أرشيف

دمنة خدير تبكي الساقي

الساقي عرف بأنه أنبل الجنود خدمة للقانون والوطن، حاله حال أي إنسان، يتقاضى راتباً من الدولة، ويقدم لها أكثر مما يقبض، ظل فترة تواجده في دمنة خدير التي امتدت لأكثر من ربع قرن في سلك الأمن، رجلاً وإنسانا ونبيلاً وشجاعاً، وجندياً مجهولاً  ..

 

هذا الإنسان الجندي يختلف تماماً عن قاعدة ” العسكري بليد للأذى فطنٌ كإن إبليس للطغيان رباه ” لذلك ظل قبل  مقتله “شاوشاً “في سجن أمن خدير، وهو مكان لا يجدر بالمسئولين مكافأته به لكنه تولى ذلك دون مضض، فإذا ما أدخل أي سجين زنزانته يشعر أنه في منزل الساقي و أكثر، حسب شهادات الكثير، لا يبالي  بـ “الرسامة ” ويمقت الارتزاق، ينحاز للإنسانية في كل مكان وزمان …

 

هكذا عاش مهموماً بالآخرين. ولهذا تحتل صورته أفئدة الناس هناك مثلما تحتل أغلب واجهات المحال  ..

 

إنه شهيد الإنسانية  (الساقي ) الذي قتل غدراً في كمين نصبه مسلحون أثناء تأديته لمهمة ليست من اختصاصاته حسب تأكيدات المطلعين، بكته خدير كما بكت “أم أمين” والحالتان تفصل بين وداعهما ستة أيام.

زر الذهاب إلى الأعلى