إلى كل عربي حر فقط  .. انظر لصورة جمال

يمنات

صلاح القرشي

اكتسبت صورة الزعيم الراحل الخالد جمال عبد الناصر العديد من الرمزيات والقيم من خلال التاريخ و الاحداث الذي سطرها و المشروع و المبادئ و القيم التي كان يحملها، و يدعو لها و يناضل من اجلها حتى اصبحت  مع الايام و الاحداث كامنة في وعي و اعماق المواطن العربي على امتداد الوطن العربي، طوال هذه السنين.

و بالتالي مشاهدة العربي لصورة هذا الزعيم تستحضر في ذهنه و وعيه هذه الرمزيات، و هذه القيم المتمثلة بالعروبة، وانه جزء لا يتجزأ من أمة واحدة و وطن عربي واحد من المحيط إلى الخليج، بعد ان مورس غسيل دماغ و محو لذاكرة هذه القيم و الهوية من قبل اعداء الامة طوال عشرات السنين الماضية.

بمجرد ان نشاهد نحن العرب صورة الرئيس جمال عبد الناصر تنشط الذاكرة في عقولنا و وعينا بأننا امة واحدة لها رسالة عظيمة، و لها مشروع عربي واحد، و لها وطن عربي واحد و كبير، و ان لهذه الامة دور يجب ان تقوم به و تؤديه و تناضل من اجله و تلعبه بين الامم، و في ظل التكالب الكبير و غير المسبوق على العرب من الدول الكبرى و الدول الاقليمية المحيطة بالوطن العربي، و عملائهم من الاسر الحاكمة و الحركات الدينية و العنصرية واواوا في الداخل العربي. و ما نشاهده يجري على العرب في كل دولهم حتى اضحوا على  ما عليهم اليوم، خاصة في الوقت الحالي و لا داعي للتفصيل فالجميع يعرف ذلك.

لذلك اليوم ما أحوجنا و ما أحوج كل عربي من المحيط إلى الخليج ان يضع امامه صورة  جمال عبد الناصر. ليس للترحم عليه فقط  او المزايدة والاستعراض  بها، او الاعجاب بها من باب الاماني و التفاخر السطحي، و إنما ليتٱمل فيها كثيرا كثيرا و ليستلهم و يستجلب من اعماق اعماقه المضامين الحقيقية لهويته العربية، و ما يترتب عليه كإنسان يحمل هذه الهوية، كون هذا الزعيم جسد هذه المضامين في وقت من الاوقات من تاريخ الامة و اصبح رمزا لها.

و انت تنظر ايها الاخ العربي لصورته يجب ان تتفاعل كل ذرات و جزيئات جسمك تجاه  مسؤلياتك و واجباتك و حقائقك كعربي و مسلم، و انك تعيش في هذه الجغرافية ذات الاكثر اهمية و إستراتيجية في العالم من المحيط إلى الخليج، و ان الله قد حبا الامة بثروات ضخمة متعددة و مختلفة و شاملة، و هي من حقك و ملكك أنت و اخوانك العرب، و تحت تصرفكم كل هذه الموارد و الطاقات.

و مثلما تحمل اجدادك العرب المسؤولية ليكونوا المشعل الذي حمل الاسلام و نشره في مشارق الارض و مغاربها، و ليكونوا الدول العظمى و الامبراطوريات الكبيرة التي حكمت  على امتداد هذا الوطن و الاراضي الشاسعة من العالم، يجب ان تتحمل تلك المسؤولية، و تنهض من جديد، و تناضل كثيرا من اجل ذلك، و تعيد تنظيم نفسك مع اخوانك العرب من المحيط إلى الخليج.

و انت تنظر لصورة جمال يجب ان  يتجدد ايمانك بأن لك رسالة و مشروع عربي جامع، و ان الشعب في تونس هو جزء اصيل منك، و ان الشعب في العراق و حوض النيل العربي و الشام و اليمن هم جزء لا يتجزأ من خلايا دمك و لحمك، و ان الشعب العربي في كل الدول العربية هم اخوانك و ربعك تجمعك بهم كل روابط الدم و اللغة و الدين و العادات و الهدف و المصير المشترك.

يجب ان تتذكر و تؤمن و يترسخ في عقلك و وعيك ان نفط العرب للعرب، و ان ثروات العرب للعرب، و ان ارض العرب للعرب، و لا يحق لأي كان في هذا العالم مقاسمة العرب في ذلك في ثرواتهم او احتلال ارضهم او مقدساتهم، او ممارسة الهيمنة و الاستكبار و الاستعمار عليهم.

من حقك ايها العربي ان تكون لك دولة قوية و عظمى بما تملك من موارد و ارض تزيد مساحتها عن 14 مليون كلم متر مربع في وسط العالم، و ان تمتلك التقنية و التنمية الحقيقية، و ان يكون لك جيش من اقوى الجيوش في العالم.

و حتى لو كان للشعب العربي عشرين دولة او اكثر، فمن حق  العرب ان تتوحد  قراراتهم السياسية و العسكرية و الاقتصادية في قرار واحد تجاه كل ما يحيط بهم.

ايمانك و اصرارك ايها العربي على الحقوق و هذه القيم و هذه الهوية العربية و الاسلامية، هو في حد ذاته قيمه و من اهم عوامل  النجاح، و حتى في هذه الظروف الذي نعيشها و هذا التآمر و التكالب من قبل اعداء الامة، لن تطفئ مشعل الثورة في قلبك و وعيك لتحقيق المشروع العربي.

يجب ان تغرس هذه القيم بقلوب و عقول اولادك و تربيهم عليها، و حتى في ظل هذه الظروف المزرية و كل السياسات الاستعمارية التي حاولت مسخك و مسخ الشعب العربي لتنسيه قيمه و مشروعه،  يجب ان تواصل و تستمر غرسها في اولادك هذه القيم و ان تعمق في وجدانهم ما معنى كلمه عربي، و ما معنى انهم يحملون الهوية العربية و الاسلامية.

هذه دعوة منا لكل عربي حر ان يتأمل و ينظر بكل عمق كل يوم لصورة جمال عبد الناصر  الله يرحمه، جميعنا يجب أن ينظروا لهذه الصورة العظيمة التي تجمعنا و نتعمق في رمزيتها و مدلولتها لتحريك وجداننا و القيم و الطموح في قلوبنا و عقولنا، و تنشيط ذاكرتنا  لمضامين الهوية العربية الذي نحملها نحن العرب، و ان لنا مشروع عربي يجمعنا و امن قومي عربي يجب عدم التفريط به، و الذي لا يتعارض ابدا مع المشروع الاسلامي، بل هو النواة الصلبة الحقيقية للمشروع الاسلامي و وحدة و قوة و عزة المسلمين، في مواجهة مشاريع التمزيق و التفتت و الاستعمار و الاحتلال و الهيمنة.

الله يرحمك رحمة الأبرار يا جمال عبد الناصر..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.