فضاء حر

لبنان من التحرير بالمقاومة الى التغيير بالثورة

يمنات

عبد الجبار الحاج

القوى اللبنانية التي انحازت كليا لخيار المقاومة والتحرير وبهذا الخيار حظيت بالتفاف شعبي واسع واكتسبت من هذا المسار فقط قوتها ومكانتها وهي على هذا النهج وقفت وظلت تقف على ارضية صلبة ذلك انها راهنت على المبداء الوطني ولخيار الكرامة الوطنية وتجاوزت وغضت بل رمت بالمصالح السياسبة والعلاقات السياسية خلفها وفاءً لخيار المقاومة ولهذا انتصرت في اخر المطاف ..

اليوم على هذه القوى اذا ارادت ان تحتفظ بمكانتها وتعمق من جذور العلاقة بالشعب ان تستلهم ارادة الشعب وتعبر عنها وتتمثلها وتتبناها وان تتجاوز سريعا لغة المرواحة على غرف السياسة ..

في ظروف الثورة الشعبية العفوية على السياسي ان يغادر سريعا قواعد اللعبة السياسبة المهترئة وان يتجاوز ساحة التحالفات الى ان يتبنى مطالب الشعب وان يكون حاملا لها ..

ان اللجؤ الى الشطارة السياسية والمراوحة والتذرع بمطالبة تشكيل قيادة للتحدث باسم الثورة الثزرة ذريعة اخرى للهروب ..

لوكان للثورة الشعبية اطارا ناظما وقيادة جاهزة لكانت وبمستطاعها ان تطيح بكم جميعا وليس امامها كثورة الا ان تطيح بكل المنظومة ..

اقول هذا الكلام واوجهه لتلك القوى التي انتصر لخيار التحرير ان تكون هي معبرة عن صوت الشعب والا فان الثورات الشعبية العفوية والغير منظمة خطرها ماحق وعلى الجميع فليس امام هذه القوى الا ان تتجاوز اللعب على الحبلين سريعا ..وانا هنا لم اقل عليها ان تلتحق بالشارع بل قلت ان تنمثل ارادة الشعب من موقعها في النظام ..

………………….

لا يمكن لاي سياسي لبنان مهما تحاذق وتعامى عن حقيقة ان المشكلة وجذورها وفي فروعها تتلخص في ان صبر الشعب قد نفد و بلغ حاله حدا لا يقوى حياله على احتمال المزيد من تمادي طبقات النهب المالي الرسمي ومن واقع سياسات الفقر والافقار والتجويع والبطالة وفي انسداد فرص العيش في حده الادنى اذا لم نقل المستوى اللائق بكرامة الانسان وحقه في الحصول على الغذاء والتعليم والصحة والسكن والماء والكهرباء وكل خدمات العصر والتمتع بمنتجات تقنية شباكات المعلومات والاتصالات فكلها باتت ضرورة حياة ..

اذا ..العدالة الاجتماعية هنا لها عنوان واحد وتحتها من العناوين ما يمكن تفصيله ..
اذا كنت في صف الشعب فانت هنا على المحك .. فماذا على السياسة والسياسي ان يفعل من اجل اعادة توزيع الثروة وخيرات الوطن لكل ابناء الشعب .. بما يطعمهم الناس من جوع ويؤمنهم من خوف … والامان هنا هو اطمئنان الانسان على سبل العيش والصحة والتعليم ونيل الخدمات بمعناها العصري وواقع التقدم التقني ..

في لبنان نحن امام تجارب حية وماثلة ..
منها ان هذا الشعب الذي صنع انتصارات التحرير وألحق الهزائم المذلة والمهينة باسطورة جيش اسرائيل قادر بالتاكيد على ايصال مضامين انتفاضته وقادر على رسم اهدافه بايجاز لا لبس فيه وقادر على المضي بانتفاضته الشعبية المجيدة نحو التحولات المفضية الى ارساء مؤسسات الانجاز ..

من خلال التاكيد على الاهداف السياسية الاقتصادية الاجتماعية بوضوح تام بعيدا عن الوقوع تحت تاثير شعارات الساسة والاحزاب تلك المخادعة المنخرفة بالمسار الى غبر وجهته تلك القوى التي تحاول دس شعارات من نوع الانتخاب واعادة الانتخاب ومن نوع الحفاظ على التوازن السياسي الذي يهدف الى عدم المساس بمنظومة الفساد من حيث بنيته الطبقية ومن حيث منظومته القانونية من جهة ومن جهة اخرى تهدف عدم المساس بالبنى الطائفية ومؤسساتها العفنة والمتعفنة ..

شعب لبنان هو من قدم من صنع انتصارات التحرير من خلال المقاومة الوطنية اللبنانية التي ارست مدماك كفاحها الوطني التحرري ..

استطاع شعب لبنان وقواه الوطنية ان يحقق منذ السبعينات ومطلع الثمانيات نموذجا في تجربة المقاومة وانتصاراساحقا

ستظل تجربة لبنان التحررية محط اعتزازنا وفخرنا نحن شعوب العرب جميعا ..
ولذلك فمما لا جدال فيه فان هذا البلد الاصغر في دول الطوق ظفر بانتزاع انتصارا عربيا تاريخيا وقدم تجربة في التحرير بات من الضروري ان يغدو رافدا قويا لكل المراحل والمحطات ان يقف اللبنانيون امام هذا الانجاز التاريخي للبناء عليه في محالات .

من هنا اهمية ان يتبنى الحراك الشعبي الراهن من خلال عناصره موقفا معلنا يؤكد ويجدد دونا تمسكه بنهج المقاومة وتايده قوى المقاومة الوطنية .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى