العرض في الرئيسةعربية ودولية

مجلة امريكية: كتاب يكشف كيف تآمرت “سي آي إي” مع السعودية لإخفاء أسرار هجمات 11 سبتمبر

يمنات – وكالات

تطرقت مجلة “نيوزيوك” إلى كتاب صدر حديثا كشف عن معلومات جديدة هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 التي استهدفت نيويورك وواشنطن وكيف حاولت المخابرات الامريكية (سي آي إي) إخفاء الحقيقة. ففي كتاب “كلاب الحراسة لم تنبح: سي آي إيه وأن أس إي وجرائم الحرب على الإرهاب” يقدم كاتباه مناقشة قوية حول محاولة الحكومة التغطية على الأحداث بتواطؤ سعودي.

ويأمل مؤلفا الكتاب جون دافي وري نووسيلسكي تركيز الإنتباه من جديد على ما جرى من تغطية وتكتم . وقاما بعمليات تنقيب عميقة في الأحداث ووجدا ثقوبا وتناقضات في الرواية الرسمية عن الأحداث التي “فشلت في ربط النقاط مع بعضها البعض”. ودافي هو ناشط يساري كاتب ومدافع عن البيئة أما نووسيلسكي فهو صانع أفلام قاما بالبحث عن ثقوب في الرواية الرسمية خاصة كتاب لورنس رايت “البرج الغامض: القاعدة والطريق إلى 9/11″ والذي حاز مؤلفه على جائزة بوليتزر وتحول بداية العام الحالي إلى مسلسل درامي وثائقي. وجاء المؤلفان برصيد أعطاهما مصداقية حيث استطاعا في عام 2009 الحصول على موافقة مدير مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض ريتشارد كلارك في أثناء إدارتي كل من بيل كلينتون وجورج دبليو بوش.

2

وفي المقابلة عبر كلارك عن غضبه من مدير سي آي إيه جورج تينت الذي اتهمه بإخفاء معلومات مهمة عنه تتعلق بدخول كل من خالد المحضار ونواف الحازمي إلى أمريكا. وكان تينت قد أخبر الكونغرس في عام 2002 إنه لم يكن واعياً للخطر القادم لأن الكابل/ البرقية التي وردت للوحدة في سي آي إيه لم تكن معلمة بـ “عاجل” في إشارة لدخول المحضار والحازمي ولهذا لم يقرأ البرقية أحد. إلا أن القصة تم دحضها بعد خمسة أعوام من قبل السناتور رون ويدن وكيت بوند حيث كشفا عن تلخيص للتحقيق الداخلي الذي أجرته سي آي إيه وأن ما بين 50- 60 عميلاً قرأ ما بين برقية إلى ست برقيات احتوت على معلومات سفر تتعلق بهؤلاء الإرهابيين. وغضب كلارك عندما اكتشف الأمر خاصة أنه كان يثق بتينت الذي كان صديقا وزميلا. وكتب في عام 2009 كتابا تحت عنوان “حكومتكم تخلت عنكم” والذي تجاهلته المؤسسة بشكل كام ولهذا وعندما قام دافي ونوسيلسكي اتصلا به رحب بهما. وقال لهما “اعتقدت ولوقت طويل أن واحدا أو اثنين من العاملين الصغار تلقيا هذا (المعلومة عن الحازمي والمحضار) ولم يعرفا قيمتها” و “لكن 55 أو 50 من ضباط السي آي إيه كانوا يعرفون بهذا بمن فيهم تينت وكل الذين كانوا يتحدثون معي بشكل منتظم”. وطوال هذه السنوات فلا يزال السبب الذي جعل سي آي إيه التكتم على تفاصيل مهمة وعدم مشاركة أف بي آي بها غير واضح. ويعتقد كلارك وغيره من المطلعين بمكافحة الإرهاب أن سي آي إيه كانت تخطط لتجنيد كل من المحضار والحازمي وتحويلهما لعميلين مزدوجين.

فلو اكتشف أف بي آي أنهما في كاليفورنيا لطلب اعتقالهما أو هكذا تقول النظرية. وعندما فشلت الخطة أخفى تينت المعلومة عن كلارك حتى لا يتهما بارتكاب مخالفة وإساءة استخدام السلطة. وهذا هو التفسير المنطقي الوحيد لإخفاء المعلومات عن وصول الحازمي والمحضار حتى بعد الهجمات. ويقول كلارك “أخبرونا بكل شيء إلا هذا”. ورد كل من ريتش بلي وكوفير بلاك نائبا تينت في مجال مكافحة الإرهاب ببيان قالا إن كلام كلارك “متهور وخطأ”. ولم يكن كلارك الوحيد الذي أبدى شكا في المعلومة بل وجد الباحثان عملاء في أف بي أي ومسؤولين كانت لديهم شكوكهم. والخلاف الوحيد بينهم هو عن الشخص المسؤول عن إخفاء المعلومة. ويرى ديل واتسون، نائب مدير أف بي آي لمكافحة الإرهاب أن من قام بالتكتم هم أشخاص يعملون تحت تنيت ومساعديه من وحدة أليك المتخصصة بمراقبة أسامة بن لادن. ويعتقد بات دامورو من مكتب مكافحة الإرهاب في أف بي آي أن التكتم ذهب بعيدا للقيادة العليا في سي آي إيه “وليس هؤلاء المدراء، ولا أعرف حتى اليوم لماذا لم يرسلوها”.

أما عن التواطؤ السعودي فقد وجد الكاتبان معلومات جديدة في ضوء ما تم الكشف عنه منذ الهجمات.

ففي عام 2004 قالت لجنة التحقيق في الهجمات أنها لم تعثر على دليل يربط الحكومة السعودية أو أي مؤسسة فيها بدعم العمليات ولا المسؤولين. وبعد عام وجد المفتش العام في سي آي إيه أن مسؤولين في الوكالة “تكهنوا” بوجود “متعاطفين معارضين داخل الحكومة” (متطرفين دينيين) وربما قام بدعم بن لادن. وكشفت تحقيقات لاحقة أن مسؤولين في وزارة الشؤون الدينية كانوا ناشطين في مساعدة الخاطفين للإستقرار في كاليفورنيا. وهو ما دفع مئات العائلات من ضحايا الهجمات لتقديم دعاوى قضائية للمحاكم الفدرالية في نيويورك العام الماضي للحصول على تعويضات من السعودية.

وقال أندرو مالوني، محامي العائلات في تصريحات لمجلة “نيوزويك” إن “المخابرات السعودية اعترفت بانها كانت تعرف من هم هذان الشخصان” و “كانوا يعرفون أنهمامن القاعدة ووصلا إلى لوس أنجليس. ومن هنا فأي فكرة تقول أن السعودية ساعدت كل السعوديين خطأ، فقد كانوا يعرفون وكذا سي آي إيه”. وقدمت الحكومة السعودية حوالي 6.800 صفحة مكتوبة بالعربية ويقوم مالوني وفريقة بتجرمتها. وقال “تحتوي هذه على أمور مثيرة” و “هناك بعض الثغرات” حيث سيعود للمحكمة في تشرين الأول (أكتوبر) للحصول على معلومات أخرى. ويريد الكشف عن دور مسؤول سعودي في القنصلية السعودية بلوس أنجليس، فهد الثميري وكان إماما في كالفر سيتي- كاليفورنيا الذي زاره الخاطفان. وفي عام 2003 أوقف الثميري بعد وصوله مطار لوس أنجليس في رحلة من ألمانيا ورحل من الولايات المتحدة “لاشتباه بعلاقاته مع الإرهاب”ولكنه لا يزال يعمل مع الحكومة في الرياض. وطلب مالوني في نيسان (إبريل) وثائق من أف بي آي عن الثميري وعمر البيومي الذي كان جاسوسا سعوديا في الولايات المتحدة وكان على علاقة مع الخاطفين. ولم يرد أف بي أي ويخطط مالوني بالتقدم بطلب رسمي يجبره على تسليم الوثائق. وفي شهادة تحت القسم أدلاها العميل في أف بي آي ستيفن مور واتهم فيها لجنة التحقيق الرسمية بتضليل الرأي العام عندما قالت إنها لم تعثر على أدلة تربط الحكومة السعودية بالهجمات ومساعدة كل من الحازمي والمحضار “كان من الواضح أن الثميري قدم الدعم للحازمي والمحضار” و “بناء على دليل تحقيقنا فقد كان البيومي عميلا سريا مرتبطا بالمتطرفين”. ويريد مالوني الحصول على وثائق من سي آي إيه ووزارة الخارجية والخزانة.

وعلق جيف ستين لـ”نيوزويك” أنه من السهل دفن الحقائق غير المريحة أكثر من مواجهتها مشيراً إلى الذكرى السابعة عشرة على الهجمات التي قتل فيها أكثر من ثلاثة آلاف شخص والتي كان من الممكن كما يقول الكاتب تجنب وقوعها. ولكن لمئات العائلات وعدد متزايج من عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي فإن إحياء ذكرى 9/11 الشهر المقبل سيرافقه الغضب المكتوم على ما يرونه مؤامرة الصمت بين المسؤولين الامريكيين والسعوديين بشأن الهجمات.

ونقلت المجلة عن علي صوفان الذي كان يعمل في مكتب مكافحة الإرهاب في أف بي آي “إنه مرعب ولا نزال لا نعرف ماذا حدث” خاصة أن مكتب التحقيقات ظل في الظلام بسبب رفض سي آي إيه مشاركته في معلومات عن تحركات المنفذين للعمليات. وبالنسبة لصوفان وغيره من مسؤولي مجلس الأمن القومي فالأسئلة التي لم يجب عليها بشأن الأحداث التي قادت إلى 11 إيلول (سبتمبر) 2001 يتقزم أمامها اغتيال جون أف كيندي . ويقول صوفان إن هجمات 9/11 “غيرت كل العالم” فهي لم تقد إلى غزو أفغانستان والعراق وتفكك الشرق الأوسط ونمو الجهادية المتطرفة العالمية بل ودفعت أمريكا لأن تصبح بلدا أمنيا قريبا من الدولة البوليسية. ويقول مارك روسيني، الذي كان واحدا من مسؤولين كلفهما أف بي أي للعمل في وحدة “أليك” المخصصة لأسامة بن لادن في “سي آي إيه” “أنا حزين لهذا”ومنع روسيني وزميلته من إبلاغ مسؤوليهم عن تحركات ناشطي القاعدة في الفترة ما بين صيف 2000 إلى خريف 2001 “كان واضحا أن الهجمات ما كان يجب أن تحدث ولم تتحقق العدالة”.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى