العرض في الرئيسةفضاء حر

حكومتان تتفقان على مصادرة الراتب

يمنات

قادري أحمد حيدر 

إن الرئيس، أو الحاكم، أو رئيس الوزراء، سمه ما شئت وأياً كان أسمه وفي أي مكان كان، والذي يقبل على نفسه أن يبقى في موقعه مسؤولاً أسبوعاً واحداً، وهو يتفرج ببلاهة وعته على مصادرة راتب مئات الآلاف من الفقراء الموظفين الذين يقعون تحت سلطة دولته ويعيلون الملايين من الأفراد، لا يستحق أن نبادله أدنى درجات الاحترام ولا أن نصفه بقول إنه يمثل سلطة أو شرعية (ما).

إن الرئاسة والشرعية، وصفة رئيس حكومة، أوحاكم، إنما تقاس بالرضا والقبول،ونحن المنهوبة والمصادرو رواتبنا لما يقارب الثلاث سنوات، لانبادل هاتين الحكومتين وملحقاتهما أدنى درجات الاحترام، بل نشعر تجاههما بالازدراء والاحتقار، ذلك أن أول خطوة نحو الرضا والقبول هو وقف مصادرة راتب الملايين من الأسر الفقيرة، ليس لأن الراتب حياة.. بل كون الراتب أحد أهم أركان مقومات قيام ووجود أي سلطة ودولة، ولكنهم حكام عدن، وصنعاء، وازلامهم يحيون في بحبوبة العيش ورفاهية التطرف في البذخ السفيه، بالدولار/ والريال السعودي،والسكن في اقفاص الطائرات المسافرة دون توقف، ويقولون لفقراء اليمن بمن فيهم المصادرة رواتبهم.. لكم رب يحميكم، أو كما قالها فيورباخ “إن للإنسان الفقير رب غنياً”، بينما هم وعائلاتهم في حالة متطرفة من الغناء ومن اكتناز الأموال وشراء العقارات.

فكيف سيحسون بالشعب الفقير، وبعضهم يتسلم أثني عشر ألف دولار واكثر في الشهر، ومثلها بدلات السفر، غير المحفزات، والبعض الآخر منهم يستلم عشرين ألف ريال سعودي ويعتبر نفسه معارضاً لسلطة صنعاء، مع عدم نسيانه سياسياً إمساك العصا من الوسط في قراءته السياسية حول ما يجري.

اللهم لا شماته!

نقول ذلك ليس من باب الحسد، فهم أدنى من أن نتعطف عليهم بمشاعر حسدنا النبيل الذي لايناله سوى من احتفظ بحد معقول من كرامة النفس .

إن ما نكتبه عنهم وحولهم من إشارات نقدية إنما هو من زاوية المطالبة بالحق ، بعد أن وضعتنا المأساة مكتملة الاوصاف والاركان في مواجهتهما، بعد أن قذفت بهما الصدفة التاريخية البحتة في المواقع التي يتبوؤنها ، دون احساس ولاوعي بقيمة الأماكن التي هم فيها، ولابالمترتبات الواجبة الملقاة على عاتقهما .

أنكم تضعون فقراء الراتب أمام خيارات ثلاثة كلها قاتلة:

الأول:
الإحباط والانكسار، حد العزلة الفردية المدمرة للذات، وهي حالة أشبه بالموت في الحياة.

الثاني :
الموت جوعاً، الموت عبر المجاعات المتنقلة التي تحصد الأرواح يومياً.

الثالث:
تحولهم-البعض منهم- إلى مرتزقة وقتلة باسم “الجهاد”، مع من يدفع أكثر، وصولاً للالتحاق بركب “القاعدة” و”داعش”. فهل مثل هؤلاء الحكام يستحقون أن يسموا أو يوصفوا بأنهم رجال دولة.

إن مصادرة الراتب جريمة، والعنوان الابرز للجريمة هي جثث الضحايا المنتشرة في كل البلاد..الضحايا الذين إن اردت بحث ومعرفة اسباب تحولهم إلى توابيت وجثث ، ستجد أن احد الأسباب الجوهرية المفسرة لانتشار الجثث/الموتى ماثلة وكامنة في مصادرة الراتب دون أن يرف جفن لكل من حكومتي صنعاء وعدن.
ومن هنا القول أن الراتب حياة، ومصادرته موت وجثث وتوابيت .

والله إنكم خلاصة مركزة لعاهات ازمنة وعصور الانحطاط مجموعة فيكم فردا فرد، واسما إسما.. من الرئيس إلى الوزير إلى المستشار، أنتم غبار التاريخ المسموم، ولا وظيفة لكم سوى استكمال سورة القتل لما تبقى من ناس المجتمع.

حكومتان تتباريان في قتل الفقراء ، واعدامهم رميا برصاص الجوع، في صورة اغتيال الراتب .

سيذكركم التاريخ بأسوأ عبارات القدح والذم لدرجة تعجز معها قواميس ومعاجم التحقير على توصيفكم بما تستحقون.
أيها……الخ
ورحم الله إمرء عرف قدر نفسه .

ومشكلتكم انكم لاتعلمون، لاتفهمون لاتحسون !! .
وكأنكم جلود خلقت للسير عليها .

إن مشكلتنا/مأساتنا معكم، أنه حتى الجلود تحت معالجات معينة، يمكن للناس المشي عليها، أو الاستفادة منها لاغراض غير ادمية، أما انتم – حسب تعبير الشاعر مظفر النواب-
فلا تهتز لكم قصبة
يااولاد….

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى