أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

«الإصلاح» و«اللواء 35» .. تحضيرات لمعركة فاصلة في ريف تعز؟

يمنات

مفيد الغيلاني

منذ اندلاع الحرب في مدينة تعز العام 2015 وحتى اليوم، دخلت المدينة منعطفات عدة في ميدان الحرب والاقتتال الداخلي بين فصائل «المقاومة»، الأمر الذي ضاعف من تعقيدات الصراع الخفي، وأحياناً المعلن، بين مختلف المكونات السياسية، ما أدى إلى تعقد الحياة برمتها. وظلت الحرب تولد صراعات متعددة الأطراف والمسميات، وبتمويل واحد.

اليوم وبعدما هدأت وتيرة الصراع بين مسلحي كتائب جماعة «أبو العباس» السلفية، والمدعومة إماراتياً، ومسلحي «محور تعز» الموالي لـ«الإصلاح»، بشقيه المدعوم قطرياً وسعودياً، داخل المدينة، ظهر صراع جديد، في منطقة الحجرية، على بعد 45 كيلو متر من مدينة تعز.

رياح تسبق العاصفة

مصادر عسكرية أفادت لـ«العربي»، بأن «قيادة محور تعز أصدرت قراراً بتعيين القيادي العسكري الموالي لحزب الإصلاح أبو بكر الجبولي، قائداً للواء الرابع مشاه جبلي، وأمرت بنقل المئات من المجندين الذين تم تدريبهم مؤخراً إلى مرفق تعليمي بمنطقة الأصابح، قرب مدينة التربة، جنوب تعز». وأكدت المصادر، أن «قرابة 300 مجند تم نقلهم إلى المعهد المتنازع عليه، بين اللواء الرابع مشاه، وأهالي المنطقة، تأهباً للمواجهة العسكرية المتوقعة مع اللواء 35 مدرع، الذي يرفض تواجد معسكرات للواء الرابع المستحدث في نطاق سيطرته جنوب تعز».

وأضافت أن «قرابة 500 فرد من تم نقلهم من اللواء 35 مدرع وضمهم إلى اللواء الرابع مشاة جبلي بغرض خلخلة، بالإضافة إلى تجنيد قرابة ألف فرد من أبناء مناطق الأصابح والقريشة والمقاطرة والصبيحة». ولفتت المصادر العسكرية إلى أن «قيادة المحور سعت بالتوازي مع ذلك إلى إنشاء معسكر آخر في منطقة يفرس بجبل حبشي، جنوب غرب تعز، بغرض فرض طوق عسكري على قوات اللواء 35 مدرع الموالية للإمارات».

فشل التهدئة

التوتر الأمني والعسكري، في ريف تعز الجنوبي استدعى قيادة السلطة المحلية والعسكرية في المدينة، للدخول على الخط، وبرغم الاتفاق الذي تم بين الطرفين، فإنه لم يكتب له النجاح حتى اللحظة.

وأفادت مصادر عسكرية مطلعة، لـ«العربي»، بأن «الاتفاق الذي عقد بقيادة السلطة المحلية والقيادات العسكرية في منطقة الخيامي قبل أيام، قضى بأن يتم رفع اللواء الرابع مشاة جبلي من الحجرية، وكذا رفع النقاط المستحدثة والعشوائية، والإبقاء على 17 نقطة بحسب قرار اللجنة الأمنية سابقاً، والتي أشرف عليها محافظ المحافظة».

وأوضحت أن «الاتفاق تم بحضور وكيل أول عبد القوي المخلافي، والوكيل عارف جامل، والوكيل رشاد الاكحلي، والعميد الركن عبدالعزيز المجيدي أركان حرب المحور قائد اللواء 170، والعقيد عبده البحيري، والعقيد عبدالحكيم الجبزي عملية اللواء 35 مدرع، والعقيد محمد شمسان ضابط الأمن والنظام في اللواء 35 مدرع، والقائد ناظم العقلاني».

معركة التصريحات

وفي السياق، كشف قائد اللواء 35 مدرع، العميد الركن عدنان الحمادي، في مؤتمر صحافي عقده أمس الخميس في مدينة التربة، وبحضور عدد من الصحافيين والإعلاميين، أنه «تم الإتفاق في لقاء الخيامي، على تشكيل لجنة بقيادة وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن عبدالكريم الصبري، لتنفيذ رفع كافة النقاط المستحدث ابتداء من نقطة رأس هيجة العبد»، موضحاً أنه تم «إبقاء 17 نقطة أمنية وعسكرية من النقاط المتفق عليها من قبل السلطة المحلية سابقاً، وتم رفع النقاط من خط المعافر وليس مدينة التربة التي تعتبر هي الأساس في إزالة أسباب التوتر».

وأضاف أن «الإتفاق نص أيضاً على بقاء القطاع العسكري التابع للواء 35 مدرع كما كان عليه سابقاً، والذي يضم عدداً من المواقع أبرزها موقع الجاهلي وهيجة العبد وجبهة حيفان، على أن تسلم مهمة حفظ الأمن في مدينة التربة للأمن العام والقوات الخاصة».

وأوضح الحمادي، أنه «أبلغ قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بالمشكلة، ولكن من دون جدوى، الأمر الذي استدعى إبلاغ قيادة التحالف العربي، والتي بدورها وجهت قيادة المنطقة ومحور تعز، باتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المشكلة». وأكد أن «الطرف الآخر أعاق تنفيذ الإتفاق».

وحول الحديث عن تبعية اللواء للإمارات، كشف الحمادي، أن «جميع الألوية تتلقى دعمها من التحالف الذي تعتبر الإمارات جزء منه، وحتى اليوم، ما خلا اللواء 17 مشاة بقيادة الشمساني، الذي تم إيقاف الدعم عنه قبل أيام وهو يعرف السبب».

وأشار إلى أن «هذا التصعيد العسكري في المناطق الخاضعة لسيطرة اللواء يأتي في إطار التصعيد المسلح ضد اللواء 35 مدرع»، لافتاً إلى أن «قيادة المحور تركت التحشيد لقتال الحوثيين، وذهبت للتحشيد إلى منطقة التربة لحصار اللواء 35 مدرع».

وفي غضون ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم محور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، بعد ساعات من توقيع الإتفاق، في تصريح صحافي، إن «الاتفاق غير ملزم، وأنه لم يكن سوى لقاء روتيني يتم بين الحين والآخر».

وأضاف أن «الجيش لا يلتزم إلا بالتوجيهات العسكرية العليا، وأن الجيش حالياً في منطقة التربة يقوم بمهام عسكرية ضد الخارجين عن القانون والمطلوبين أمنياً والمتحوثين»، في إشارة إلى «اللواء 35 مدرع».

هذه المستجدات والتطورات المتسارعة، في ريف تعز الجنوبي، بين القوات الموالية لـ«الشرعية»، المدعومة إماراتياً، والقيادات العسكرية الموالية لحزب «الإصلاح» بشقيه المدعوم سعودياً وقطرياً، تشير وبحسب مراقبين، إلى أن «هناك مؤشرات لمعركة فاصلة بين الطرفين ستذهب بتعز إلى تصعيد أكبر»، مؤكدين أن مدينة تعز «وفي ظل جولات الصراع المتجددة، ستظل رهينة أوضاع صعبة وحرجة، نتيجة للانفلات الأمني، والصراع المسلح بين فصائل المقاومة المتعددة، وهو ما سيفاقم من حدة الصراع، ويجعل تعز على صفيح ساخن وحدهم أبناء المدينة من يدفعون الثمن».

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى