أخبار وتقارير

زعيم جماعة “الحوثيين” يكشف عن عدم انتهاء مهمة جماعته

يمنات – الأولى
ألقى زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك الحوثي، أمس، خطاباً بث على شاشات كبيرة لجماهيره التي أقامت احتفالا للمرة الأولى في ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء، وبارك فيه ما سماه انتصار الثورة الشعبية.
وقال الحوثي: “في هذا المقام نبارك لشعبنا، كل شعبنا، انتصار ثورته الشعبية”، معتبراً أن “هذا الانتصار هو لكل يمني ولكل يمنية، هذه الثورة التي أرست أسس العدالة والشراكة، وأسست لمرحلة جديدة قائمة على التعاون والتسامح والتكاتف لبناء يمن حر آمن مزدهر”.
وأشار إلى “الدور المتميز والجهود المتضافرة لكل أبناء شعبنا اليمني العظيم، بدءاً من سكان صنعاء ومحيطها الشرفاء الذين كانوا في طليعة المظاهرات والاعتصامات، والذين استضافوا بكل كرم وسخاء مخيمات الاعتصام، والوفود المتدفقة القادمة من سائر المحافظات، والذين بذلوا المال وتقدموا في الموقف”.
وامتدح زعيم الحوثيين ما سماه “تميز دور الجيش والأمن أولاً في المشاركة الفعلية الفاعلة في الاعتصامات، حيث توافد الشرفاء والأحرار من أبناء جيشنا اليمني البطل والحر كسائر أبناء الشعب، إلى مخيمات الاعتصامات، وكان لهم حضورهم الواضح والبارز والمتميز أيضا”.
كما أثنى على “دور الجيش والأمن الإيجابي والمتميز جدا والوطني، حينما رفض الجيش أن يتولى تنفيذ الجرائم البشعة بحق الثائرين، سواء في المظاهرات والمسيرات، أو في مخيمات الاعتصام، لقد أثبت الجيش وطنيته والتحامه بالشعب، وأنه واعٍ لطبيعة مهمته ودوره الحقيقي ومسؤوليته المقدسة”.
وتطرق زعيم الحوثيين، إلى دور القبائل: “لا يمكن أيضا أن ننسى دور القبائل والوجاهات الاجتماعية من كثير من المشائخ وغيرهم، القبائل كان لها أيضا دور متميز، جنبا الى جنب مع كل فئات الشعب، مع المكونات من مختلف المؤسسات الحكومية، وكل الفئات الشعبية”.
وعرّج على “اللجان الشعبية”، وقال إنها “قامت هي بتنفيذ الخطوة الأخيرة من المرحلة التصعيدية الثالثة، وتوجت كل الجهود التي قام بها أبناء شعبنا اليمني العظيم، توجتها بخطوة فاعلة مؤثرة وحاسمة، أزالت عقبة كبيرة أمام هذه الثورة، وأمام القرار السياسي”.
وأضاف: “هذه الجهود المتضافرة لكل أبناء شعبنا برجالهم ونسائهم أيضا وكبارهم وصغارهم بمختلف فئاتهم وشرائحهم، هذه الجهود العظيمة صنعت هذا الإنجاز العظيم، إنجاز الانتصار، والانتصار لكل الشعب ولكل مكوناته، الانتصار بفرض الاستجابة للمطالب الشعبية التي هي شعبية بامتياز”.
وأشار عبدالملك الحوثي إلى تلبية المطلب الأول بإسقاط الجرعة: “تلبى مطالب الشعب الرئيسية أولاً في إسقاط الجرعة على مرحلتين؛ المرحلة الأولى بالتخفيض، والمرحلة الثانية باتخاذ خطوات اقتصادية متعددة وإجراء إصلاحات اقتصادية مهمة جداً تضمن إصلاح الاقتصاد الوطني، بما يغير الواقع البئيس للشعب، فيما إذا نفذت، وبما يحسن الوضع المعيشي للإنسان اليمني، هذا فيما إذا نفذت”.
وقال إن صيغة الاتفاق “أيضا تغير الحكومة. الحكومة التي نادى الشعب بإسقاطها لفشلها، ولأنها كانت قائمة على صيغة غير سليمة ولا موفقة، صيغة المحاصصة والإقصاء أيضاً، وصيغة تلبي فقط مصالح محدودة لفئات محدودة، اليوم هناك صيغة لحكومة تجسد الشراكة الوطنية والكفاءة والنزاهة”.
وأوضح أن “هذه الجهود المتضافرة صنعت هذا الإنجاز، اتفاقاً وطنياًَ وصيغة سياسية وعقداً جديداً يبنى عليه بناء حكيم وبنيان يمني أصيل، تدار به شؤون هذا البلد”.
واعتبر زعيم الحوثيين أن من الإنجازات “المهمة” لهذا “الثورة”، “أنها أزالت عقبة كبيرة وعائقاً من أخطر العوائق التي كانت تحول دون بناء دولة عادلة، ذلك العائق كان متمثلاً في أكبر وأخطر قوى النفوذ المتغلغلة في المؤسسات، والنافذة في البلد، بقيادة علي محسن الأحمر الذي كان يسعى لفرض إرادته فوق إرادة الشعب، ويتحالف مع بعض القوى الخارجية، بغية الإخضاع لهذا الشعب، والهيمنة على قراره”.
وأضاف: “بات الطريق معبداً والباب مفتوحا أمام شعبنا، كل شعبنا، بكل مكوناته، لرسم مستقبله، وفق تلك الأسس الصحيحة القائمة على أساس الشراكة. هذا يتطلب إرادة وتصميماً واستمرارية وصدقاً وإحساساً مستمراً بالمسؤولية، وعزماً وصبراً وجدية من جميع المكونات”.
وبيّن الحوثي أنه صار بالإمكان تحول مقر الفرقة إلى حديقة، وغيّر اسمها من حديقة 21 مارس، إلى حديقة 21 سبتمبر: “اليوم بات بالإمكان أن تتحول الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة، مع استرضاء الملاك للأرض وتعويضهم، والاسم اللائق هو حديقة ال21 من سبتمبر”.
وقال إنه “لا يزال هناك تحديات قائمة، والمعركة مستمرة مع الفساد والفاسدين، والمشوار أيضا مستمر، لكنه يمكننا القول إن شعبنا اليمني إلى الآن قد تجاوز وتخطى العائق الأكبر، ما بعد اليوم لن يكون أصعب مما قد مضى”.
كما اعتبر عبدالملك الحوثي أن “التحدي الأول هو مع الفساد، ومن يسعى لإعاقة المرحلة القادمة لما تضمنته من أسس للوضع السياسي والاقتصادي، والعسكري، هم فعلا سيكونون جبهة الفساد، الفاسدين بالتحديد من يمكن أن يعتبروا أنفسهم متضررين من هذه الثورة، ومتضررين أيضاً من الاتفاق الذي أرسى مبادئ الشراكة”.
وقال إن الحلول المتضمنة بالاتفاق “حزمة من الإجراءات الفاعلة، حال تنفيذها في معالجة الوضع بكله، الفاسدون من يمكن أن يعتبروا أنفسهم متضررين من إنجازات هذه الثورة، أما غير الفاسدين فلا ضرر، لا غالب ولا مغلوب، الشعب اليمني بكله انتصر، والمطالب هي مصلحة لكل الشعب اليمني”.
وتحدث الحوثي عن أن “المرحلة القادمة لا يمكن أن يقف فيها ضد ما تم الاتفاق عليه إلا الفاسدون، أولا: لأنهم يعتبرون أنفسهم متضررين من حزمة الإجراءات الاقتصادية، أيضا أصحاب منهج الإقصاء والاستبداد، من لا يقبلون بالشراكة، من يعتبرون أنفسهم متضررين من الشراكة”.
وقال إن “المرحلة، وهي مرحلة انتقالية، يجب أن تبنى وتقوم على مبدأ الشراكة، والمرحلة هي مرحلة بناء دولة، بناء دولة عادلة، هذا يتطلب تضافر الجميع تضافر الجهود من الجميع، وتعاون الجميع، وتكاتف الجميع. أصحاب منهج الإقصاء هم أيضا مستبدون، هم من يحرصون على الاستبداد، ومصادرة حقوق الآخرين، والاستئثار بكل شيء”.
وتطرق الحوثي إلى التحدي الأمني الذي تواجهه البلاد، وقال إنه “متمثل في خطر القاعدة التي هي صنيعة للاستخبارات الأجنبية، والتي تلعب دورا سلبيا تدميريا هداما في شعوبنا العربية والإسلامية”، ولم يستبعد أن تكون “أذيالا لبعض القوى المتسلطة التي أسقطتها الثورة، وأزاحتها عن التأثير في واقع البلد والواقع السياسي”.
واعتبر أن التغلب على هذا التحدي هو ب”إرادة سياسية جادة لمواجهة هذا الخطر، وحينما يتم البناء الصحيح للجيش والأمن، وفي نفس الوقت تفعيل الجيش والأمن للقيام بالمهمة والمسؤولية الرئيسية في حماية الشعب والدفاع عن البلد، إضافة إلى تضافر الجهود الشعبية”، وقال إنه من المهم ألا يكون هناك غطاء سياسي للقاعدة.
وفي سياق الواقع الأمني نفسه، تحدث زعيم الحوثيين عن دور اللجان المسلحة التي تحكم سيطرتها على العاصمة حالياً، وقال إنه “يمكن للناس، للشعب، للجان الشعبية، أن تكون جنبا إلى جنب مع الجيش والأمن، للإسهام بشكل كبير في إرساء الأمن والاستقرار حتى تتعافى المؤسسة الأمنية من الوضعية التي هي فيها نتيجة الماضي”.
وقال إن “الإيمان بالشراكة يجسد العدالة، لأنه لا يمكن في مثل هذه الظروف، ومثل هذه المرحلة، أن يأتي طرف ما ليفرض نفسه على كل الشعب اليمني، في مرحلة هي مرحلة بناء دولة، فالإيمان بالشراكة والتجسيد لقيم العدالة يمكن أن يسهم إلى حد كبير في تحقيق الإنجازات الكبرى”.
وشدد زعيم الحوثيين على “الاهتمام وتعزيز الروابط الأخوية والوطنية على أساس العيش المشترك، وعلى أساس حل أي مشكلات عبر الحوار والتفاهمات”، موجهاً “دعوة أخوية إلى حزب الإصلاح، أن أيدينا ممدودة للسلام والإخاء والتفاهم، وأنه كحزب يمكن له أن يعيد لحمته مع الشعب، ومع هذه الثورة المباركة، من خلال ما تم الاتفاق عليه في اتفاق الشراكة الوطنية”، حد قوله.
واعتبر أن “من أهم العوامل المساعدة على التغلب على التحديات، إعادة اللحمة الوطنية بحل القضية الجنوبية وإنصاف الجنوبيين. إخوتنا في الجنوب متضررون ومظلومون، والكل مؤمن بمظلوميتهم، وإلى حد الآن لم يلقوا الإنصاف، ولم تتحقق لهم العدالة”.
وأردف الحوثي: “هنا نلح ونؤكد ونصر على ضرورة المبادرة بخطوات جادة وفاعلة بتجاه تحقيق العدالة تجاه مظلوميتهم، ونؤكد أننا سنكون جنبا إلى جنب مع إخوتنا في الجنوب لحين إنصافهم، ولحين حل قضيتهم، ولحين إقامة العدل الذي يتوقون إليه”.
ودعا زعيم الحوثيين إلى استمرار الحراك الشعبي: “لا بد أن يواصل شعبنا اليمني، وبعزمه وإرادته، وبروحه الثورية، مشواره حتى يتم له ما يريد من بناء دولة عادلة، ممكن فيما إذا تحقق الاتفاق التخفيف من حالة التصعيد، ولكن يبقى الشعب اليمني راصدا ومراقبا لسير الوضع السياسي، لأداء الحكومة حينما تتشكل، لمدى تنفيذ الاتفاق، لا يجوز ولا ينبغي نهائيا أن يغفل الشعب بعد الآن عن الواقع السياسي”.
وقال: “إن المتربصين كثر، والانتهازيين أكثر، ويمكن في أي لحظة من لحظات الغفلة أو انعدام اللامبالاة أو انخماد الروحية الثورية، يمكن أن يحاولوا أن يقفزوا من جديد، ويحاولوا أن يتغلبوا على آمال هذا الشعب، وأن يحققوا طموحاتهم الإقصائية والاستبدادية والاستئثارية، ولكن من الآن وقدما، ليبقَ شعبنا اليمني مدركا مسؤوليته تجاه نفسه، وأنه لا يمكن أن يبقى يراهن على أحد”.
