فضاء حر

رمزية السيادة .. بيتنا الأخير

يمنات
العاصمة في المصطلح السياسي هي رمزية سيادة الدولة، هي الجدار الحامي والبيت الكبير والمنطقة الخضراء ومأوى النخبة ومركز القرار في السلم والحرب، ونافذة التواصل مع المحيط.
الكثير من الشعوب تعد عواصمها رمزا للسيادة وللأمن ولذلك في كل حروب الدنيا تحرص الأنظمة على تأمين العاصمة التي يعني بقاءها مستقرة بقاء البلد بكامله مستقرا.
في الأسابيع الماضية انتهكت هذه الرمزية كثيرا، وعاش سكان صنعاء اياما عصيبة من الخوف الذي طاول النخب والرموز وضرَّس الكبار والصغار والنساء والاطفال وتلاميذ المدارس وسرق الاحساس بالأمن من البسطاء.
في هذه الأزمة تحملت العاصمة وحدها اخطاء المرحلة لانتقالية واعباء المناطق الصعبة التي اخفق الحوار الوطني في تجاوزها وعمد إلى ترحيلها، كلها ظهرت كلها دفعة واحدة، في صورة أزمة خانقة اشاعت المخاوف، واصيب الجميع فيها بالإحباط جراء فقدان هذه المدينة برمزيتها السياسية القدرة على حماية حلمهم بالحياة بأمان.
الأصوات الغريبة التي ظهرت خلال الأزمة والتي طالبت الدولة الوقوف على الحياد، كانت فعلا تغرد خارج السرب، فهذا المطلب لم يكن ممكنا مع لغة التهديد التي استمر وقعها الثقيل على الرؤوس طويلا، واشاعت مخاوف كبيرة من تهديد هذه المدينة التي تمثل شريان الحياة لأمن البلاد برمتها.
بعد هذه التجربة تحتاج العاصمة اليوم من النظام السياسي والحوثيين والاخوان وسائر القوى السياسية والاجتماعية إلى احترام قوانين هذه المدينة والعمل بكل جهد على بقائها آمنة.
يعلمنا التاريخ أن العاصمة هي قلب الدولة وتهديدها يعني هدم البيت من الدخل، وانعدام أي فرص للعودة من جديد.
يعلمنا أيضا أن أمن العاصمة هو المشترك الأبرز الذي يحتاج منا جميعا الدفاع عنه، فدونه التشظي الكامل.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى