أرشيف

القرصنة الحديثة تعجز اساطيل العالم عن ردعها

مازالت وتيرة القرصنة في تصاعد مطرد ومخيف، ذلك انها بدأت تتعرض لسفن مهمة، على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، فمن هذه السفن ناقلات النفط العملاقة، أو حاملات الأعتدة والأسلحة العسكرية، وخاصة تلك التي اختطفت مؤخرا والتي كان بحوزتها مواد كيماوية. مما أدت هذه الأعمال إلى تأجيج مشاعر قادة الدول الكبرى، وتوعدهم بتصفية المارقين من القراصنة قبالة السواحل الصومالية، ولكن هذا بحد ذاته لا يعتبر الحل الأمثل والانجع، ذلك أن العديد من الأبرياء معرضون إلى الوقوع في شباك العمليات العسكرية، فالسواحل تلك تعج بأصحاب الزوارق الصغيرة من الصيادين وغيرهم، مما يزيد هذا الأمر من تعقد مسألة القضاء على القرصنة نهائيا، أضف إلى ذلك الاضطراب الحاصل في الصومال، وعدم قدرة الدولة برا على مواجهة التحديات هناك.

سماح مجلس الأمن الدولي بشن عمليات مطاردة ضد القراصنة
تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يسمح بعمليات دولية برية ضد القراصنة المسلحين في الصومال لكنه لم يصل إلى حد السماح بعمليات قصف جوي.
واقرت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الأمن بالاجماع قرارا جديدا يسمح بعمليات دولية على الاراضي الصومالية لمدة عام واحد.
وخلافا لنص مشروع سابق لا ينص القرار 1851 بشكل واضح على امكانية استخدام المجال الجوي الصومالي. بحسب فرانس برس.
ويجيز القرار للدول التي تشارك في مكافحة القرصنة البحرية اتخاذ كل الاجراءات اللازمة في الصومال لمنع الذين يستخدمون اراضيها للاعداد لعمليات قرصنة في عرض البحر او تسهيلها او القيام بها من التحرك.
والنص الذي رعته فرنسا واليونان وليبيريا وبلجيكا وكوريا الجنوبية هو رابع وثيقة يتبناها المجلس منذ حزيران/يونيو لمكافحة القرصنة البحرية قبالة سواحل الصومال.
وعقد المجلس اجتماعه بحضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيريها الروسي والبريطاني سيرغي لافروف وديفيد ميليباند ونائب وزير الخارجية الصيني هي يافي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وشددت رايس على التهديد المتزايد لحرية الملاحة” الذي تطرحه عمليات القرصنة البحرية وعلى اهمية رد مشترك ومتفق عليه.
واكدت الوزيرة الاميركية اهمية استقرار سياسي في الصومال التي تشهد حربا اهلية مستمرة منذ 1991 ولا سلطة لحكومتها الانتقالية سوى على جزء صغير من اراضيها.
من جهته قال ميليباند ان هذا القرار “اداة جديدة لمكافحة الذين يخططون ويسهلون ويرتكبون اعمال قرصنة انطلاقا من الاراضي الصومالية” مؤكدا ان اي عملية دولية على الاراضي الصومالية يجب ان تحصل على موافقة الحكومة الصومالية.
من جهته رحب الامين العام للامم المتحدة بالقرار مؤكدا انه سيقدم توصيات “لضمان امن الملاحة الدولية لامد طويل” قبالة السواحل الصومالية.

ارتفاع اعمال القرصنة في خليج عدن ولهجة الامم المتحدة
وشن القراصنة الصوماليون غير العابئين لانتشار قوة بحرية اوروبية قبالة سواحلهم سلسلة جديدة من الهجمات في خليج عدن في حين تعزز الامم المتحدة بشكل كبير امكاناتها لمكافحة اعمال القرصنة.
واعلن اندرو موانغورا مسؤول فرع شرق افريقيا لبرنامج مساعدة البحارة ومقره كينيا ان قراصنة صوماليين في خليج عدن استولوا على ثلاث سفن هي سفينة شحن تركية وسفينة قاطرة وسفينة ترفيه. بحسب فرانس برس.
كما اعلن المكتب البحري الدولي ان البحارة الصينيين الثلاثين الذين اعتبروا مفقودين بعد هجوم للقراصنة في خليج عدن سالمون وذلك بعد تدخل لقوات التحالف التي صدت المهاجمين.
وقال نويل شونغ مدير مركز مكافحة القرصنة التابع للمكتب البحري الدولي ان: القراصنة صعدوا على متن السفينة لكن البحارة الصينيين منعوا لساعات عدة القراصنة من دخول المقصورات.
وكانت وكالة انباء الصين الجديدة نقلت في وقت سابق ان البحارة الثلاثين اعتبروا مفقودين الاربعاء بعد مهاجمة سفينتهم.
وهوجمت سفينة “زنهاو 4” التي تملكها شركة تشاينا كومونيكيشن كونستركشن في الساعة 12,43 (04,43 تغ) وفقد الاتصال ببحارتها بحسب الوكالة التي لم تذكر مصدرا.
واكد مركز مكافحة اعمال القرصنة التابع للمكتب البحري الدولي في كوالامبور تعرض سفينتين تجاريتين وسفينة شحن تركية وسفنية قاطرة ماليزية.
وقال موانغورا لوكالة فرانس برس: استولوا على هذه السفن في خليج عدن، من دون ان يتمكن من كشف جنسيات طواقم تلك السفن. وقال المصدر نفسه ان سفينة الترفيه تقل شخصين والسفينتين التجاريتين هما سفينة شحن وسفينة للمساعدة على التنقيب عن النفط.
وبحسب المكتب البحري الدولي فان 11 بحارا يعملون على متن السفينة القاطرة المخطوفة التي كانت متوجهة الى ماليزيا.
واعلنت مجموعة توتال النفطية الفرنسية ان قراصنة صوماليين استولوا قبالة خليج عدن الثلاثاء على مركب ماليزي يعمل لحسابها. وقال متحدث باسم توتال ان المركب الذي ينقل طاقما من 11 بحارا يحملون الجنسية الاندونيسية كان يعمل في ورشة يمن-ال ان جي.

خيارات التصدي للقرصنة وأولويات الولايات المتحدة
وقال مسؤول عسكري أمريكي إن وزارة الدفاع بنتاغون تنظر في خيارات للتصدي لظاهرة القرصنة، إلا أنه استبعد مشاركة قوات بلاده في ملاحقة قراصنة الصومال.
وصرح الناطق باسم قيادة هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، النقيب جون كيربي، لـCNN أن قائد هيئة الأركان، الأدميرال مايك مولين، طالب الجيش بالنظر في الخيارات والبدائل المتاحة من منظور عسكري.
ويحاول مسؤولو البنتاغون التملص من الموافقة المباشرة على مقترح وزعته الولايات المتحدة على مجلس الأمن الدولي يدعو دول العالم إلى إتخاذ كافة التدابير اللازمة في مياه الصومال، من بينها مجاله الجوي، لمواجهة القرصنة في الصومال. بحسب (CNN).
وشدد كيربي أن البنتاغون لا يعكف على حالياً على وضع مخططات لشن هجمات برية أو جوية ضد القراصنة، ونوه مؤكداً: نحن لا ننظر في كيفية تطبيق القرار.
وهاجم قراصنة الصومال حتى اللحظة قرابة 100 سفينة في المياه المحاذية لسواحل الصومال، ونجحوا في السيطرة على قرابة 40 سفينة، خلال هذا العام حتى اللحظة.

هذا وقد استولى القراصنة الصوماليون في خليج عدن على قاربين يمنيتين لصيد الأسماك على متنهما 22 يمنياً، في حين نجح سبعة صيادين في الفرار بواسطة قارب صغير قبل اختطاف القاربين، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية.
وفي السياق ذاته، أفرج القراصنة عن سفينة يونانية تنقل شحنة من المواد الكيمائية، استولوا عليها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.ولم تتضح الظروف المحيطة بالإفراج عن الناقلة “MV أكشون، أو بملابسات مصرع ثلاثة من طاقمها.

الدفاع الامريكي يتوعد بحل سريع
كما حذرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) من ان مشكلة القرصنة البحرية في القرن الافريقي لا يمكن ان تحل باستخدام القوة وحدها بينما وزعت واشنطن في مجلس الامن الدولي مشروع قرار يجيز مطاردة القراصنة حتى داخل الاراضي الصومالية.
ورفض المتحدث باسم البنتاغون براين ويتمان الافصاح عما اذا كانت القوات الاميركية مستعدة للقيام بعمل عسكري اذا اقر مجلس الامن الدولي مشروع القرار الذي تقدمت به واشنطن. بحسب فرانس برس.
وقال: ندرس الطريقة التي يمكن لقواتنا المسلحة ان تساهم من خلالها في حل شامل لمشكلة القرصنة ولكن يجب النظر الى المشكلة من منظور اوسع.
واضاف ويتمان: نقول منذ زمن طويل ان هذه الانشطة تقلقنا واننا سننظر الى هذه المسألة في اطار اوسع وبالتشاور مع شركائنا في المنطقة.
الا ان قائد الاسطول الخامس الاميركي قال ان سلاح البحرية الاميركي سيطارد القراصنة الذين ينشطون قبالة السواحل الصومالية اذا توصلت الاسرة الدولية الى اتفاق حول اعتقال هؤلاء القراصنة ومحاكمتهم كمجرمين.
وقال الادميرال بيل غورتني: لا احتاج الى اي سلطة لتحركات ضد القراصنة ولدي كل ما احتاج اليه. لكنه اعترف انه بدون اطار قضائي لمحاكمة القراصنة لا تملك البحرية خيارات اخرى غير اطلاق سراح الذين تعتقلهم.
ويهدف مشروع القرار الاميركي الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنه الى السماح موقتا للدول التي تشارك في عملية مكافحة القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية باتخاذ كل الاجراءات اللازمة على اراضي الصومال وفي مجالها الجوي لمنع تحرك الذين يستخدمون اراضي هذا البلد للتحضير لاعمال القرصنة البحرية او تسهيلها او تنفيذها.

الصين تدرس عملية تحريك أسطولها لأول مرة منذ قرون
قالت الصين إنها تخطط لإرسال أسطول من السفن الحربية إلى السواحل الصومالية للمساعدة على مواجهة ظاهرة القرصنة المتنامية، لتكون بذلك المرة الأولى التي ترسل فيها بكين أسطولها إلى خارج مياهها منذ قرون.
ولم توفر التقارير الواردة من الصين الكثير من التفاصيل حول الخطوة أو عدد السفن التي ستشارك في الأسطول، وذلك في قرار يأتي بعد ساعات على قيام القوات الدولية بإنقاذ سفينة صينية في خليج عدن، وإصدار مجلس الأمن قراراً يجيز مواجهة القرصنة بشكل عسكري، وملاحقة الفاعلين على البر. بحسب (CNN).
واكتفت المصادر الإعلامية الرسمية الصينية بالإشارة إلى أن الأسطول سيغادر جنوبي الصين في مهمة تستمر لأشهر، وفقاً لما نقلته وكالة شينخوا.

وكان نائب وزير الخارجية الصيني، خه يا في، قد قال في الولايات المتحدة، إن الصين “تبحث جديا في إرسال سفن البحرية إلى خليج عدن والمياه الواقعة قبالة سواحل الصومال للمشاركة في حراسة حركة الملاحة هناك في المستقبل القريب.
وتعرضت السفينة “تشنهوا 4” المسجلة فى سانت فينسيت لهجوم من القراصنة وعلى متنها 30 بحارا صينيا، وذلك في حادث وقع بعد ساعات من إعلان الصين أنها تدرس بجدية إرسال سفن للمياه قبالة سواحل الصومال لمكافحة عمليات القرصنة المنتشرة هناك، وفقاً لوكالة الأنباء الصينية.
من جهته، أعلن مكتب اتحاد الملاحة في كينيا أن القراصنة اختطفوا ثلاث سفن إضافية، ما يرفع حصيلة السفن الموجودة بحوزتهم إلى 19، على متنها 383 بحاراً.

آفة القرصنة في الصومال بسبب الفوضى القائمة في البلاد
تبدأ قوة الاتحاد الاوروبي البحرية لمكافحة القرصنة عملياتها قبالة الصومال للتصدي لهذه الافة في البحر التي يعود سببها العميق الى الفوضى السائدة في البلاد التي تشهد حربا اهلية منذ 1991.
وقال نائب الاميرال جيرار فالان قائد الاسطول الفرنسي في المحيط الهندي اخيرا لوكالة فرانس برس: ان مكافحة القرصنة تتوقف دوما عند اليابسة مضيفا يجب القيام بكل شيء لكي تتوقف الصومال عن ان تكون دولة مفلسة ولكي يصبح (القادة الصوماليون) قادرين على فرض القانون في بلادهم.
لكن الغربيين يتحفظون لجهة القيام بتحرك بري واسع النطاق في الصومال لانهم لم ينسوا الفشل العسكري في العمليات التي قامت بها الولايات المتحدة والامم المتحدة في مقديشو في التسعينات. بحسب فرانس برس.
وتقع على عاتق اسطول الاتحاد الاوروبي مهمة ثلاثية: مواكبة سفن البحرية التجارية وسفن برنامج الاغذية العالمي التي تنقل مساعدات انسانية الى الصومال والقيام بعمليات “مراقبة للمنطقة” بدعم من طائرات دورية بحرية.
وتشارك سفن من دول عديدة بينها سفن اميركية من “تاسك فورس 150” لدعم العمليات في افغانستان ايضا في ارساء الامن في المنطقة لكن شعاع تحركها محدود اذ كل سفينة تكاد لا تغطي سوى 1% من المنطقة الخطرة المقدرة ب12 مليون كيلومتر مربع.
ويعتبر القراصنة الصوماليون انفسهم حماة المياه الاقليمية الصومالية من الصيد غير المشروع ورمي النفايات السامة ويؤكدون ان القوة الاوروبية لن يسمح بها حتى وان كانت قواربهم الصغيرة السريعة لا تستطيع مهاجمة سفن حربية.
وقال قائد احدى مجموعات القراصنة محمد سعيد الذي يسيطر على اكبر غنيمة لقراصنة البحار ناقلة النفط السعودية العملاقة سيريوس ستار المحملة ب300 الف طن من الخام لوكالة فرانس برس: اني على يقين بانهم سيقتلون بصورة غير شرعية العديد من صيادي السمك الصوماليين وذلك لن يسمح به.

احباط البحرية الالمانية لهجوما على سفنها في خليج عمان
احبطت البحرية الالمانية هجوما شنه قراصنة على سفينة رحلات المانية في خليج عمان على ما اعلنت قيادة العمليات الالمانية المتمركزة في بوتسدام قرب برلين. واكد المتحدث بذلك انباء اوردتها صحيفة شبيغل اونلاين الالكترونية في وقت سابق.

وذكرت الصحيفة على موقعها على الانترنت ان الفرقاطة ميكلمبورغ فوربومرن التي تحمل اسم منطقة في شمال شرق المانيا رصدت زورقين سريعين مشبوهين يقتربان من سفينة ام.اس. استور فتسللت بين سفينة الرحلات والزورقين.
ونقلت عن تقرير سري رفعته وزارة الدفاع الى مجلس النواب انه: فيما كان الزورقان يواصلان سيرهما بسرعة ثابتة في اتجاه ميكلمبورغ فوربومرن اطلقت الفرقاطة طلقات تحذيرية بالرشاش. وتابع التقرير ان الرشقات ردعت القراصنة الذين استداروا وفروا بسرعة في المياه الاقليمية اليمنية. بحسب فرانس برس.
وكانت السفينة ام.اس. استور التي تتسع لستمئة راكب متوجهة من شرم الشيخ في مصر الى دبي. ويطلق الاتحاد الاوروبي في الثامن من كانون الاول/ديسمبر عملية بحرية باسم يوناف فور اتالانتا، ضد القراصنة قبالة سواحل الصومال.
وستتألف القوة الاوروبية التي ستعمل بتفويض من الامم المتحدة من سبع سفن على الاقل معززة بطائرات تسير دوريات.
ومن المتوقع ان تعلن برلين رسميا في العاشر من كانون الاول/ديسمبر قرار المشاركة في العملية في خليج عدن قبل يومين فقط من اطلاقها.
من جهة اخرى ذكرت محطة التلفزيون الدنماركية “تي في 2 نيوز” ان باخرة تابعة لسلاح البحر الدنماركي “ابسالون” انقذت الخميس سبعة قراصنة مفترضحين في خليج عدن اصيبت سفينتهم بعطل على بعد 90 ميلا بحريا من اليمن.

انقاذ سفينة قبالة الصومال من قبل سفينة حربية دنماركية
قالت البحرية الدنمركية ان سفينة حربية دنمركية أنقذت مجموعة يشتبه بأنهم قراصنة في خليج عدن بعد أن تلقت اشارة استغاثة من سفينتهم التي كانت تتخبط وسط امواج عاتية.
وقالت قيادة العمليات بالبحرية ان السفينة الحربية (ابسالون) كان عليها بمقتضى القانون الدولي أن تساعد الرجال وان افرادها عثروا على عدد من الاسلحة على متن السفينة وهي مشابهة لتلك التي غالبا ما تستخدم في هجمات القرصنة على السفن التجارية. بحسب رويترز.
وقالت البحرية في بيان: بسبب الاحوال الجوية لم يكن ممكنا قطر السفينة وجرى تدميرها من أجل سلامة الملاحة. وتم تسليم القراصنة المشتبه بهم في وقت لاحق الى السلطات في اليمن.

امتداد اعمال القراصنة ونشاطهم حتى مياه تنزانيا
تمكنت سفينة شحن هولندية محمّلة بالحاويات من النجاة من قبضة قراصنة الصومال قبالة سواحل تنزانيا، وفق ما أكده مسؤولون في مكتب الملاحة الدولية، الذين قالوا إن الحادث يظهر اتساع حجم رقعة المياه التي مد القراصنة عملياتهم نحوها.
وقال نويل شونغ، من مركز القرصنة التابع لمكتب الملاحة الدولي إن الهجوم جرى على مسافة بعيدة جداً في البحر، قائلاً: لقد بدأ عمل القراصنة قبالة سواحل الصومال، ومن ثم نقلوا نشاطهم إلى المياه الكينية، والآن باتوا على بعد 450 ميلاً بحرياً من (العاصمة التنزانية) دار السلام. بحسب (CNN).
وقال شونغ، إن السفينة التي رفض الكشف عن اسمها: تعرضت لهجوم بقذائف RPG، ما أدى إلى اشتعال النيران على متنها، غير أن الطاقم تمكن من إطفاء الحريق والفرار بعد مضاعفة السرعة.
وذكر مكتب الملاحة الدولية أن هذه الحادثة تضاف إلى عشر حوادث سابقة، حاول خلالها القراصنة اختطاف سفن كانت في المياه التنزانية.

وتأتي هذه التطورات بعدما أفرج قراصنة الساحل الصومالي عن سفينة شحن يمنية كانوا قد اختطفوها قبل فترة دون دفع أي فدية، وذلك بعد تدخل شيوخ قبائل محلية طلباً لضمان سلامة الطاقم الموجود على متنها، وفقاً لما أكده مسؤول صومالي.

عمليات القرصنة عبر التاريخ
مع تصاعد عمليات القرصنة في خليج عدن وسواحل الصومال، وامتدادها في الآونة الأخيرة إلى سواحل تنزانيا تقريباً، أصبح عام 2008 واحداً من أبرز الأعوام في تاريخ القرصنة، حيث بات هذا النشاط من أهم مصادر الدخل لعدد من الصوماليين الذين يعيشون من دون دولة منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق، محمد سياد بري، في تسعينيات القرن العشرين.
وهنا نقف على أبرز عمليات القرصنة في التاريخ. اختطاف يوليوس قيصر (75 قبل الميلاد)، ففي العام 75 قبل الميلاد، كانت مدينة سيليسيا، الواقعة في جنوب تركيا حالياً، عاصمة القراصنة الذين أرهبوا السواحل الشرقية للبحر المتوسط قبل قرنين من ميلاد المسيح. ومن أبرز ضحاياهم الشاب النبيل، يوليوس قيصر، البالغ من العمر آنذاك 25 عاماً، وذلك أثناء توجهه إلى رودس. بحسب (CNN).
وأثناء اختطافه على أيدي مجموعة من القراصنة، سحر قيصر خاطفيه عندما قال لهم أن يضاعفوا الفدية، فيما كان يمازحهم عن أنه سيوقع بهم العقاب القاسي.
وبعد أن أطلقوا سراحه، إثر دفع الفدية، عاد يوليوس قيصر على رأس الأسطول الروماني، وألقى القبض على خاطفيه جميعاً وقام بصلبهم.
اختطاف كنوز الأزتيك (عام 1523)، حيث غزت إسبانيا إمبراطوريات الأمريكيين الأصليين في أمريكا الوسطى والجنوبية في القرن السادس عشر، ونجحت في مصادرة خزائن وذهب تلك الإمبراطوريات ونقلتها إلى إسبانيا.
وأثناء نقل تلك الثروات، قامت قوارب تابعة للقائد البحري للفرنسي جان فليري بمهاجمة السفن الإسبانية البطيئة والمدججة بالسلاح، وسيطر على ثلاث منها بما تحمله من كنوز، وهي أول حادثة قرصنة في التاريخ الحديث، والتي مهدت لاحقاً لعمليات القرصنة في المحيط الأطلسي والتي كانت تستهدف السفن الإسبانية.
بارباروسا يخضع كابري (عام 1535)، وربما يكون الإنسان وطنياً في بلده، ولكنه يعتبر قرصاناً في بلد أخرى، وهذا حال خير الدين بارباروسا (ذو اللحية الحمراء)، الذي كان أحد أبرز أربعة أشقاء عثمانيين، والذي أثارت مغامراته الإمبراطورية العثمانية والممالك المسيحية في البحر المتوسط.
في العام 1535، سيطر بارباروسا ورجاله على جزيرة كابري، غير البعيدة عن مدينة نابولي، التي كانت واحدة من أكثر المدن الأوروبية ثراء، بل وقام ببناء قلعة على الجزيرة مازالت قائمة حتى الآن.
فرانسيس دريك يهاجم قادش (عام 1584)، إذ كان السير فرانسيس دريك القرصان المفضل للملكة إليزابيث، وكان جزء من المهام الموكلة إليه مهاجمة السفن الإسبانية المحملة بالكنوز والذهب المنقول من أمريكا الوسطى والجنوبية إلى إسبانيا.
وكان من بين أعظم أعمال القرصنة الوطنية التي قام بها دريك، تلك التي نفذها ضد ملك إسبانيا، عندما شن هجوماً على ميناء قادش ودمر خلاله عدة سفن تابعة للبحرية الإسبانية، كان يتم إعدادها للمشاركة ضمن أسطول أرمادا، الذي كان مقرراً أن يشن هجوماً على إنجلترا.
كان كوشينغا يدين بالولاء لأسرة مينغ الصينية، التي سقطت عام 1644 أمام الغزاة المنشوريين ونصبوا أسرة كينغ لحكم البلاد.

وكان كوشينغا يهاجم المنشورين في البر والبحر من مسقط رأسه في مقاطعة فوجيان، ثم اصطخب معه 25 ألف رجل ومئات السفن، وأقام مقر قيادة له في تايوان التي حاصرها الهولنديون لمدة 10 شهور، لكنه نجح في صدهم، واستمر حكمه للجزيرة أكثر من 10 أعوام قبل أن تسقط بأيدي الدولة الصينية.
هنري مورغان يستولي على بنما (عام 1671)، فقد كان الكثير من الذهب والفضة التي حصلت عليها إسبانيا من دول العالم الجديد يمر عبر بنما، ما جعلها واحدة من أغنى المدن وأكثرها ثراء في أمريكا الوسطى، وبالتالي أصبحت هدفاً للقراصنة واللصوص.
وفي عام 1671، هاجم القرصان الإنجليزي هنري مورغان، بدعم من الحكومة الإنجليزية، المدينة على رأس 1400 رجل، غير أنه لم يستول على أي من الذهب أو الفضة لأن الإسبان استبقوا الهجوم بنقله من المدينة قبل سقوطها بأيدي القرصان الذي أثار منطقة البحر الكاريبي.

يرجع تاريخ القرصنة إلى قرنين قبل الميلاد
الكابتن كيد يستولي على سفينة كارا (عام 1698)، إذ أثارت أعمال القرصان ويليام كيد، وهو قرصان كان يحظى بدعم الحكومة الإنجليزية أيضاً، مخيلة الكتاب والأدباء، إلى جانب أعمال بحث متواصلة عن كنوز كثيرة نجح القرصان بإخفائها عن أيدي القراصنة الآخرين.
غير أن أعظم عمل قام به هو أول أعماله في ميدان القرصنة، عندما سيطر على السفينة “كارا ميرشنت” من أمام سواحل الكاريبي، وباع معظم ما تحمله، من مواد، لكنه أخفى الكثير من كنوزها في منطقة تعرف حالياً بجمهورية الدومنيكان، بعد غرق السفينة.
ذو اللحية السوداء يحاصر تشارلستون (عام 1718)، يعتبر إدوارد تيتش، واحداً من أكثر القراصنة إثارة للرعب في التاريخ، وأصبحت صورته وملابسه مثالاً للقراصنة في الأدبيات الحديثة، بلجيته السوداء وقبعته المثلثة الشكل، والمسدس على جانبه إضافة إلى السيف.
وكان من أعماله مهاجمة السفن التي تنقل التبغ والسكر من وإلى المستعمرات البريطانية، حيث كان يبيعها بعد الاستيلاء عليها.
على أن أبرز أعماله محاصرته لميناء تشارلستون بكارولينا الشمالية، وسيطر على عدة سفن، لكنه طالب بفدية محددة وهي الحصول على صندوق للأدوية مقابل إطلاق سراح الرهائن.

المصدر:

http://www.annabaa.org/nbanews/72/543.htm

زر الذهاب إلى الأعلى