واستطرد الحوثي: “لم تستطع الإرادة الخارجية أن تتغلب على إرادته، وفشل المراهنون على الخارج في مواجهة الشعب، اليوم ثبت لشعبنا اليمني العظيم أنه حينما ينهض بمسؤوليته، معتمداً على الله وعلى نفسه، أن بإمكانه أن ينتصر، والانتصار الذي تحقق إلى الآن هو خطوة أولى في الطريق، ولكن بقيت خطوات كثيرة”.
وأكد زعيم الحوثيين، في ختام خطابه، على 4 نقاط، وهي:
أولا: أن ثورة شعبنا اليمني العظيم هي بهدف تحقيق المطالب المشروعة المحددة، وهدفها الأكبر هو إقامة العدل وإرساء مبدأ الشراكة، والتخلص من الاستبداد والاستئثار والفساد، وبالتالي لسنا في وارد تصفية الحسابات مع أي مكون سياسي، ولسنا بصدد الثأر والانتقام من أي طرف، ولا من أي مكون، كما أن ثورتنا تعبر عن كل اليمنيين بكل مذاهبهم وفئاتهم ومكوناتهم، واليوم فإني أدعو جميع المكونات والقوى إلى تجسيد قيم التكاتف والتعاون، فمسؤوليتنا جميعا واحدة، وهي بناء دولة عادلة، والبلد يتسع للجميع. قلوبنا مفتوحة وأيدينا ممدودة إلى كل المكونات بلا استثناء.
ثانيا: نؤكد على ضرورة التنفيذ لاتفاق الشراكة الوطنية الموقع، الذي لبى المطالب الشعبية، وأسس لصيغة سياسية ووطنية جديدة قائمة على أساس الشراكة، بدلا من الإقصاء، وتضمن مضامين ذات أهمية كبيرة على المستويين السياسي والاقتصادي. وفي ما يتعلق بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتنفيذ هذا الاتفاق من الجميع، بالتأكيد سيكفل بإذن الله تصحيح المرحلة الانتقالية، وبناء الدولة العادلة المنشودة، ويحقق الاستقرار السياسي في البلد، كما أن هذا الاتفاق صار عقدا اجتماعيا وسياسيا ملزما لكل الأطراف، ولقي ترحيبا على المستويين الإقليمي والدولي.
ثالثا: إن كل ما يريده شعبنا هو أن يعيش بحرية وكرامة وأمن واستقرار، وأن ينعم بخيراته وثرواته ومقدراته، وأن يتخلص من حالة البؤس والحرمان التي سببها إهدار ثرواته وموارده، وهو على المستوى الخارجي ينشد أحسن وأطيب العلاقات مع كل محيطه العربي والإسلامي، وهو يحترم بإعزاز كل الروابط التي تجمعه بكل الدولة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها دول الجوار، وهو مستعد للإسهام إيجابا في السياسة الخارجية في ما يعزز التفاهم والإخاء، ويعزز الأمن والاستقرار، وبلدنا لا يشكل تهديدا في إطاره العربي والإسلامي، ولكنه كذلك يصر على أن تحترم إرادته وسيادته واستقلاله، وهو على المستوى الدولي رسم سياسته الإيجابية في إطار مخرجات الحوار الوطني.
رابعا: أتوجه إلى أبناء شعبنا اليمني العظيم أن يقيموا صلاة الجمعة بشكل عظيم ومشرف، جمعة للنصر وتأكيد وإصرار على استكمال ما تم الاتفاق عليه حتى يصبح قيد التنفيذ، ونؤكد أننا سنعمل على أن تكون المرحلة القادمة مرحلة مستقرة بإذن الله، وأتوجه إلى أحبائنا وأعزائنا من سكان صنعاء، أن يكونوا مطمئنين إن شاء الله على الوضع الأمني، وأن يساعد الجميع هناك في تعزيز الاستقرار الأمني، كما أتوجه أيضا إلى المؤسسة الأمنية والعسكرية، أن تقوم بواجباتها جبنا إلى جنب مع السكان ومع اللجان الشعبية، في إرساء الأمن والاستقرار لمواجهة أي مؤامرات تستهدف النيل من أمن واستقرار العاصمة أو البلد. أحذر أيضا من أي مؤامرة تستهدف المؤسسة العسكرية في الألوية المتواجدة في سائر المحافظات، ومنها مأرب، ومنها أيضا محافظة البيضاء، حيث نشم هناك رائحة مؤامرة تستهدف النيل من الألوية العسكرية الموجدة هناك، وتسليمها إلى قوى الإجرام من القاعدة وغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى