أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

«النخبة» بمواجهة «القاعدة» .. المداهمات تشعل الغضب

يمنات

أحمد الحسني 

يبدو أن أحداث مرخة بمحافظة شبوة قد ألقت بظلالها على المشهد اليمني وأحدثت جدلاً واسعاً في الوسطين السياسي والإعلامي. وفيما يرى البعض أن «النخبة الشبوانية» تقود معاركاً مصيرية ضد تنظيمي «القاعدة» و«الدولة» لصالح كل اليمنيين في الجنوب والشمال، يرى آخرون أن «النخبة» ترتكب أخطاء في عمليات المداهمة، تتجاوز أعراف وتقاليد المجتمع القبلي، الأمر الذي يصعّد من سخط القبائل ضدها لصالح العناصر المطلوبة.
بداية المعركة
معركة مرخة بمحافظة شبوة بدأت، اليوم الجمعة، بمواجهات عنيفة بين قوات «النخبة الشبوانية»، وعناصر قبلية رفضت تسليم أحد المطلوبين، وبحسب إحصائيات غير رسمية، فإن المعارك أودت بحياة العشرات، من بينهم قائد قوات «النخبة» محور بلحاف، جلال بن عجاج، والمطلوب لـ«النخبة» والمتهم بعضويته في تنظيم «القاعدة» عبيدالله المحضار.

مصادر «العربي» لفتت إلى أن «المحضار كان ينتمي للقاعدة، لكنه مؤخراً ظل معتكفاً بمنزله ولم يمارس أي نشاط»، مشيرةً إلى أن «عبيدالله هو ابن أخ زعيم تنظيم جيش عدن أبين أبو الحسن المحضار، الذي قام بخطف 17 سائحاً أجنبياً في العام 98، وتم أسره من قبل الجيش اليمني ونفذ بحقه حكم الإعدام».

 المواجهات بين الطرفين توسعت رقعتها، برغم محاولات الوساطة التي قادتها قبيلتي النسي، وآل طالب من دون أن تفلح، الأمر الذي استدعى تدخل الطيران «الأباتشي» الإماراتي، ما أسفر عن مقتل 9 من السادة جلهم من ذوي المطلوب عبيدالله المحضار، فضلاً عن 4 قتلى من «النخبة» و8 جرحى إضافةً إلى عدد من الأسرى.

أخطاء «النخبة» في مواجهة المطلوبين

تخوض قوات «النخبة الشبوانية» التي أُسست من قبل الإمارات لمكافحة «الإرهاب» في المدينة، معارك ضد معاقل تنظيمي «القاعدة» و«الدولة» في مدينة شبوة منذ أغسطس العام 2017، وأسقطت مدينة عزان من يد «القاعدة» في سبتمبر من نفس العام. وبحسب مراقبين فإن «النخبة» ارتكبت أخطاء فادحة في تلك العمليات، ففي نوفمبر من العام 2017 أحرقت عدداً من المنازل وهدمت بعضها، ومنها منزل الشيخ الدحيس، في حوطة الفقيه علي بشبوة.

وأكدت مصادر في شبوة لـ«العربي» أن «مواجهات مرخة سببها أخطاء قيادة النخبة في مواجهة المطلوبين، حيث تقوم تلك القيادة بتوجيه حملات مداهمة لشخصيات مطلوبة وتشرع بتفتيش المنازل واقتحامها بطريقة مهينة في ساعات متأخرة من الليل، من دون أي اعتبار لأعراف وتقاليد الناس في تلك المناطق القبلية»، موضحة أن «العديد من القبائل وقفت تدافع عن المطلوبين بسبب أخطاء النخبة، ولو تركت النخبة للوساطات القبلية قبيل المداهمات لسلّم الأهالي المطلوبين من دون مواجهات».

«القاعدة» تخوض معارك ضارية ضد «النخبة»

ومنذ توغل قوات «النخبة الشبوانية» في مديريات شبوة، ومحاولتها بسط الأمن فيها، بعد خروج «القاعدة» من عزان والصعيد، ظلت عناصر «القاعدة» تنشط في المدن البعيدة من نفوذ «النخبة»، ففي مديرية مرخة وعلى الرغم من دخول «النخبة» إليها قبل أسابيع، إلا أن مصادر «العربي» أكدت أن «القاعدة» لا زال يتواجد فيها «كخلايا نائمة، حيث تشكل مرخة للقاعدة همزة وصل بين شبوة والبيضاء، كون مرخة محاذية للبيضاء»، لافتةً إلى أن «القاعدة تتواجد أيضاً في مديريات بيحان وهي مناطق همزة وصل أيضاً بين شبوة ومأرب».

واستطاع التنظيم عبر العناصر المتواجدة في تلك المناطق من خوض معارك ضارية ضد «النخبة»، سواءً بالكمائن أو بعبوات ناسفة. ففي يناير الماضي قتل «تنظيم القاعدة» 15 عنصراً من «النخبة الشبوانية» في نقطة نوخان بمدينة عتق، كما نفذ هجوماً آخر في أغسطس في رضوم سقط فيه 7 قتلى من «النخبة».

ويواصل «التنظيم» عملياته ضد «النخبة» وقتَل قيادات منها في تلك العمليات، ففي سبتمبر الماضي، حاولت «النخبة» اعتقال القيادي في «القاعدة» نايف الصيعري، لكن عناصر «التنظيم» كبّدت الحملة خسائر، وسقط قائد «النخبة» في حراد، مسعد العمري، في المواجهات.

 المواجهات تأخذ بعداً سياسياً

ألقت مواجهات مرخة بظلالها على المشهد السياسي، حيث يسعى «المجلس الانتقالي» التمدد وبسط نفوذه على المناطق الشرقية في شبوة وحضرموت، وهي المناطق الغنية بالنفط والغاز، والأخير يتهم قوات «الإصلاح» السيطرة عللى تلك المناطق بدعمها للجماعات «الإرهابية»، وهو ما جاء على لسان رئيس الحكومة السابق، المؤيد لـ«الانتقالي» والمدعوم من الإمارات، بأن قوات المنطقة العسكرية الأولى في سيئون والتابعة لـ«الإصلاح» تعتبر قوات «احتلال»، متهماً ضمنياً تلك القوات بالتواطىء لتسليم مدينة المكلا لـ«القاعدة» في العام 2015.

في موازة ذلك، غطت مواقع إخبارية تابعة لحزب «الإصلاح» أحداث مرخة على أنها بين «النخبة» والأهالي في المدينة، وهوّلت من حجم الخسائر في صفوف «النخبة»، الأمر الذي ترك انطباعاً عند مؤيدي «الانتقالي» بأن «النخبة» مستهدفة من عدّة أطراف. هذا الأمر أكده الناشط السياسي المؤيد لـ«الانتقالي» عبدربه العولقي، في منشور على موقع «فايسبوك»، قائلاً إن «الإصلاح ساند حماة الإرهابيين في مرخة من منطق قاعدي بحكم أنهم دوماً الآلة الإعلامية للدفاع عن الإرهاب في الجنوب».

وبرأي محللين، فإن الهجوم في مواقع التواصل الاجتماعي على «النخبة الشبوانية»، والتعاطف مع ضحايا الحملة على مدينة مرخة، يندرج ضمن الهاجس الشعبي العام، الذي بات يرفض سياسات الإمارات في الجنوب، ويرى في «التحالف» أنه خذل الجنوب، سواءً في ما يتعلّق بحل القضية الجنوبية أو بتردي الأوضاع المعيشية التي سببتها الحرب.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى