أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

أمريكا تبلغ ابن سلمان “قلقها” من استمرار الحرب في اليمن .. لماذا ظهر هذا القلق الآن..؟ وما هي عناصر التسوية المقترحة..؟

 يمنات

أن تتصدّر الحَرب في اليمن مُباحثات الأمير محمد بن سلمان، وليّ العَهد السعوديّ مع المَسؤولين الأمريكيين أثناء زِيارته الحاليّة لواشنطن، فهذا أمرٌ مُتوقَّع، ولكن أن تتغيّر اللّهجة الأمريكيّة تُجاه هذهِ الحَرب على المُستَويين التّنفيذي والتّشريعي في الوَقت نفسِه فهذا أمرٌ لافِت للنَّظر.

حتى نكون أكثر وُضوحًا، ونَبتعِد عن العُموميّات فإنّنا نتحدّث هُنا عن تطوّرين مُهِمَّين:

  • الأوّل: في مَجلس الشيوخ الأمريكي عندما تَقدّم 15 شيخًا من الحِزبين الجُمهوري والدِّيمقراطي، بمَشروع قرار يَمنع التدخُّل العَسكري الأمريكي في الحَرب على التصويت، وحَظِي بمُوافقة 44 مُؤيِّدًا ومُعارَضة 55 آخرين، وتزامنت هذهِ الخُطوة غير المَسبوقة مع زيارة الأمير بن سلمان لواشنطن.
  • الثاني: إبلاغ جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي ضيفه، ونظيره السعودي، أنّه باتَ مِن المُحتَّم على السعوديّة وأمريكا بَذل جُهود أكبر لإنهاء “النِّزاع اليَمني”، وإحياء التحرُّك للتوصُّل إلى حلٍّ سِلميٍّ يُنهي الحَرب بشُروط إيجابيّة لمَصلحة الشَّعب اليَمني ولأمن الدُّول في شِبه الجزيرة العَربيّة.

هذان التطوُّران اللّافِتان، سِواء في الإدارة الأمريكيّة أو مجلس الشيوخ، يَعكِسان حالةً من القَلق من جرّاء استمرار هذهِ الحَرب ودُخولِها عامَها الرَّابِع دُون وجود أيِّ مُؤشِّر على قُرب حَسمِها سِلمًا أو حَربًا.

لم يُوضِح وزير الدفاع الأمريكي نَوعيّة الجُهود التي يَجِب أن تَبذُلها الدَّولتان، السعوديّة وأمريكا لإنهاء هذه الحَرب، ولكن من الواضِح أن المملكة العربيّة السعوديّة تتعرّض لضُغوطٍ أمريكيّة للتحلِّي بالمُرونة، والتخلِّي عن مَواقِفها المُتشدِّدة الحاليّة، والإقدام على حِوارٍ مع الأطراف المَعنيّة في هذهِ الأزمة، وأبرزها تيّار “أنصار الله” الحوثي.

استمرار الحرب اليمنيّة باتَ يُشكِّل عِبئًا سياسيًّا وماليًّا وإنسانيًّا على كاهِل المملكة، وذَكرت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانيّة الرَّصينة قبل أيّام نَقلاً عن مَسؤولٍ سُعوديّ أن تَكلُفة هذهِ الحَرب في السَّنوات الثَّلاث الماضِية زادت عن 120 مليار دولار، وهُناك تقديرات مُستقلَّة تقول بأنّ الرَّقم الحقيقيّ يَقترِب من 200 مليار دولار، وأصبحت “جَرائِم الحَرب” التي ترتكبها غارات طَيران التحالف العربي بقِيادة السعوديّة كابوسًا يُطارِد المَسؤولين السعوديين في كُل مكان يزورونه، ناهِيك عن الحَملات الإعلاميّة المُكثَّفة المُعارِضة لها، أي للغارات، التي باتت شِبه يوميّة في برامِج مَحطّات التَّلفزة والصَّفحات الأولى في الصُّحف الغَربيّة الكُبرى.

أعلنت القِيادة الحوثيّة ، الخميس، عن إطلاق صاروخ باليستي على شركة “أرامكو” في نجران، وقبل ثلاثة أيّام أكّدت إصابة طائِرة سعوديّة من طِراز “إف 16” كانت تخترق الأجواء اليمنيّة، ممّا يعني أن هُناك تطوّرًا نَوعيًّا في القُدرات العسكريّة لحركة “أنصار الله” الحوثيّة التي باتَت تَقود هذهِ الحرب ضِد السعوديّة وحُلفائِها شِبه مُنفَرِدة.

الحَرب السعوديّة على اليَمن لم تُحَقِّق مُعظَم أهدافها، بل باتت تُعطي نتائج عكسيّة، فالرئيس “الشرعي” عبد ربه منصور هادي افتقد مُعظَم شرعيّته بعد تَردّد أنباء بأنّه موضوع تحت الإقامة الجَبريّة في قَصرِه بالرِّياض، وبَدأ وزراؤه يستقيلون من وظائِفهم الواحِد تِلو الآخر، والأوضاع الإنسانيّة في اليمن، سواء في المَناطِق التي تقع تحت سَيطرة التَّحالف بعد “تحريرها” أو تحت سيطرة الحوثيين، تزداد تَدهورًا.

لا نعرف طبيعة “الحَل” الذي يتحدّث عنه الأمريكيون، وكيف سيَتم التَّفاوض عليه، ومَن هِي الجِهات المُشارِكة، ولكن قَول الوزير ماتيس أن السعوديّة “جُزءٌ” من الحَل، وليس بوّابته الوَحيدة ربّما يَشي بالكَثير.

نحن في هذهِ الصَّحيفة “رأي اليوم” مع الحَل السِّلمي، وبأسْرَعِ وَقتٍ مُمكن، لأن الحَسم العَسكريّ باتَ مُستحيلاً، ويُعطِي نتائِجَ عَكسيّة على أصحابِه، ومن يَرى غير ذلك لا يَعرِف اليَمن ولا يَعرِف اليَمنيين.

افتتاحية رأي اليوم

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى