أرشيف

الحفيد الذي قتل جدته من أجل كومة مسامير

حدد نصب عينيه درب سير صوب هدف احتضنته افكار الجشع على ذلك الدرب نسج من الحكايات القديمة خيوط وهم حاك منها سجادة الحلم سعى بخبث لتحقيقه وحين انتهى من حياكة السجادة واكتملت ملامحها اكتشف انه كان على موعد مع كابوس مرعب قدم للوصول اليه روح جده قرباناً للموت وحصد منه قيودا تشد الوثاق على معصميه

تنطلق القصة لتحكي عن أحمد في السابعة عشرة من عمره من منزله بأحد أحياء العاصمة والملاصق لجدته أم والده تلك المرأة المسنة التي استنزفت السنوات من عمرها الشيء الكثير.. أحمد الحفيد منذ طفولته تستقبل أذناه حكايات عن ما تمتلكه الجدة من نقود ومصوغات ذهبية تكدسها في صندوق مخفي في أحد أركان المنزل.. روايات عدة لطالما سمعها عن الجدات وكيف يدعين الحاجة ليكدسن النقود جرت الأيام مع دولاب الزمن السريع وكبر أحمد لتكبر تلك الحكايات معه حين بلغ الخامسة عشرة من عمره ترك المدرسة ودخل إلى عالم العمل يتنقل بين المصانع إلا أن ما كان يعود عليه من عمله في تلك المصانع لم يكن سوى القليل من النقود أحمد حلم كثيراً بشراء باص يوفر من خلاله حياة أفضل حاول مراراً اقناع جدته بشراء الباص إلا أن محاولاته لم تقابل من قبل الجدة بأكثر من الضحك فمن أين تملك الجدة مالاً لشراء الباص عندها قرر أحمد التخلص من جدته والاستحواذ على ما لديها لتحقيق حلمه وظل يترقب أن تسنح له الفرصة لتنفيذ قراره ذات يوم طلبت الجدة من أحمد إيصالها إلى منزل أحد معاريفهم رحب احمد بالفكرة واعتبر أن الفرصة قد سنحت وأن حلمه على وشك التحقق رافق جدته وفي الطريق تاه بها في الأزقة إلى ان بلغ جوار بدروم لعمارة ما تزال في طور التشييد وهناك قذف بها إلى البدروم وألقى على رأسها حجراً أردتها قتيلة وعلى الفور انتزع مفاتيح الجدة وانطلق إلى منزلها يسابق الرياح وصل إلى المنزل فتح حقائب الجدة قلب بين محتويات الصناديق ليصاب بخيبة أمل فما وجده أحمد لم يكن سوى حفنة مسامير وحبات خرز ملونة تعود لمسابح بعثرها الزمن ونقود معدنية أقل من أن تصل إلى الثلاث مائة ريال انتاب أسرة أحمد القلق جراء غياب الجدة لتخنقهم المخاوف حين أكدوا من ذهبت اليهم عدم مشاهدتها تماماً في اليوم التالي تم العثور على جثة الجدة والقي القبض على أحمد كونه أخر شخص كانت برفقته وعندها أعترف أحمد بجريمته في محاضر التحقيق وأودع السجن المركزي في العاصمة صنعاء في قسم الأحداث ليصدر ضده الحكم بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً من المحكمة الابتدائية وتأييد محكمة الاستئناف الحكم في عام ألفين وثلاثة ومع مطلع عام ألفين وخمسة نقل احمد إلى قسم المساجين الكبار الذي سيقضي فيه باقي فترة العقوبة المنتهية عام ألفين وثمانية عشر.

زر الذهاب إلى الأعلى