فضاء حر

سؤال المصداقية بين إخواننا وإخوانهم

 

يمنات

لفت الرئيس المصري د.محمد مرسي الاهتمام المتزايد بمصداقيته تجاه الوعود التي إلتزمها في برنامجه الانتخابي ،والخطوات المتسارعة على الجبهة الداخلية عبر انتزاع كامل الصلاحيات واتخاذ اجراءات بسط السيادة المصرية على كامل الأراضي المصرية في سيناء ، إضافة إلى إعلان الانفتاح على العلاقات الايرانية دون أخذ الضوء الأخضر من السعودية فيما يخص الزيارة المزمعة لإيران وعقد مباحثات مصرية إيرانية على هامش اجتماع دول عدم الانحياز ، وكذالك الضوء الامريكي فيما يتعلق بالتنسيق مع الكيان الصهيوني في إدخال السلاح الثقيل لأراضي سيناء معلنا ألا حاجة للتنسيق مع احد فيما يخص بسط السيادة المصرية على الاراضي المصرية .

كل ذلك يأتي في اطار خطوات لاقت رضى الشارع المصري والعربي بما فيها الشارع اليمني ،بالمقابل لم نسمع احدا في اليمن من منتقدي الاخوان على الدوام يبدي إستياءاً أو نقدا ً لهذه الخطوات ، بل على العكس ، ما يعني دائما أن السياسات الجادة والصادقة ذات الابعاد الوطنية تعمل على تحييد المعارضة السلبية .

بالأمس كنا نأمل من إخواننا في اليمن الاقتداء والتأسي  بحزب العدالة التركي ،لكن يبدوا أن ذلك حلم لا ترنوا إليه تطلعات أو قدرات قيادات الاصلاح المرتهن لمراكز القوى التقليدية التي تمثل الماضي الذي لا يريد أن ينجلي .

اليوم وفي ظل المصداقية التي يبديها الاخوان في مصر بقيادة الرئيس مرسي ، نطالب اخواننا ان يتحلوا بشيء من الوضوح والمصداقية تجاه كافة القضايا المتعلقة بالثورة وأهدافها والموقف تجاه كافة الانتهاكات التي صاحبت الثورة او تلك المواقف المسانده المتعلقة بالتاريخ الدموي لنظام صالح .

وحول استحقاق المصداقية الذي يفرض نفسه نتساءل ما هو موقف حزب الاصلاح الواضح من التدخلات الامريكية في الشأن اليمني والموقف من المبادرة الخليجية وما آلت اليه والتي يدرك الاصلاح قبل غيره انها انما جاءت لإنقاذ النظام والبقاء على الماضي كما هو مع شيء من التحسينات الشكلية بالمقابل ما هو موقفه من التدخلات السعودية السافرة التي ترتهن السيادة اليمنية والإرادة الشعبية وتصادر حق الشعب اليمني في الحرية والكرامة .

ما هو موقف الاصلاح تجاه التصعيد الطائفي الذي يراد لليمن والمنطقة ان تغرق فيه والذي يتماها معه اعلام الاصلاح استجابة للسياسة السعودية التي لا تخدم إلا المصالح الصهيوأمريكية ولو على حساب مصالحها الاستراتيجية .

ومع الكثير من الأسئلة حول مصداقية حزب الاصلاح ومدى انحيازه إلى المصالح العليا والسيادة الكاملة للشعب اليمني ،لا يزال الامل يحدونا لأن يتنبه العقلاء داخل الحزب الى ضرورة التأسي بإخوانهم في مصر ، على اقل تقدير حفاظا على الكتلة البشرية المناصرة له ، والتي تؤكد مواقفه تجاه الاحداث انه يخسرها يوما بعد اخر ،لصالح قوى صاعده اجتماعية أو سياسية يرى أنها تمثل خياراته بشكل أو بآخر أو إلى حد ما . 

زر الذهاب إلى الأعلى