العرض في الرئيسةفضاء حر

الذكرى الثالثة لمجزرة “آل هبرة”

يمنات

صالح هبرة

يعتبر اليوم الحادي عشر من ربيع الأول الذكرى الثالثة لاستشهاد /رجائي صالح هبرة– ومعاذ صالح هبرة–وأحمد علي هبرة – مع عدد من أخواتهم وزملائهم.

ففي مثل هذا اليوم -الحادي عشر من ربيع الأول ١٤٤٠- وتحديدا بعد العصر من نفس اليوم وفيما الناس مبتهجون بحلول ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله إذا بالطيران السعودي يحوّل تلك الفرحة بالنسبة لنا إلى مأساة.

ففيما كانً أولادي: “رجائي” و”معاذ” يجلسان مع مجموعة من زملائهم بخيمة -كنا قد نصبناها قبل حوالي عام- تحت ظلال إحدى الشجيرات بمزرعتنا -والتي كانت تمثل بعد تدمير الطيران لمنازلنا مجلس الاستقبال والمقيل ومتابعة أعمال المزرعة- كعادتهم بعد عصر أغلب الأيام، إذا بالطيران يستهدف الخيمة بأربعة عشر قنبلة في سبع غارات؛ ما أدى إلى استشهاد كل من كان في الخيمة أو قريبًا منها وعددهم ثمانية أشخاص، لم يسلم منهم سوى شخص لينقل لنا وقائع الجريمة.

وقائع الجريمة:
يوجد بالمزرعة بئر، أردنا تعميقها، أُبلغنا أن الحفار سيأتي لتعميق البئر بعد ساعة، صاحب الحفّار أتى ليمسح الطريق للحفار وعاد للإتيان به، أحمد علي هبرة كان يمهد الطريق للحفار، ورجائي ومعاذ كانا في الخيمة في انتظار قدومه.

وفيما الكل منتظر، تأخر الحفار لخلل حصل به؛ إذا بالطيران يغرق الخيمة وما جاورها بالقنابل، وحلت الفاجعة.

ملابسات الحادث:
تشير الوقائع أن الحادث وقع نتيجة بلاغ وليس رصدًا، وأن من رفع الإحداثية على اطلاع تام بمن في الخيمة وبمجيء الحفار؛ حيث حرص أن يتزامن قصف الطيران مع وجود الحفار؛ لشدّ الأنظار نحو الحفار أنه الهدف -اعتقده الطيران قاعدة صاروخية- كما هو السيناريو المتبع؛ وللتقليل من شأن الحدث، وهو ما أكدته طريقة تناول بعض وسائل الإعلام للحادث حيث وصفته بـ(حادث في مزرعة) وهو ما أدركه بعض المتابعين وعلقوا على طريقة تناوله بتلك الطريقة، إلا أن تأخر الحفار عن الموعد أفشل السيناريو المرسوم، ومما يؤكد أن ما حصل؛ نتيجة بلاغ وليس رصد: أنه تم الإبلاغ من قبل بعض العسكريين عبر أجهزتهم اللاسلكية بوجود إحداثيةً على خيمة تحت شجرة جوار خزان مياه…ولكونه يوجد في المزرعة ثلاثة خزانات مياه عند كل خزان شجرة؛ فقد تم استهداف الثلاثة الخزانات والأشجار التي بجنبها.

ما بعد الحادث:
في نفس الليلة أُبلغت أن مكتب [فلان] أرسل برقم تلفون، وطلب منا متابعته، فهو من رفع الإحداثية، فتمت متابعته وإذا به لشخص يُعرف ببراءته.

وفي اليوم الثاني أرسلوا رقمًا آخر، وإذا به لشخصٍ يُعرف ببراءته.

وبعد قرابة الأسبوعين ألقي القبض على شخص وانتشر أنه تم اعتقال المبلغ بـ (آل هبرة) وذاع صيت الخبر بشكل عجيب، ومع أني كنت أعرف الشخص وبراءته، لكني تابعت الموضوع، وإذا به سُجن بتهمة حشيش بثمانين ألف سعودي، وليس لموضع البلاغ أي علاقة، وسيخرج بعد أسبوع، فاستفسرت: مَنِ الذي نزّل مثل هذه الشائعة؟ فكان الجواب غريبًا ليس من المناسب ذكره الآن!!

فمن عساه يكون هذا المبلغ الذي كان على اطلاع تام بمجيء الحفّار وبكل تفاصيل الوضع؟ هل شخص تمكّن من اختراقنا، يعمل لصالح العدوان ،أم عميل مزدوج؟ وما حصل يندرج ضمن صراع الأجنحة كل شيء وارد…

من حائط الكاتب على الفيسبوك

 

زر الذهاب إلى الأعلى