العرض في الرئيسةفضاء حر

مكاشفة

يمنات

أحمد سيف حاشد

أنا لم أكن سببا في هذه الحرب المتوحشة، و لكن أنت كنت أهم سبب فيها، بل و أعطيت كل سبب و حجة و ذريعة لهذه الحرب التي صيّرت اليمن سبعا، جلها باتت تحت الاحتلال و العدوان..

لست أنا من أنبطح في مفاوضات ظهران الجنوب، و لم أقم بالتوقيع للسعودية بأنها راعية للسلام في اليمن، و لم أوافق في عمان على مبادرات تنتقص من حق اليمن بمبرر شبك التيار من العمومي..

لست أنا من تخلى عن ميناء الحديدة للأمم المتحدة في مفاوضات أعلنت حكومتك و الوفد المفاوض أمام “البرلمان” في صنعاء إنها فشلت..

أنا لم أفتح أسواقنا المحلية لدول العدوان طولا و عرضا بعد أن دمرت تلك الدول مصانعنا و كل بنانا التحتية من إلفها إلى ياءها .. دمرت الحجر و الشجر و التاريخ و الإنسان و ما بناه خلال خمسة ألف عام..

أنا لم أفتح التهريب على مصرعيه، و لم أتربح منه، و لم أكن بعض منه، و لم أخطب يوما ود المهربين..

أنا لم ارعِ السوق السوداء و لا أدعمها و لم و لن أكن يوما بعض منها..

أنت من تخليت عن مسؤولية حماية المجتمع، بل و تركت ضباعك و تماسيحك تنهش فيه، و أمتنعت عن مسؤولية دفع رواتب الموظفين الواقعين تحت سلطتك رغم قدرتك على دفعها..

لست أنا من يجبي المال و معه حقوق الغير، بجنون و انفلات عقال، و أكثر منه على نحو لم يحدث له مثيل على مدار التاريخ في هذا العالم الفسيح و المتسع..!!

أنا لم أفسد في زمن الحرب حتى أحمر وجه الشمس خجلا، ثم يقول القائل منكم دون حياء “مش وقته نحن في عدوان” .. و لطالما جلدتم و خلستم ظهرونا و بطوننا بسوط فسادكم المريع..!!

لست أنا من يأخذ المساعدات الدولية و أمتنع عن اعطاءها لمستحقيها، و أولهم المعلمين المقطوعة رواتبهم .. سلة غذائية واحدة في الشهر ترفض منحها و بإمعان للمعلم الذي بات يقتات شعر رأسه و أنت ترمقه و تزدريه!!

لست أنا من أستبدل اليمن ببعضه و أبدل المواطنة و شروط معايير الوظيفة العامة بشروط و معايير مناطقية و شللية و تسليل..!!

لست أنا من ينتهك و ينتعل الحقوق و يوغل في الانتهاكات إلى إذنيه و ينغمس في الظلم إلى شعر رأسه..

هذا أنت و خطاياك التي سنظل نجني نتائجها و تلاحقنا أثارها عشرين جيلا عذابا و نزيفا و وصاية..

أنا لم أخن و لم أفسد و لم أرتزق و لم أظلم و لم استبد و لم أمارس الطغيان قط..

أنا و شعبي ضحية لكل هذا و ذاك مما تم ذكره، و أسلفت الإشارة إليه..

و الأكثر مرارة لم تكتفِ بما فعلته و تفعله فينا و ما تصبه علينا من جحيم، بل و أيضا تتهمنا و ترمينا بما هو بشع و مرعب و مريع..

“رمتني بدائها و أنسلت”

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى