فضاء حر

حالات مرضية لا تقل عن كورونا خطورة

يمنات

محمد اللوزي

كلما حلت بدار قوم مصيبة أو كارثة عدوى كلما هلل اللاهوتيون و جعلوها سوط عذاب من الله عز و جل على عباده، و أن كل شيء قد أغلق حتى باب الرحمة مغلق، و أن العلم بات عاجزا عن دفع البلاء أو المضرة ليخلولهم الأمر يتسيدون على البسطاء بالدجل و الشعوذة و اختراعات ما أنزل الله بها من سلطان.

و كلما عانت البشرية ازدادوا شراسة و تشفيا ليكون لهم قصب السبق في أن كل الطرق الى النجاة مقفلة و أن الهاوية هي المستقر.

مثل هؤلاء العاهات النفسية و الحالات المرضية دوما يقتاتون من دماء و دموع البشر لذلك يحاربون العلم يرونه عدوهم الحقيقي و يقسمونه الى حلال و حرام بعد أن قسموا الدين الى مذاهب و طوائف و أحزاب. فما جاء من عسل مصفى و حبة سوداء فهو حلال حلال، و ما كان من معمل أبحاث و دراسات أو طب حديث فهو حرام.

هنا يحارب العقل، الإبداع، العلم، الإنسانية. لم أر قوما يطربون للكوارث مثلهم و يتفننون في صياغة عبارات امتحان، و بلاء، و عقوبة إلهية، و لا يريدونها غير ذلك. و أي مكافحة للكوارث هو جناية يعاقب عليها الرب. إنها البطرركية في أبشع صورها. و القرون الوسطى محشورة في القرن العشرين.

الأمة تحتاج الى معامل و علماء و مخترعين و مبدعين و تنويريين أكثر من حاجتها الى ظلاميين يتلذذون بما هو دمار و شقاء و عوز و مرض. فيما هم على الوثير من الفراش يكبرون و يهللون و يحوقلون. أن الله قد نزع رحمته على خلقه و لم يبق غير الألم. إنها حالات مرضية لا تقل عن كورونا خطورة.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى