العرض في الرئيسةفضاء حر

جاهلية صماء

يمنات

نبيل حيدر

منذ بداية الحرب و العدوان و تغول الطغيان و سلطات الأمر الواقع و جميع الواقفين ضد جميعها تعرضوا و يتعرضون للقدح في أعراضهم .. سواء ممن وقفوا مع العدوان و ممن وقفوا ضده و مع عموم المشاريع الأحادية .

لا يوجد جديد في التشنيع على الناس و القدح في أعراضهم ، و قد شهد 2011 ذروة القدح في أعراض من انتقد السلوك الثوري أو وقف أمامه و العكس لكن الأول أكثر .

ليس ما يجري تداوله في اليومين الحاليين من امكانية تعرض قتلة الإغبري للنيل من أعراضهم باختلاق قصص ( ذواكر ) الفتيات و ابتزازهن جنسيا و ماليا .. ليس جديدا و لكن الناس تلتقط ما تشاء و تنسى ما تتعمد نسيانه أو تراه لا يستحق .

في هذه الحرب و قبلها كم سمعنا عن توصيف فئة من أبناء المجتمع بأنهم أبناء متعة ، ثم خرجت قصص أبناء المسابح في تعريض بالآخر ردا على التعريض الأول ، و لن اتعرض للتشويه الذي نال الطائفة الاسماعيلية في اليمن و القدح في أعراضها ، و لكن السياقات الجديدة ليست الا امتدادا لسوء طباع و خلق تعزز بثقافة المعايرة باللقب مثل لقب عفاش و استخدامه للتنابز عن عمد و قصد .

و إلى اليوم ؛ لاحظ ما يتعرض له من ينتقد سلطات العدوان و الطغيان هنا و هناك من قدح في عرضه و خوض بما لا يليق ، و الأشهر حاليا هو النائب أحمد سيف حاشد و ستجد في صفحته عفونة تعليقات و خلاصة ثقافات ترتكز على الدين ارتكازا ظاهريا و في عمقها جاهلية صماء و ضمن عمل مجند و ممول جماعيا لا عبثا فرديا .

قبل أيام تعرض مدير في إحدى الجهات للطعن في عرضه بالتلميح إلى أنه يستقدم الموظفات إلى مكتبه ليلا ، و ما نعلمه عن هذا الرجل في بعض المواقف الجيدة يضيء لك الطريق أو بعضه و لماذا يتم استهدافه بتلك الشائعات .

نعم هي عادات سلطوية ، أن ترمي خصمك بكل الحجارة و لا توفر فيها شخصه و عرضه ، لكن الحقيقة أنها عادات اجتماعية قبل أن تكون سلطوية ، لم تقدر المجتمعات على الخلاص منها لأن ممارساتها الأصيلة لصيقة بها و شريكة لها .
و رغم أن التفكير المنطقي يقول أن الناس تتقدم في سلوكها مع تقدم الحياة و تطورها المادي و المعرفي بنبذ السيء و القبيح و الحاث على الكراهيات إلا أن الواقع و قوانينه تكذب ذلك و تثبت أن الفجور في الخصومة مثل الإرهاب ، لا دين له و لا أخلاق و لا حدود .

ثمة حاجة كبيرة للوقوف و المحاسبة على كافة الأصعدة عموما .

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى