فضاء حر

تأملات ما قبل انقشاع الدخان

يمنات
1- تقود الحروب إلى مفاجآت غير متوقعة. الحرب الاممية ضد ليبيا والعراق وسوريا ادت إلى صعود داعش. وتحرير افغانستان أدی إلى جحيم طالبان. ولا شيء يضمن ان تداعيات عاصفة الحزم،” لن تؤدي إلى صعود القاعدة او داعش على أنقاض الخراب.
في عدن اليوم انتشار سلفي كبير يحشد الناس لمواجهة الحوثيين تحت شعار “جهاد الروافض”، كما نشطت القاعدة في حوطة لحج وبدأت حفلات الذبح ضد الجنود.
اينما مرت الة الحرب الدائمة والمستمرة (‏الحوثي وصالح) تنتفض الطائفية من تحت الركام و تتصدر خطاب المقاومة. ‫‏السعودية ادمنت التجنيد على الأساس الطائفي. وإذا ما بدأت في تجنيد حلفائها داخل اليمن لن تبتعد عن الخطاب الطائفي وتجييش المجتمع لمواجهة “الروافض” مما يعني ان داعش “النائمة” في اليمن ستصحو عما قريب.
2- الطائرات و الصواريخ الباليستية وكل الأسلحة الثقيلة التي استولى عليها الحوثيون هي الهدف الرئيسي لعاصفة الحزم.
كل سلاح يمتلكه الحوثيون يمكن ان يصل إلى السعودية سيعتبر تهديدا.
نجح حزب الله في وضع مسافة كافية بينه وبين ‫‏ايران سمحت له بالبقاء حيا وسط تقلبات وامواج السياسة. ولأنهم يعرفون جيدا انهم لا يمثلون لبنان لم يحاولوا الاستيلاء على السلطة أو الحديث باسم “الشعب اللبناني”.
هذا ما ينقص الحوثيون لتجنيب اليمن المزيد من الدمار. التوقف عن الحديث باسم “الشعب اليمني العظيم” والتخلي عن خطاب “ثورة 21 سبتمبر” التي يعود إنجازها إلى القواعد الشعبية للمؤتمر وليس إلى لجان الحوثي ومقاتليه!
يحتاج الحوثيون أيضا إلى وضع مسافة كافيه بينهم وبين إيران والقيام بإجراءات جادة تؤكد للخليج انهم لن يشكلوا تهديدا لهم او حصارا ايرانيا من الجنوب.
كما يحتاجون إلى استيعاب البعد المذهبي الجغرافي في حركتهم الذي يجعل عبورهم للخطوط المذهبية والمناطقية (وهي متداخلة جدا في اليمن) ايذانا بحروب اهلية مستمرة.
3- الحروب لا تعلن أهدافها الحقيقية. الخطاب الاعلامي لعاصفة الحزم يتحدث عن “‏شرعية هادي” بينما الهدف الحقيقي هو السلاح الحوثي المتكدس في صنعاء وصعدة، وأمن باب المندب.
في تصريحات السياسة الدولية لليومين الماضيين حضر باب المندب وغاب اليمنيون. اكدت القوى العظمى على اهمية الاحتفاظ بباب المندب مفتوحا في وجه التجارة الدولية. كان العالم يتوقع ان وصول الحوثيين إلى باب المندب سيكون مقدمة لإغلاقه وهذا احد الاسباب الرئيسية للحرب.
خلف سلاح الحوثي وباب المندب هناك اكثر من 25 مليون يمني تحت حصار الحروب الداخلية والخروب الخارجية وما من ضمان ان العالم سيلتفت لهم بعد انقشاع الدخان.
4- منذ صعودهم المفاجئ في 2014 والحوثيون يحاربون “بالإنابة”. يحاربون داخليا نيابة عن صالح ويرسلون تهديدات الحرب للجيران نيابة عن إيران. سيكون اليمن أفضل لو بدا الحوثيون معركتهم الخاصة. وبالنسبة لحركة ترفع لواء “المظلومية” فان المعركة الحقيقية ليست معركة “شاصات” وصواريخ وانما معركة عدالة وقانون ومساواة وأمان.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى