أرشيف

فتيات يعقد قرانهن تحت حماية الشيخ

عندما تقف بك الصدفة أمام مشاعر تجول في خلجات ذات بحلم الارتباط بشخص ما ، يصنعا معاً عشاً زوجياً صغيراً.. وعندما ترمى الأشواك في طريق تلك المشاعر ويمتلئ الدرب بشراك ينصبها أقرب الناس إليك..عندها فقط يتحول الحلم إلى كابوس مخيف تجسد منه مخاوف الفراق قرار بتخطي كل الشراك وكسر كل الحواجز في سبيل تحويل الحلم إلى حقيقة حتى وان استخدمت بساط الخطأ..

هناك في محافظة حجة تجد تلك الحواجز أمام خطى قلوب المحبين.. فكم تجد من شاب وشابة اتفقا على الزواج سراً فيما بينهما وعندما يتقدم الخاطب إلى والد الفتاة طالباً يد ابنته التي أراد أن تكون شريكة عمره، لم يكن أمام الشاب إلا أحد الجوابين من والد الفتاة.. فقد يرفض الأب أو يوافق.

فأما أن يرفض ذلك قبل أن يسأل ابنته ويعرف جوابها وأما أن يوافق.. الرفض قد يكون لأسباب عدة أما أن الشاب فقير أو لنسبه وغير ذلك.. وإذا وافق الأب فتجد الشاب مثقلاً كاهله بطلبات الزواج فتجد والد الشاب يرفض ذلك وعندها لا يجد الشاب والفتاة أمامهما سوى أن يخرجا ليلاً في الظلام ويتسلقا الجبال باتجاه شيخ قبيلي من المشايخ الكبار يقوم بحماية الشاب والفتاة من بطش الوالدين وتعنتهم ويعقد القران على يد الشيخ بعد طلب مشائخ القبيلتين اللتين خرج منهما الشاب والفتاة. وتزف الفتاة إلى الشاب من بيت الشيخ..

المشاكل قد تحدث بعد الزواج حيث وأن الزوجين قد يتعرضا للخطر، فقد يُقتل أحدهما أو كلاهما بسبب الحقد الذي يصول ويجول في قلب والد الفتاة، داعماً عمله التعسفي أن زواج الفتاة بهذه الطريقة عار ويجب أن يمحى بالدم.

حالات كثيرة حدثت في محافظة حجة من هذا النوع.. فإلى متى يمكث الشاب على قارعة الطريق يبحث عن حل يخرجه من هذه العادات والتقاليد القبلية والتساؤل الذي يطرح نفسه هل يجد الشاب حلاً من الدولة والقبيلة ومحاربة غلاء المهور..؟ وهل تعزف القبيلة عن هذه العادات والتقاليد؟!

حامل بدون زواج

الشاب (م. م. د) أقدم على طلب يد الفتاة (أ. م) من والدها بعد أن اتفق هو والفتاة على الزواج وعندما تقدم الشاب لخطبتها رفض والدها أن يزوجه مبرراً رفضه نتيجة للمشاكل التي حدثت سابقاً بين الأسرتين، وعندها قرر الشاب والفتاة الهروب إلى الشيخ، وفي طريقهما اختلى الشاب بالفتاة وحين وصلا إلى الشيخ.. كان الشيخ يرسل لوالد الفتاة وشيخ قبيلته لكنهما رفضا أن يأتيا إلى الشيخ وظلت الفتاة والشاب فارين لدى الشيخ لمدة سبعة أشهر، وإذا بالفتاة حامل من الشاب خلال تلك الفترة وبعدها حضر والدها وشيخ قبيلتها وعقدا قرانها وتزوجا ولكن لم يبق من أن تضع حملها سوى شهرين.

عقد بعد ثلاثة أعوام

بعد تعنت والد الفتاة ورفضه أن يزوج (ح. ص) بابنته (أ. ش. ب) هرب الشاب والفتاة إلى أحد المشائخ الكبار بالمحافظة ليحميهما من بطش والد الفتاة.. وظلت القبيلتان تتصارعان لمدة ثلاث سنوات وخلال هذه السنوات أنجبت تلك الفتاة من زواجها طفلين، وبعد شريعة دامت طويلاً اتفقا على تسليم مبلغ مليون ونصف مليون ريال لوالد الفتاة مما اضطر والد الشاب إلى بيع كل ما يملك من الأراضي الزراعية التي يملكها لكي يسد المشكلة لكن حتى اللحظة لم تقبل أسرة الفتاة زيارة ابنتهما..

زر الذهاب إلى الأعلى