عليها “يمنات” أن الجثة تم انتشالها امس عن طريق الفريق الميداني السعودي، بعد ان أكلت الطيور أجزاء منها.
يذكر أن “محمد حسن غالب” درس في مدرسة داود الاساسية بعبس، قبل ان يترك الدراسة في الصف السادس، ليتجه نحو التهريب.
و قبل عامين تعرض محمد لرصاصة من قبل جنود حرس الحدود السعودي وتم القبض عليه، وهو يحمل شحنة قات، و نقل إلى مستشفى جيزان، و مكث فيه شهرين، قبل ان يتمكن من الهروب من المستشفى بمساعدة عمه “الكنج”.

زر الذهاب إلى الأعلى