فضاء حر

لا تنتظروا “حمدي” آخر

يمنات
لا تنتظروا من القدر منح اليمن “حمدي” آخر، لأن الرهان على “منقذ”، أياً كان، يُكرس حالة العجز، ولا يضمن تحويل اليمن إلى وطن، ودولة حقيقية قائمة على القانون والمواطنة المتساوية.
في الماضي، كانت الشعوب ترهن مصيرها في انتظار بطل وطني يعطف عليها، ويعمل على تحريرها من حالة الوهن والفقر. مع الوقت، تحولت البطولة الوطنية إلى مسألة شعبية تجاوزت مفهوم البطل الفرد إلى سلوك عام يعمل على إرساء الديمقراطية والحكم الرشيد، والحريات العامة والشخصية، وتوفير حماية عامة لهذه القيم.
الأبطال الوطنيون ينتهون، بالموت أو بالقتل، لهذا فالشعوب بحاجة إلى إرساء قيم لا تصبح معها ممارسة الحكم مرتهنة للقدر، وضمير القادمين إلى السلطة.. قيم تُحرر الشعوب من حالة الحنين إلى بطل من الماضي. تخلق الشعوب أبطالها عبر وعيها بذاتها وحاضرها، من خلال إرساء قيم الديمقراطية والشفافية في الحكم.
استدعاء التاريخ عبر التغني بنماذج وطنية من القادة، هو تعبير عن مأزق وطني عام يُسقط المسؤولية الوطنية والأخلاقية الفردية والعامة، ويستبدلها بالتعلق الرومانسي بحالة النموذج، التي تتحول إلى حالة من العبودية تُساهم في تغذية حالة السلبية العامة، وتكريس الارتهان والإذعان للحاضر، بكل بشاعته وتجاوزاته. هذا الأمر، يجعل مستقبل الشعوب في ماضيها، ويُحول حياتها إلى حالة مستمرة من الحنين لنماذج وطنية تجاوزها الزمن، وتجاوزتها شروط الحياة الإنسانية في الوقت الحاضر.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى