فضاء حر

ذهنية الغلبة التاريخية!

يمنات
ما هي السلطة التي يريد بها الحوثي دخول تعز والسيطرة عليها؟ لا يمتلك الرجل أي سلطة قانونية أو دستورية، وكل ما يمتلكه هو سلطة السلاح والقوة.
الحوثي لا يعترف بحق اليمنيين داخل تعز، وغيرها من المحافظات، في رفض قدوم مليشياته الطائفية من أعلى الشمال للسيطرة عليهم، دون أي سلطة غير سلطة ومنطق الغلبة والهيمنة.
ليس لجماعة الحوثي أي صفة شرعية، لهذا يتكرس حضورها في الذهنية العامة داخل تعز، وبقية المناطق اليمنية، كمليشيا مذهبية نقيضة. هذا أمر واضح، لكن الحوثي يتغاضى، شأن أتباعه، عن ذلك، إذ لا يرى اليمن إلا في ذاته المحكومة بإرث الماضي الغابر.
عملت جماعة الحوثي على تصاعد الفرز الطائفي في البلاد، مع ذلك، يريد زعيمها أن يُصادر من أهالي تعز حتى حقهم في رفض الإذعان لسيطرة سلاح مليشياته. وبدلاً من مراجعة حساباته، خرج الحوثي، اليوم، محذراً أبناء تعز من “النعرات الطائفية”!
هل الطائفية تأتي من ابتلاع جماعة مذهبية مسلحة ل”الدولة” وعاصمتها المركزية، أم من رفض أهالي تعز لمنطق وقوة وهيمنة السلاح؟
الإجابة واضحة، بيد أن الحوثي يتحدث، ويتحرك، بذهنية الغلبة التاريخية لشمال الشمال، وهي ذهنية لا ترى في بقية اليمن إلا مجرد أرض للفيد والجباية. بسبب هذه المركزية يتعامل الحوثي مع المختلفين معه ك”أعداء” ليس له ولجماعته فحسب، بل لليمن ككل، اليمن التي لا يراها مجسدة إلا فيه كأداة تاريخية للغلبة والسيطرة!
وفقاً لهذه الذهنية، لا تصبح الجماعة المسلحة هي التي تُهدد السلم الأهلي والوحدة الوطنية، بل يصبح مصدر التهديد قادم من كتلة سكانية سلمية ترفض وتُقاوم ابتلاع محافظتها من قبل مليشيات طائفية نقيضة!
أتمنى من الحوثي كف أذاه عن اليمن، وبالقدر ذاته أتمنى من اليمنيين، بما فيه أهالي تعز، الاستمرار في مقاومة الحوثي بشكل سلمي مع الحفاظ على اليمن كهوية وطنية أكبر من الحضور الطارئ للجماعات المسلحة.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى