أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

كيف فشلت معركة الساحل الغربي وانقلبت المواجهات العسكرية في الخوخة لصالح “انصار الله”؟

يمنات

تحولت مدينة الخوخة من بوابة عبور للقوات الموالية لـ«التحالف العربي »بقيادة دولة الإمارات، وبمشاركة واسعة من قوات «المقاومة الجنوبية» إلى الحديدة، إلى كمين محكم لتلك القوات. فمسار المعركة تغير خلال الأيام الثلاثة الماضية لصالح قوات «أنصار الله» التي أحكمت حصار المدينة واستعادة الكثير من المناطق التي سقطت بيد قوات «التحالف» في خلال الأيام الماضية.

صباح الخميس الماضي، أنهت قوات «التحالف» المتواجدة في منطقة يختل (15 كلم شمال المخا)، عملية التفاوض مع المئات من عناصر الحرس الجمهوري الموالين للعميد طارق محمد عبد الله صالح، والمرابطين في جنوب يختل، حول الانضمام إليها. وبشكل مفاجئ، انضم جنود الحرس الجمهوري الذين تمتد مواقعهم إلى قرب مدينة الخوخة التي تبعد عن يختل 41 كلم إلى قوات «التحالف»، وبدأت بالتقدم نحو مدينة الخوخة ظهر اليوم نفسه. وباستثناء مقاومة طفيفة من بعض القوات الموالية لـ«أنصار الله»، تم دخول مدينة الخوخة دون مواجهات، إلا أن قوات «التحالف» استمرت بالتقدم إلى ما بعد (الخوخة)، حيث تقدمت مساء الجمعة شمالاً نحو منطقة وميناء الحيمة التي تبعد نحو 15 كلم من الخوخة، بعد سيطرتها على معسكر «أبو موسى الأشعري»، وحاولت صباح السبت التقدم نحو مدينة حيس التي كانت تبعد عن تلك القوات 12 كلم فقط.

تأكيد

وفيما لم تعلق «أنصار الله» على انضمام قوات من الحرس الجمهوري للقتال مع «التحالف» في يختل والخوخة، أكد قائد قوات «التحالف العربي» على الساحل الغربي في اليمن، العميد الركن عبد السلام الشحي، في تصريح صحافي أن هناك تعاوناً من الحرس الجمهوري مع قوات «التحالف» بمبادرة من الحرس، وأكد الشحي مشاركة قوات إماراتية وسودانية و«المقاومة الجنوبية» في المواجهات.

تعثر المواجهات

مساء السبت، تعثرت المرحلة الثانية من معركة الساحل الغربي على مشارف مدينة حيس بعد أن واجهت مقاومة عنيفة من القوات الموالية لـ«أنصار الله» التي فاجأت تلك القوات بقطع بالسيطرة على طريق الإمدادات العسكرية الرابط بين الخوخة والمخا، ومنعت أي تعزيزات عسكرية من التقدم نحو الخوخة.

مصدر عسكري مقرب من «أنصار الله»، أكد لـ«العربي» سيطرة القوات الموالية لصنعاء صباح السبت على قرية قطابة، الواقعه بين الخوخة والمخا، واستعادة سوق يختل بالكامل من القوات الموالية لـ«التحالف»، كما تم تدمير سبع مدرعات كانت في طريقها إلى الخوخة، وإحراق عدد من الأطقم العسكرية، وأسر حماية تلك التعزيزات ومصادرة طقمين. وبالتزامن مع تلك العمليات، تجددت المواجهات العسكرية بين القوات الموالية لـ«أنصار الله» و«المقاومة الجنوبية» الموالية لـ«التحالف العربي»، استعادت من خلالها «أنصار الله» منطقة الحيمة وميناءها بعد يوم واحد من سقوطها بيد تلك القوات.

إنقلاب الموازين

على الرغم من الفارق في العتاد والعدة في معركة الساحل الغربي، إلا أن مسار المواجهات العسكرية في مديرية الخوخة انقلب بشكل كبير لصالح القوات المواليه لـ«أنصار الله»، فالقوات الموالية لـ«التحالف» فقدت خطوط الإمداد الأساسية من مدينة المخا، وخسرت العشرات من القتلى والجرحى خلال المواجهات التي دارت في منطقة الحيمة ومينائها السبت الماضي.

ووفقاً لمصادر طبية في مدينة عدن، فإن عدداً من جثامين المقاتلين في صفوف القوات الموالية للإمارات وصلت بعض مستشفيات عدن خلال الأيام الماضية، قادمة من جبهات الساحل الغربي.

على مشارف الخوخة

القوات الموالية لـ«التحالف»، والتي أعلنت أن قواتها على مشارف مدينة زبيد والتحيتا، عادت أمس الاثنين، لتتهم قوات «أنصار الله» باستهداف المدنيين في مدينة الخوخة بالأسلحة الثقيلة، وبررت تعثرها في إحراز أي تقدم بتمشيط مزارع في ضواحي حيس، إلا أن الحقيقة أن مكاسبها على الأرض، حققتها بصفقة غامضة مع قوات تابعة للحرس الجمهوري، عقب مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح في مواجهات صنعاء.

من جانبه، أكد مصدر عسكري في محافظة الحديدة لـ«العربي» أن قوات «أنصار الله» استعادت معسكر «أبو موسى الأشعري» وتقدمت باتجاه مدينة الخوخة، وسيطرت على دوار الخوخة الواقع شمال المدينة الذي يتفرع من طريق رئيسي يصل حيس بالخوخة، وطريق آخر يصل الخوخة بالخط الساحلي الذي يصل إلى مدينة الحديدة.

كما أكد المصدر سيطرة «أنصار الله» على منطقة المعاهد التي يقع فيها المعهد التقني في ضواحي الخوخة صباح الثلاثاء. وأشار المصدر إلى أن «قوات الجيش واللجان الشعبية أحكمت سيطرتها من اتجاهيين على القوات الموالية للتحالف في الخوخة وتمكنت من حصر تلك القوات في منطقة ضيقة في المدينة».

المصدر : العربي

زر الذهاب إلى الأعلى