فضاء حر

إقليمان أم ستة..؟

يمنات
معتنقو دين الفدرالية منقسمون بين فرقتين؛ أهل ال6 أقاليم وأهل الاقليمين الاثنين. وهذا الانقسام الخطير بين الفرقتين الفدراليتين هو مجرد انقسام أولى ستترتب عليه انشطارات وتشظيات وانهيارات تذيق اليمنيين ويلات لا متناهية وتخوض بهم مستنقعات بلا ضفاف وحروب بلا حدود.
انتعشت حظوظ الفرقة الثانية مؤخرا بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة ومحافظات غربية ووسطى وشمالية من اليمن. وقدم الحوثي دفعة معنوية هائلة للمبشرين الفدراليين عندما أبلغ مستشاري الرئيس انضمامه إلى جماعة المؤمنين بالفدرالية وأن تحفظه هو على عدد الأقاليم. لكن الفدرالية ليست مسألة عدد بل كيان معروض للقسمة على اثنين أو ستة، ثم داخل الاثنين أو الستة تتقرر أوزان الولايات ونفوذها وحصصها. وهكذا حتى أصغر وحدة ادارية في “يمنات” الفدراليين.
صار لدى الفدراليين بشقيهم نصير من “المركز المقدس”. كل فرقة تسترضيه وتطلب وده وتبدي استعدادها لتقديم المزيد من الأضاحي والقرابين لنيل مباركته.
لكن تمزيق الكيانات الوطنية ليست لعبة “المؤمنين” فحسب. هناك فاعلون محليون وخوارجيون وخارجيون ستكون لهم كلمتهم في قادم الأيام. وهناك رسل دوليون اقليميون وآلهة لا راد لمشيئتهم في قلوب عبادهم اليمنيين.
الفدراليون اليمنيون هم خليط من شموليين ماركسيين وقوميين واسلاميين تبخرت ايديولجياتهم أو اندثرت في عقولهم، فاعتنقوا عقيدة جديدة في ما يشبه اللجوء الاضطراري أو تبديل الدين.
في العامين الماضيين حدثت انهيارات عظيمة في اليمن، آخرها سقوط العاصمة في قبضة جماعة سياسية مسلحة. وفي الأثناء ازدهرت العصبيات الطائفية في بلد لم يعرف حروبا دينية منذ قرن على الأقل، واهترأت روابط وتمزقت عرى وارتفعت جدران وتطايرت أشلاء، لكن الفدراليين بفرقتيهما، يواصلون الجهاد من أجل فراديسهم غير مكترثين لمصائر البشر الطيبين في الآراضي المجاورة، جنوب الجزيرة العربية.
ستندلع حروب طوائف وعشائر في يمن المبشرين وسيقتتل اليمنيون على بئر الماء وبئر النفط، لأن لصوص الثروة والثورة والسلطة يرفضون إنصاف المظلومين بدعوى انصاف المناطق المظلومة، ولذلك يؤجلون بالتوافق انفاذ العدالة بشكل فضائحي حد تضمين النقاط ال20 في نص بمسودة الدستور يحيلها على قانون اتحادي يصدر لاحقا.
اليمنيون منكوبون بنخب عديمة الحساسية الوطنية والاخلاقية، وهذه النخب لديها الآن مؤمن جديد هو عبد الملك الحوثي، غادر دين الكفار اليمنيين واعتنق دين المبشرين الموفنبيكيين، من أشياع الاقليمين لا الستة، كما أعلنت صحيفة الثوري لسان الاشتراكيين، في مانشيت احتفائي.
اقليمان أم ستة?
إنها جولة أخرى من حروب المجاهدين الفدراليين في بلد يتضور أهله جوعا ويضربه الإرهاب حيث يشاء.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى