أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

“سناء محيدلي تعز” تقهر الإرهاب وتعود إلي أسرتها بعد عشرة أيام من إختطافها .. القصة الكاملة لمعانات “سناء الصبري” وأسرتها وموقف الأجهزة الأمنية في المحافظة

يمنات – صنعاء

مكرم العزب

مثلت قضية اختطاف الطالبة الجامعية سناء عبد الحميد الصبري صدمة هزت اركان المجتمع التعزي بشكل خاص و اليمني بشكل عام كونها ظاهرة دخيلة على مجتمع محافظ.

مثلت هذه القضية نقطة سوداء في محافظة تعز التي عرفت بتاريخها الثقافي والمدني المحافظ، المحافظة التي يحاول محافظها الأمين بكل ما اوتي من قوة ان يعيد لها ألقها وأمنها واستقرارها، إلا ان هناك من يحاول ان يعيق ذلك الجهد.

سناء خطفت قبل عشرة أيام اثناء توجهها إلى جامعتها لاداء الاختبار بعد ان تلقت تهديدات بابلاغ والدها ان يحذر ويتوقف عن نقد حزب…….. ؟!!

و اشعلت عملية اختطافها حالة من الخوف والقلق من مآلات الوضع في مدينة تعز، وتحركت كل فئات المجتمع في تعز وشباب وطلاب واعلاميين وناشطين ومنظمات المجتمع المدني ونظمت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية للمطالبة بالتحرك لوضع حدا لمثل هكذا ظاهرة اعتبروها تمثل تهديد للقيم والاخلاق الدينية والمجتمعية.

و بقيمها وتربيتها التي غرستها فيها اسرتها تمكنت سناء محيدلي تعز ان تقهر خاطفيها وتعود إلى اسرتها سالمة مرفوعة الرأس كما كان يؤكد والدها المهندس عبد الحميد في كل تصريحاته اثناء غيابها في غياهيب الاختطاف والاخفاء القصري.

و كما وعدناكم بايراد تفاصيل عملية الاختطاف وتمكنها من الفرار من ايدي خاطفيها….

قال لنا والدها المهندس عبدالحميد الصبري حين التقينا به اليوم صباحا: “حين ولدت سميتها سناء تكريما للبطلة العربية سناء محيدلي “عروس الجنوب” التي قهرت الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان في ٩ ابريل/نيسان ١٩٨٥م، و نفذت عملية فدائية اودت بحياة عشرات الصهاينة، و أنا علي ثقة بأن سناء ستقهر خاطفيها.

اليوم صباحا كنت مع الصديق العزيز العقيد سرحان المحيا على موعد لنلتقي بأسرة سناء، بغرض البحث عن سُبل الوصول إلى سناء، ولكن فوجئنا بأننا سنكون مشاركين بموكب رسمي يمثل إدارة أمن تعز وحراسة جامعة تعز لاستقبال سناء.

في البداية التقينا بمدير أمن المحافطة الذي وجه باستقبال سناء وتقديم اللازم في استكمال التحقيقات، ومعرفة ملابسات الإختطاف، وكلف الرائد صلاح عبدالجليل و المقدم موسى شداد بالمهمة.

كانت الطريق إليها بعيدة بقياس الشوق والخوف الذي كان يعتري والدها، كنا نتسأل: أي نوع من البشر أولئك الذين تمتد أياديهم لاختطاف فتاة لم تؤذ أحد يوما، ولا تحمل في نفسها أي ضغينة أو حقد لأحد، فتاة في ربيع شبابها يحترمها كل محيطها الأسري وكل زملائها في الجامعة ويشهد لها بحسن الخلق و بالتفوق العلمي، فتاة واثقة من نفسها، برئية الطباع لم تتلوث يوما بصخب وزيف الحياة، كل همها أن تكون متوفقة في نتائج اختباراتها في كلية التجارة، قسم المحاسبة، سنة ثانية، فما الدوافع الحقيقية لهذه الجريمة الغريبة علي مجتمعنا و التي أرقت أسرتها ومجتمعها لعشرة أيام..؟.

مر الزمن ثقيلا حتى التقينا بها في رأس نقيل “أبو رباح” بمديرية المسراخ وبرفقة بعض أصدقاء والدها القادمون من صنعاء.

في البداية كان عناق الأب المناضل مع كَبِده “سناء محيدلي” كما يحب أن يسميها، عناق حميم جمع الأب المكلوم مع البراءة المخطوفة ومن ثم أجشهوا بالبكاء وانهمرت الدموع،  دموع الحزن لما آل إليه الوطن  و دموع الفرح بنجاة عروس تعز، وقدرتها الأسطورية بمقاومة البغاة الخاطفين، وتمكنها من الفرار من موت محقق،في هذه اللحظة لم يتمكن الحاضرون من حبس دموعهم، حتي غسلت مآقيهم قطرات الخوف من واقع مؤلم، ومستقبل مظلم.

في السيارة التي حملتنا عائدين إلي بيت والدها في مدينة تعز، لم نتمكن من كبح جماح فضولنا فسألناها أن تحكي لنا قصة خطفها، وكيف..؟ ولماذا..؟ وأين ومتى..؟ سأنقل لكم جوهر حديثها كما ورد فقد قالت:
“قبل أيام من الاختطاف كان يواجهني أشخاص ويقولون لي أنت بنت المهندس عبدالحميد الصبري اجيبهم بنعم، و كانوا يقولون لي: قولي لأبوك يبطل انتقاد حزب (….) قبل يوم من اختطافي قال لي شخص أبوك قيادي ناصري ابلغيه يحذر من الاصلاحيين، أبلغت أبي بهذا الموضوع، و في صباح الخميس كنت كالعادة ذاهبة لأداء اختبار مادة الاحصاء في الجامعة، وقفت باصا – كالعادة – من أمام بيتنا علي الطريق الرئسي في شارع الثلاثين لاذهب إلي بير باشا، كان في الباص السائق و رجل أخر، لم التفت لهما لأعرف وجوههم واشكالهم … و قال أحدهم مازحا: لم تلق إلا هذا الباص لتركبي عليه،خفت فقال لي ذاك الرجل: لا تخافي و بعد زمن لم يتجاوز بعض دقائق أخذ الرجل الموجود خلفي بتكميمي بمادة يبدو أنها مخدرة وأغمي علي و لم أصحو إلا بعد زمن،  كنت في شقة داخل مدينة تعز يبدو انها بعيدة ومنعزلة، و قاومت المختطفين وامتنعت عن الأكل والشرب حتى مرضت، فحاول المختطفون احضار الأكل والشرب والدواء، فامتنعت عنه .. حاولوا اسعافي إلى أي مستشفى لكنهم خافوا أن يتعرف علي أحد في تعز، فأخذوني في باص، كان السائق وجهه مفتوحا ولم يغطيه، بينما الرجل الأخر ركب بجنبي وهو يحط االلثام علي وجهه .. وكانوا في الطريق يهددوني من أي كلام، فخفت علي نفسي فوصلنا إلي إب، واعطي لي مغذيات، في أحد المستشفيات، ثم أخدوني إلى صنعاء.

سألناها: كيف استطعت الهروب من أيادي المختطفين في صنعاء..؟

قالت: ذهبوا لاسعافي إلى أحد المستشفيات في صنعاء، و هناك اسعفتني أحد الطبيبات، و عندما صحوت اخبرت الطبية التي اتحفظ على اسمها، بأني مخطوفة من تعز من قبل شخصين لا أعرفهم .. واعطيتها رقم والدي، فاتصلت به، و استطاعت الطبيبة تهريبي من المستشفى و غيرت لي ملابسي التي توسخت، وتواصل والدي بأصدقائه في صنعاء الذين أخذوني معهم إلى تعز.

اضافت وهي ترسل تنهيدة عميقة والحزن في محياها:
سالتني الطبيبة في أي حزب أبوك..؟ اجبت ناصري، فقالت الطبيبة: هذا أنظف حزب في اليمن من بين كل الأحزاب.

سألنا سناء أيضا: هل تم ضربك او مؤاذاتك..؟

قالت: لم يضربوني ولم يؤذوني وكانوا يتركوني بغرفة لوحدي، ويعطوني الطعام وكنت ارفضه..

كانت هذه قصة الاختطاف للطالبة سناء عبدالحميد الصبري، لكن يظل لدينا استفهامات نقدمها للأجهزة الأمنية عن دورها في ضبط المجرمين.

توجهنا بالسؤال للمقدم موسى شداد الذي كان معنا في استقبال و استلام سناء فقال باقتضاب:
اوصل رسالتي إلى العناصر المندسة في محافطة تعز، والتي تحاول أن تنال من نسيجنا الاجتماعي، بأننا قد قبضنا على بعض من خيوطهم وأياديهم داخل المحافظة، ونحن في طريقنا لمتابعة وتعقب المجرمين حتى وإن كانوا خارج محافظتنا إن شاء الله، ولدينا المعلومات الكافية عنهم، ولن نتركهم..

كما قال الرائد صلاح عبدالجليل في معرض اجابته علي السؤال السابق:
مثل هذه القضايا تحتاج إلى تفاعل شعبي ومجتمعي من كل قطاعات المجتمع، وقد لاحظنا هذا التفاعل الشعبي مع قضية اختطاف سناء عبدالحميد، مما جعلنا نتحرك صوب اعادة الفتاة الي اسرتها اولا، ومن ثم استقصاء المعلومات التي تؤكد لنا وجود خيوط لشبكات اجرمية ترتكب مثل هذه الأفعال، وقد وصلنا إلى نتائج طيبة.

واضاف صلاح سنستمر بالبحث ومراقبة تلك الشبكات الاجرامية لنحد من ظاهرة الجريمة بانواعها، كل ذلك بجهود ومتابعة ادارة الأمن في المحافظة بقيادة العميد منصور الأكحلي مدير ادارة الأمن.

و بعد أن وصلنا إلى منزل والد سناء المهندس عبدالحميد الصبري، قدم الشكر للاجهزة الأمنية في المحافطة لما تبذله من جهد في تعقب المجرمين وطالبها بسرعة القبض على المجرمين الذين اختطفوا ابنته، واحالتهم الي الجهات المختصة لينالوا جزاءهم العادل، وجعلهم عبرة لمن تسول له نفسه في ارتكاب مثل هذه الجرائم الدخيلة على مجتمعنا.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى