أرشيف

أصبع قتيل تشير إلى القاتل و تلف حبل المشنقة حول عنقه

صنع من خوفه نعلين ارتداهما و انطلق صوب وجهته دون تردد.لم يكن ذلك الطريق جديداً عليه؛ البارحة فقط كان أحد زواره و هاهو اليوم يكرر الزيارة.

الدقائق كانت تسرق من وقت الزمن )ع – ص ( وصل إلى هدفه كاليوم الراحل قرع باب البقال ابتاع جالوني ماء بهما سار إلى العمارة و أمام بابها كانت أصوات صفعات الرياح للحيطان التي لم يكسوها الاسمنت بعد توجس خيفة في النفس .العمارة خالية من البشر كانت كذلك قبل دخوله إليها قبل أن يصب الماء على القالب الإسمنتي داخل برميل الحديد و فجأة أحاطته أقدام الرجال من كل جانب واحد من ساكني الحي لاحظ دخوله العمارة يحمل الماء للمرة الثانية ظن أن عصبة من الصعاليك غزت العمارة وعلى الفور اصطحب بعض الجيران وسار إلى العمارة للتأكد من حقيقة الأمر ليجدوا )ع – ص ( قد أفرغ الماء في البرميل الحديدي ومازال واقفا جواره استدعى الجيران مالك العمارة وما أن وصل حتى أخذته الدهشة من قيام )ع – ص(  بذلك وظنا منه أنه مصاب بحالة نفسية كاد أن يخلي سبيله لولا أن ركل أحد الحاضرين البرميل ليكشف عن جريمة قتل كان )ع -ص (  يحاول إخفاءها فما كان قدومه إلى العمارة إلا لتفقد جثة شريكه )أ – ر ( الذي جمعته به علاقة سرقة و نشل لأكثر من عامين عاش خلالها )ع – ص ( ابن التاسعة و الثلاثين من عمرة مع )أ- ر (ذو الستة عشرة ربيعاً حياة من التشرد ينشلان من يقع في شراكهما التي ينصباها أمام المستشفيات والمؤسسات العامة خاصة أيام صرف المرتبات وذات نهار وبينما كانا يمضغان القات ويتقاسمان محصول اليوم في حديقة الثورة التي اعتادا على قضاء جلسات المقيل في أحد أركانها نشب بينهما خلاف تطور سريعا إلى عراك وشجار خمدت نيرانه سريعا بعد أن اتفقا على ما كان سبب الخلاف، وقررا القيام بجولة في الشوارع الفرعية المجاورة للحديقة وقبل أن تنتهي الجولة وبينما كانا جوار عمارة مازالت في طور التشييد طلب )ع – ص  (  من شريكه )أ – ر  ( الدخول إلى العمارة ، رضخ  )أ – ر ( لطلب شريكه الذي ما أن دخلا إلى العمارة حتى انهال عليه طعنا بخنجره بعدها قبع جوار جثة شريكه لبعض الوقت يفكر بكيفية التخلص منها. بحث )ع – ص (  عن وسيلة يخفي بها الجثة وأثناء بحثه في العمارة و جد برميلين من الحديد أحدهما مليء بالماء والآخر كان فارغاً تماما كما وجد كيسي اسمنت شبه متحجر وعلى الفور خطر بباله وضع جثة شريكه في البرميل وصب الاسمنت عليه بعد خلطه وبالفعل قام بذلك و لكنه حين قدم في اليوم التالي لتفقد قالب الاسمنت وجد الشروخ تعلو القالب ولمعرفته أن قالب الاسمنت بحاجة للرش بالماء لعدة أيام قام بشراء جالوني ماء من البقاله القريبة من العمارة و قام برش القالب الإسمنتي، وفي اليوم التالي قام بنفس الشيء إلا أن أحد ساكني الحي لاحظ ذلك وجمع الجيران للتحقق من لغز تردده على العمارة المهجورة ليكشف أحد الجيران اللغز أمام الحاضرين وأمام مالك العمارة حين ركل البرميل الذي وقع على الأرض لينشق جزءاً منه وتظهر أصبع الضحية وما أن شاهد الأصبع حتى صرخ أصبع آدمي عندها حاول )ع – ص (  الفرار إلا أن الموجودين حالوا بينه وبين ذلك و قاموا بتسليمه للجهات الأمنية وعند وصول القضية إلى القضاء أصدرت محكمة شمال الأمانة  حكم الإعدام ضد )ع – ص ( وتم تأييد الحكم من قبل محكمة الاستئناف و كذلك المحكمة العليا.

زر الذهاب إلى الأعلى