أرشيف

ليس لدى الجنوبيين أي مشكلة مع المواطنين في الشمال “مشكلتنا مع النظام ومع سلطة 7 يوليو

نحن لا نرفض الحوار ولكن ليس مع علي عبد الله صالح لأنه ليس لديه إمكانية أن يتحاور مع من جانبه فكيف بنا".

كشف نائب الرئيس السابق، علي سالم البيض، عن تواصل له مع المهندس حيدر أبو بكر العطاس، رئيس الوزراء الأسبق، وعلي ناصر محمد الرئيس الأسبق، مشيراً في مقابلة أجرتها معه قناة البي بي سي مساء أمس الاثنين إلى أنه أجرى اتصالات مع أطراف عربية لم يسمها لأجل دعمه في تحركاته.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان يتواصل مع العطاس وعلي ناصر قال البيض إن هناك تواصلاً معهم، لكنه أضاف: حتى الآن لم تتح لنا الفرصة لبحث الأمور بالتفصيل ولكني أفهم ما لديهم.

وأضاف أنه لا يعرف ما إذا كان علي ناصر محمد قد تحدث مع بعض المسؤولين في القاهرة أو أن ثمة وساطة مصرية لحل الأزمة اليمنية، لكنه استطرد: لم يتم شيء من هذا.

وأوضح علي سالم البيض أنه لم يخبر أحداً بتوجهه الجديد قبل خروجه من عمان، وأنه بدأ اتصالاته مع جهات مختلفة بالذات مع الداخل بعد خروجه من عمان.

وقال إنه وجد أن من الصعب الاستمرار في الصمت أمام كل هذه المعاناة التي يعانيها الناس في الجنوب، فضلاً عن أنه طلب منه ذلك من قبل الداخل.

وحول دعوة الشيخ حميد الأحمر إلى تنحي الرئيس صالح وتسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي، ومباركته أن يكون الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيساً للجمهورية، تمنى البيض أن تقترن الأقوال بالأفعال، وقال: حينها لكل حادث حديث، لكنه كرر قوله بأنه مع فك الارتباط، ومع ما يقرره الشعب في الجنوب.

وأضاف: "عندهم رئيسهم في صنعاء يتصرفوا معه باللي يروه مناسب وما أطلبه منهم أن يقرنوا الأقوال بالأفعال، أما أنا فسأكون مع شعبي ومع ما يقرره".

وحول اتصالاته العربية قال: نحن نراهن في ذلك على الحريصين على استقرار الوضع في الجزيرة العربية".

ولم يمانع البيض في الحوار من تدخل دولي في الجنوب لتحقيق مطالبه بفك الارتباط، وقال إن الوضع القائم في الجنوب لا تسمح معه المعالجة السلمية ولا يمكن تخليص البلد بدون تدخل دولي.

ورغم قوله إن عشرات الآلاف من الجنود متواجديـن في المحافظات الجنوبية، لكنه قال: "أريد تطبيق قرارات مجلس الأمن التي تطالب بأن يجرى حوار بين الطرفين – الجنوب والشمال- باعتبار أننا حينما أعلنا فك الارتباط الأمم المتحدة قبلت هذا الوضع ولم تقل لا، بل قالت على الطرفين أن يسيروا على الحوار".

ومع دعوته للحوار بين الطرفين، إلا أنه رفض إجراء أي حوار مع الرئيس علي عبد الله صالح، وقال: "نحن لا نرفض الحوار ولكن ليس مع علي عبد الله صالح لأنه ليس لديه إمكانية أن يتحاور مع من جانبه فكيف بنا".

وقال البيض:أريد إعادة دولتي في الجنوب .. دولة اليمن الديمقراطية .. المواطنون في الجنوب يقدمون اليوم تضحيات من أجل استعادة مكانتهم الحضارية ودولتهم وحقوقهم". وأشار إلى أنه لا يثق في الرئيس صالح " لا أثق في علي عبد الله صالح لأنه لم يقدم له أحد شيئاً مثلما قدمت له أنا لأجل البلاد".

وأوضح البيض أنه لم يخبر أحداً عن توجهه الجديد قبل خروجه من سلطنة عمان. وأضاف: "وجدت نفسي في وضع صعب أن أستمر في الصمت". ودافع عن نفسه من أن يكون قد ركب موجة الحراك الجنوبي، قائلاً: لم نركب الموجة بل طلب منا ذلك من أبناء الجنوب. غير أنه أكد أن الدور الأساسي يبقى للذين يخرجون يومياً في المسيرات السلمية ويتصدون لما وصفه بالظلم و"الاحتلال" .

وحول المفارقة في تحالفه مع طارق الفضلي الذي قاتل ضده في حرب صيف 94م، أوضح أن طارق الفضلي أخذ الموقف وبادر بنفسه إلى تحديد خياره الجديد وترك وضعه السابق رغم أنه كان في القيادة بالشمال باللجنة الدائمة وكانت له حظوة. حسبما قال البيض. مضيفاً "مواقف الفضلي إلى حد الآن مشرفة مع أبناء الجنوب".

وأشار البيض إلى امتلاك أنصار الحراك الجنوبي والمواطنين في الجنوب للسلاح، لكنه قال إنهم لم يستخدموه إلا دفاعاً عن النفس، وأكد: "عندما هاجموا بيوتهم فعلاً استخدموا سلاحاً شخصياً دفاعاً عن أنفسهم". وأشار إلى أنه ليس لدى الجنوبيين أي مشكلة مع المواطنين في الشمال "مشكلتنا مع النظام ومع سلطة 7 يوليو".

وأوضح أنه لا توجد لديه أي خطـة عملية في توجهه الجديد سوى ما قال "خطتي أن أسير مع شعبي للنهاية". وبشأن توقيعه على اتفاقيه الوحدة قال: "عملت عمل تاريخي، لكن وضع لي فخ تاريخي" من قبل ما وصفها بالقوى المتخلفة التي لا تريد هذا العمل. وبعد سيطرتهم – والكلام للبيض- في 7 يوليو ظهرت ممارساتهم على الواقع، ظهر أنهم لا يفهمون سوى وحدة مع الأرض وليس مع البشر، لذلك الوحدة انتهت بالنسبة للجنوبيين".

وأكد "أنا أدعي أنني كنت الوحدوي رقم واحد في اليمن"، رافضاً القبول بإجراء انتخابات في البلد بإشراف دولي مقابل التخلي عن دعوته إلى فك الارتباط، وقال ساخراً: أي انتخابات تختطف فيها الصناديق كما يتم اختطاف السواح!"، وقال: من تجربة 15 سنة نحن وصلنا إلى قناعة بأننا نريد دولتنا في الجنوب". لكنه أبدى في الوقت نفسه إمكانية قيام وحدة بعد ذلك، وقال: "بعدها يدرسوا الناس من جديد كيف يمكن أن تقام وحدة صحيحة"، وتابع: " نأخذ بلدنا وبعدين نتحاور من جديد، نأخذ حقنا أولاً ، ونكون شركاء وليس فرع انضم إلى الأصل".

وأكد عدم رغبته في العودة رئيساً للجنوب، ولكن حسب قوله "أنا أشعر بواجب، عليّ أن أعيد أهلي إلى عدن مثلما أخذتهم إلى صنعاء".

وحول مصادر تمويل الحراك، أوضح أن المواطنين المغتربين يجمعون أموالاً على شكل تبرعات لتمويل الحراك أما هو فلا يمتلك أموالاً للقيام بذلك، وكشف عن وجود دعم أيضاً من بعض الدول التي وصفها بالمتعاطفة، وقال "أنا ما عندي شيء حتى أمول ولا أدفع من جيبي لأنه ما عندي، لكنني أبذل جهوداً لتوفير هذه المتطلبات من أخواننا ومن كل الجهات الخيرة والبلدان المتعاطفة".

ونفى الحديث حول الصرفيات الباذخة التي أنفقها على زواج ابنتيه قائلاً: " أنا أنفي كل هذه الأشياء وهي مفبركة من قبل القوى المعادية وخصوصاً نظام صنعاء". كما نفى أن يكون شيوعياً، وقال إنه كان تقدمياً. مضيفاً "إن اليسار سقط وإن التيار القومي سقط أيضاً ولم يبق لدينا إلا أن نبني تجارب وطنية في كل منطقة، لأنه حتى التيار الإسلامي سيسقط".

وأفصح البيض عن عدم حصوله على حق اللجوء السياسي حتى الآن، وقال إنه لا يزال يسعى للحصول على اللجوء وجواز سفر في إحدى الدول الأوروبية، مستبعداً انتقاله إلى أي دولة عربية على الأقل في الوقت الراهن لأن الدول العربية -حد قوله- لا زالت تتعلم الديمقراطية ولم تصبح بعد ديمقراطية مثل أوروبا.

وأكد: سأستمر في تأييد أهلي في الجنوب وسأبذل كل جهدي لأجل ذلك من ألمانيا، لأنني في عمان 15 سنة لم أتمكن من قول كلمة واحدة. عن البي بي سي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى