فضاء حر

كشف حساب 2014

يمنات
بعد هبوب العاصفة وانقشاع الغبار عن اكوام الخراب، يبدا الناس بالتساؤل ماذا حدث؟
هكذا يبدو كشف_حساب_2014
– لدينا سلطة عاجزة عن الامساك بمفاتيح القوة، في مقابل قوة هائجة ترفض الامساك بمفاتيح السلطة مشكلين الحد الاقصى ل”سقوط السلطة” و “جنون القوة”.
– ولدينا حركة مسلحة تحاول الدخول الى السلطة من الباب الواسع لفوهة الدبابة، لكنها عاجزة عن تحويل مكاسب القوة الى مكاسب سياسية. حركة تائهة بين “الثأر العشوائي” و”الجريمة المنظمة”. حركة لا زالت تفضل “مخاطر” الحكم من الشارع على “مسئوليات” الحكم من القصر!
– ولدينا “رئيسان سابقان” يمارسان الحد الاقصى من الصراع على الكرسي .. رئيس رحل بانتفاضة شعبية ومبادرة اقليمية لكنه لا زال يمسك باليات اللعبة، ورئيس انتهت ولايته وتخلى عن واجبه الاخلاقي الدستوري في حماية بلده وتحول كرسي رئاسته الى قفص لكنه لا زال يصارع من اجل البقاء في القفص.
– ولدينا مجلس نواب انتهت ولايته وتميعت مهامه بحيث اصبحت مهمته اضفاء الشرعية على سلطة تنفيذية غير منتخبة بدلا من ان يكون رقيبا عليها.
– ولدينا سلطة محاصرة تحاول ابقاء الحركة المسلحة في الشارع مراهنة على اشتعال الحرائق حولها في كل مكان. وفي هذا الصراع “الشمشوني” تفقد السلطة سلطتها وتفقد الميليشا اخلاقها ويفقد المجتمع مستقبله..
– ولدينا معارضة اكتفت بسلوك “الحيوانات القمامة” التي تنتظر ان تنتهي الحيوانات الصيادة من فريستها لتخطف ما تبقى من جيفة الفريسة وتجري .. معارضة تخلت عن قيم المعارضة واكتفت ببقايا السلطة وفتات الثروة.
– وبين الكل تغيب “السياسة المباشرة” لتحضر “سياسات القوة” مشكلة الحد الاقصى لغياب الشرعية وغياب السياسة وغياب الدولة.
– وخلف هذا كله مجتمع يتفكك نسيجه الاجتماعي تحت ضغط الفقر والعنف والحشد المذهبي والدعوات المناطقية واستنزاف الموارد وتدهور الخدمات التعليمية والصحية وانعدام الامن الغذائي ليجد نفسه في الحالة القصوى لمجتمع بلا حكومة ولا حماية.
قوة تحاول ان تتحول الى نفوذ
وسلطة ترفض ان تتحول الى قوة
ومجتمع يتحول الى طوائف
وعنف يتحول الى روتين يومي
فكيف يمكن ان نشعر بالتوازن في هذا المناخ المجنون؟
المناخ الذي يقود من الخراب القائم الى الخراب القادم.
فماذا سيحمل العام القادم من الآمال و الالام يا ترى؟!
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى