أخبار وتقارير

عمران.. شبح الحرب مازال في الأفق والمحافظ الجديد صورة بلا إطار

المستقةل خاص ليمنات

محسن يقرر قيادة الحرب ضد الحوثيين في عمران وقواته بدأت بالوصول الى المدينة
المشهد في عمران مزدحم بالكثير من التناقضات، فبعد أيام من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة، ما يزال التوتر في المدينة وبقية المديريات هو سيد الموقف.. يبدو الاتفاق هشاً، والوضع أكثر تأزماً، ويوشك الصراع أن يتجدد في أية لحظة، مما يضعف الآمال والتطلعات بمستقبل قريب لأبناء المحافظة في غمار الأمن والسلام.
شبح الحرب مازال في الأفق
«هش ويوشك على الانهيار» هكذا وصف الكثير من المراقبين وقف إطلاق النار في عمران، التي يسيطر عليها التوتر، في ظل الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتصارعة بخرق الاتفاق، حيث يؤكد الحوثيون أن من يصفوهم بالميليشيات التكفيرية استقدمت الكثير من المسلمين والأسلحة من خارج المحافظة إلى المواقع التي يسيطرون عليها، وأنهم هاجموا عدد من المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون وأبناء عمران، في المقابل تحدث مسلحون اصلاحيون عن قيام الحوثيين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار عدة مرات وقاموا باستحداث عدو.. من النقاط ووصلت إليهم تعزيزات عسكرية بمئات المقاتلين وكميات كبيرة من الذخائر.
تواصل التعزيزات العسكرية من قبل الإصلاحيين والحوثيين، والخروقات المتبادلة بينهما، وتأهب جميع الأطراف، كل ذلك يوحي بأن المواجهات قد تتجدد في أية لحظة، وبأن حرباً قد تكون أكثر شراسة من سابقتها هي على وشك الانفجار في عمران، والأهم من ذلك أن الوضع لم يحسم فيها بشكل واضح لصالح أية جهة، والاتفاق لم يعالج أسباب الصراع الحقيقية ولم يعمل على اجتثاث جذور الحرب في ظل تمترس كل طرف خلف أجندة خاصة تسوغ له المزيد من السيطرة وتؤجج في نفسه رغبة الاستحواذ على ثمار المعركة دون سواه.
وكان مصدر حوثي قد اتهم اللجنة الرئاسية بعدم امتلاك قراراتها بشأن تنفيذ بنود الاتفاق، فهي لم تعط أولويتها لتنفيذ هذه البنود ووقف الاستحداثات ومنع الخروقات، واعتبروا أن قوى خلفية تدير العملية وتملك القرار، ولا تريد للوضع في عمران أن يتقدم بخطوة إيجابية نحو حلول جذرية للأزمة، واعتبروا أن هذه القوى تنشر شائعات عن استعداد الحوثيين للانسحاب من عمران وهو غير صحيح.
شملان.. محافظ بدون محافظة وصورة بلا إطار
رحل محمد حسين دماج عن عمران، وحل بدلاً عنه اللواء محمد صالح شملان.. دماج كان إصلاحياً متشدداً.. أما شملان فإنه مؤتمري ويوصف بأنه شديد الإخلاص لرئيسه علي عبدالله صالح.. لكن الأوضاع في اليمن لا تسير وفقاً لمنهجية محددة، ولا تخضع للأحكام المنطقية، فالاصلاحيون المتضررون من إقالة دماج رحبوا بقرار الرئيس هادي تعيين شملان محافظاً لعمران، بينما الحوثيين المطالبين بإقالة دماج تحفظوا على هذه الخطوة ولم يرحبوا بها رسمياً، أما عمران المحافظة فما زالت مشتتة تتقاسمها الكثير من القوى المسلحة (حوثيون، إصلاحيون، مسلحون قبليون، الجيش)، مما يجعل شملان محافظاً بدون محافظة وصورة بلا إطار..
يرى الحوثيون أن لديهم مطالب أهم من تغيير المحافظ وفي مقدمتها إقالة اللواء حميد القشيبي،وسحب اللواء 310 من عمران، ومحاكمة من يصفوهم بقتلة المعتصمين.. كما أنهم اعتبروا تعيينه يندرج في إطار المحاصصة الحزبية بين المؤتمر والإصلاح، وأنه مجرد مقايضة محافظ إب بمحافظ عمران، وتم ذلك دون الرجوع إلى مكون أنصار الله وأبناء محافظة عمران، فضلاً عن كون القرار من وجهة نظرهم لا تتوافر فيه المعايير الصحيحة لطمأنة المجتمع وخصوصاً المعتصمين.
ويطالب الحوثيون بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وأن المفترض أن يسبق ذلك تغيير المحافظ، حيث تجب إزالة الاستحداثات، ومنع الخروقات وإدانتها، ووفقاً لمصدر حوثي، فإن أنصار الله أبلغوا الرئيس هادي بوجهة نظرهم عبر لجنة الوساطة الرئاسية التي اجتمعت بمثلين عن الحوثي في التاسع من يونيو الجاري وبحث الطرفين العقبات التي تحول دون تنفيذ بنود الاتفاق.
النازحون يواجهون المخاطر وجثث القتلى متناثرة
مازال الهلال الأحمر اليمني يسعى جاهداً لاستكمال إجلاء جثث قتلى من مختلف الأطراف، والتي سقطت خلال المعارك السابقة وخصوصاً في الجنات والمحشاش وجبل ضين، ومواقع أخرى.
وكشفت إحصائية عسكرية عن أكثر من (347) قتيلاً سقطوا خلال المواجهات في عمران بينهم جنود ومسلحين ومدنيين.
كما أغلقت طريق عمران/ صنعاء مغلقاً رغم أن الاتفاق أكد على ضرورة فتح الطريق، وأدى استمرار إغلاقه إلى تعطيل إيصال المساعدات الإنسانية لحوالي (40) ألف نازح، بينهم (20) ألف نازح بسبب المواجهات الأخيرة، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وطالبت منظمات إنسانية بضرورة تقديم المساعدات العاجلة للحيلولة دون حدوث كارثة صحية وبيئية بسبب انتشار الأوبئة، وضعف الرعاية الصحية، وانتشار المياه والأطعمة الملوثة.
أدوات الصراع باقية
احتفاظ أطراف الصراع في عمران بالعدة والعتاد من أسلحة ثقيلة ومتوسطة، يجعل دور الدولة ضعيفاً، والفرصة في إقامة سلام دائم غائبة، وما لم تتوفر الإرادة القوية للجميع في الانتقال إلى مستوى الشراكة السلمية الإيجابية في ترسيخ قيم الدولة المدنية الفاعلة، فإن نيران المعارك القادمة سوف تلتهم الأخضر واليابس، خصوصاً وأن مناطق المواجهات متاخمة للعاصمة، وأطراف الصراع قادرة على تجاوز كافة الحواجز والموانع وما يخفى على الرئيس هادي وبعض من الحاشية أن طرفي الصراع في عمران لا يرغبون بوقف المعارك في حدود عمران لأنها لا تلبي طموحاتهم فالحوثيون يرون أن عدم سيطرتهم علي عمران يبقى انتصاراتهم في حاشد ناقصة وتساعد أعدائهم على إعادة التمركز فيها والتحضير لجولات قادمة من الحرب في حين يرى أولاد الأحمر والقشيبي وأنصارهم أن توقف القتال على أبواب عمران والدخول في هدنة طويلة المدى تعني انتهاء وجودهم ونفوذهم في حاشد كما هو حال أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر كما أن بقاء الحوثي قريباً من عمران يهدد وجود ونفوذ اللواء على محسن الأحمر الذي قالت المصادر أنه قرر النزول الى عمران وقيادة المعركة ضد الحوثيين وبحسب هذه المصادر أن قوات تابعة للواء علي محسن قد بدأت بالفعل الانتقال الى عمران، حيث اتفق الجميع على أن علي محسن هو الأقدر على مواجهة الحوثيين نظراِ لخبرته الطويلة في حروبه الستة معهم.. وكان محسن قد اتفق مع هادي على أن أي اتفاق لوقف القتال في عمران يجب أن يتضمن انسحاب الحوثيين مع اسلحتهم من عمران أولاً وثانياً نقل اللواء 310 مدرع من عمران الى مأرب ونقل معسكر من مأرب الى عمران على أن يبدأ تنفيذ البند الثاني بعد تنفيذ البند الأول مباشرة ولكن معطيات الواقع تقول أن اتفاقية وقف الحرب لن تدوم وهي أصلاً لن تتوقف ولم تمر يوماً إلاّ وهناك مناوشات ومعارك هنا أو هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى