أرشيف

ملتقى الفضيلة يطالب بحسم حرب صعدة عسكرياً ويساند البشير

منذ الصباح الباكر توافدت الجماهير الملتحية متدفقة على قاعة أبوللو زرافات ووحدانا، بوسائل نقل جماعية أو عمومية. وتحت حراسة مشددة من رجال الأمن وآخرون ملتحون تم استقبال الزوار.

ثلاثمائة شاب غالبيتهم في سن المراهقة هو قوام اللجنة المنظمة للحفل تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، أولاها للحراسة الخارجية خارج سور قاعة أبوللو وداخل فنائها، والثانية للحراسة واستقبال الوافدين داخل القاعة، فيما الثالثة تولت مهمة توزيع  بيان الملتقى والمياه والمساعدة في المراقبة يقودها عشرة مما يمكن أن نسميهم بـ«الأمراء».

وإلى جانب ذلك كان ثمة ثمانية أطقم من قوات الأمن المركزي وعددا كبيراً من رجال أمن بالملابس المدنية وعشرون جندياً للبوابات، فيما توزع رجال مريبو الأشكال والمظاهر يرتدون نظارات شمسية على المكان داخله وخارجه، رجح الكثيرون أنهم تابعون للأمن القومي.

بمجرد دخولك القاعة يتم صرف كتيبين أحدهما من 12 صفحة ملونة طباعة فاخرة في باطنه بيان علماء اليمن تجاه الحملة منذ الإعلان عن الرغبة بإنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موقع من 93 عالم يتحدث في مجمله عن عداء الصحفيين للعلماء.

والثاني جاء في 39 صفحة متحدثاً عما أسماها «بدعة الكوتا النسائية» وحمل غلافه الخلفي حديثا للنبي: «لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة» برواية البخاري وآية قرآنية من سورة النساء: «الرجال قوامون على النساء».ووقع هذا الكتاب 117 ممن يسمون علماء.

 التدشين

بعد قراءة القرآن صعد المنصة «عبد المجيد الزنداني» ليستهل كلمته بعد الديباجة بالقول: «الأمر بالمعروف.. الأمر بكل خير ينفع الأمة في دينها ودنياها لا هدنة مع المنكر فمن رآه منكراً منكم فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه بعدها السقوط في الكفر والنفاق.». وأضاف: «أي أمة تقصر توعدها الله بالعقاب». ثم رفع كتيب بيان علماء اليمن تجاه الحملة الصحفية من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال: «انظروا فيها بيان العلماء حول الحفلات الماجنة وأقلام الكتاب والصحفيين التي هاجمت العلماء الذين طالبوا بحماية الفضيلة بعضهم قالوا هؤلاء العلماء أوغاد..». ثم صاح بأعلى صوته: «حتى شعرنا أننا في قربة في بلاد الإيمان في البلاد الذي يقسم المسؤولون فيها بالتمسك بالكتاب والسنة بعضهم قالوا دعوة العلماء رجعية من قال ذلك هو المتقدم إلى جهنم وبعضهم قال خلونا نجرب الرذيلة مثل ما جربنا الفضيلة..».

وبعد هجومه على الصحفيين أوضح: «لقد تواصل العلماء مع بعضهم ثم قرروا التواصل مع مشائخ القبائل وقد شعرنا أن الشيخ عبد الله -يقصد عبد الله الأحمر- حيا لم يمت، فقد تجاوب معنا الشيخ صادق والشيخ حسين وها قد جئناه باجتماعكم هذا أصبحتم أصحاب القرار لهذه المسألة» ثم غادر المنصة.

بعدها صعد الشيخ «أحمد الآنسي» لترشيح الزنداني رئيساً للجنة الفضيلة: «ما رأيكم.. عبد المجيد رئيسا لللجنة .؟» فارتفعت الأيادي وهلل الحاضرون قبل أن يطلب الشيخ الزنداني أن يكون الشيخ «صادق الأحمر» نائباً له جاذبا قوة إلى صفه.

توالت بعد ذلك كلمات المشائخ وكانت كلها تصب فيما تطرق له الصحفيون معتبرين ذلك خروجا عن الطاعة وتمرداً على الفضيلة.

وقال الشيخ الذارحي: «يريدون تعميم رغباتهم وإباحتهم ولكن اليوم ننتقل من مربع الدفاع إلى مربع الهجوم..» واصفا المعارضين لإنشاء هذه الهيئة بالطابور الخامس. واعتبر مقاهي الإنترنت مكان رذيلة مثل أماكن بيع الخمور وانتشار صور العاريات الماجنات والسعي من أجل التنصير حسب زعمه الغريب.

بعدها أخذ عبد المجيد الزنداني يسرد عدد من أسماء المشائخ الذي تم ضمهم للجنة الفضيلة في أخذ موافقة الجمهور بطريقة الديمقراطية الوهابية «الديمقراطية الأبوية» فكانوا يرفعون أيديهم على أي أسم يذيعه الزنداني، ومنهم «عبد الله الغادر» و«عبد الله خيران» و«عبد ربه القاضي» و«عبد الله البيضاني» و«مراد القوسي» و«عبد الله المقالح» وعدد كبير من المشائخ القبليين.

ثم اقترح تشكيل لجنة تتابع توصيات الملتقى وتكوين لجان في المحافظات والمطالبة تخفيض الأسعار وعدم محاكمة الرئيس السوداني عمر البشير والمطالبة بالإفراج عن سجناء تم سجنهم بغير مسوغ قانوني دون أن يحددوا أسمائهم.

خلال ذلك كان عبد ربه القاضي يرسل المذكرة تلو الأخرى إلى الزنداني، ربما كان يذكره بحرب صعدة، فسأل هذا الأخير: «هناك أناس يطرحون قضية صعدة.. ما رأيكم..؟» وهنا انتفض أربعة أشخاص كانوا في مقدمة الصفوف يهتفون: «الحسم العسكري..» وردد ذلك معهم الشيخ حسين الأحمر، وزاد العدد فابتسم الشيخ الزنداني وقال: «الحسم العسكري سيكون من ضمن مطالب ملتقى الفضيلة الأول..»

وهكذا تم تعبئة هيئة الفضيلة المزعومة بشيوخ القبائل والشخصيات الدينية والاجتماعية وأعضاء في مجلسي النواب والشورى ومسؤولين في الدولة وقيادات في الحزب الحاكم.

كان الملتقى أشبه بخطبة جمعة، ولم يسمح القائمون عليه للصحفيين بالاستفسار كما وعدوا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى