أرشيف

حاشد :لايوجد ما يشجع على الطمع في اليمن غير الفقر والكوارث والحروب

يرفع الاهتمام الدولي المتزايد باليمن من وتيرة المخاوف الشعبية والسياسية. ويزيد من حدة تلك المخاوف لهجة المسئولين الغربيين في تصريحاتهم عن التحديات في اليمن.

فالاهتمام الدولي كما يرى محللون ليس وليد اللحظة, بقدر ما هو تدرج في تسلسل زمني اختيرت أقطاره عقب أحداث الـ11من سبتمبر 2001م, عندما صنفت اليمن كثالث دولة للقاعدة, وذلك بعد أفغانستان وباكستان. ثم عادت اليمن قبل عام إلى واجهة الاهتمام الغربي مجددا, لا سيما مع انتشار أعمال القرصنة الصومالية في خليج عدن, فحشدت الدول الغربية أساطيلها الحربية المرابطة حاليا قبالة المياه الإقليمية لليمن.

لكن المحاولة الفاشلة للنيجيري (عمر فاروق عبد المطلب) في تفجير الطائرة الأمريكية ليلة عيد الميلاد, صدرت اليمن على الصفحات الأولى للصحف الغربية, وتقاطر بعدها عشرات الصحفيين الأجانب على صنعاء, رغم تأكيد الحكومة اليمنية على لسان نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن(رشاد العليمي) في وقت سابق أن استقطاب (عمر فاروق) إلى تنظيم القاعدة تم إثناء دراسته في لندن, وأن التخطيط للعملية تم في نيجيريا وكذا التزود بالمتفجرات, وأن محاولة التفجير في ديسمبر الماضي كان لطائرة مغادرة من مطار هولندي. شخصيات دينية وسياسية حذرت من أن الاهتمام الدولي ليس الوحيد من نوعه في العالم الإسلامي, مشيرة في أحاديث لـ(نيوزيمن) إلى أن الدول الغربية سبق وأن اهتمت بالعراق وأفغانستان وباكستان, وأوصلت تلك الدول إلى مراحل من عدم الاستقرار.

ويستشهد هؤلاء بتلويحات السفير البريطاني في صنعاء (تيم تور لوت) باستخدام القوة في حال تقسمت اليمن بقوله " نتحدث عن كارثة في حال تقسمت اليمن لا سيما في ظل ضعف الموارد, وعدم الاستقرار سيستدعي القيام بالعديد من الأشياء لحل قضية عدم الاستقرار كون ذلك سيشكل خطرا على أمن المنطقة " وتقارير استخباراتيه أمريكية نشرتها الصحف الأمريكية الشهر الماضي, توصي الحكومة بالاستعداد لتدخل المار ينز البحري ومشاة البحرية للسيطرة على منابع النفط في اليمن في حال فشلت الدولة اليمنية كما تحدث بذلك الشيخ عبد المجيد الزنداني.

النظرة الوحيدة التي بدأ السياسيون بالحديث عنها للاهتمام الدولي من بوابة اهتمامه بأفغانستان والعراق, بينما ينظرون إلى الاهتمام الدولي بلبنان على أن تماسك الجبهة الداخلية حالت دون تدخل مباشر, إضافة إلى تبريرهما بالطوائف المتعددة في لبنان.

ويقول أمين عام جامعة الإيمان بمحافظة تعز (علي القاضي) لـ(نيوزيمن) :" لبنان فيها طوائف متعددة وفيها أشياء ربما تبرر ذلك, بينما اليمن فيها أمن ولا يجوز مقارنتها" ، معتبرا أية مقارنة لليمن بأفغانستان أو لبنان بأنها خاطئة ويترتب عليها كوارث.

أما الأمين العام للحزب الناصري(سلطان العتواني) فيشبه الاهتمام الدولي في اليمن بالاهتمام الدولي بالعراق وأفغانستان. ويرى أنه مثلما هناك تدخل عسكري مباشر في الأخيرتين, تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية أن تقنع حلفائها بوجود أوضاع في اليمن تستدعي عملية الحشد للقوة, وإن كانت لن تتدخل بشكل مباشر دون حلفائها بحسب العتواني. البرلماني المستقل (أحمد سيف حاشد) لا يرى في اليمن ما يشجع على الطمع غير الفقر والكوارث والحروب. كما لا يعتقد وجود مقارنة بين البلدين, مضيفا لـ(نيوزيمن) "لكل بلد وضعها الخاص ومن الصعب إيجاد تطابق ما بين أفغانستان واليمن ولبنان".

بينما يرى الشيخ (مراد القدسي) أن الاهتمام الدولي باليمن ليس وليد اللحظة وليس الأول في العالم الإسلامي, مشيرا إلى اهتمام دولي سابق من أجل العراق وأفغانستان. ويشير (القدسي) إلى أن أي تدخل في شئون البلاد الداخلية بما يمس سيادته نوع من الاحتلال.

القدسي يعتبر أن قضية لبنان لم تدول ولم تتدخل فيها قوات أجنبية لأنها ـ حسب قوله ـ لم تكن منطقة صراع وكذا الحال بالنسبة لليمن ، معتبرا وجود اختلالات داخلية في أي بلد" شيء طبيعي طالما هناك قدرة على إصلاحها، والدولة قائمة والأوضاع مستتبة" . ويضيف (القدسي) بأن الأمور ليست بالصورة التي يراها "كون هناك اختلالات وهذا بلا شك في أي بلد فالجيش الأيرلندي في بريطانيا يعمل إشكالات " ، متسائلا عما إذا كان ذلك أتاح فرصة للتدخل الدولي وفرض الوصاية على بريطانيا؟.

القيادي الاشتراكي (يحي الشامي) يرى ـ في مقارنته بين لبنان واليمن ـ أن لبنان تمكن من في فترات تاريخية مختلفة من معالجة مشاكله وإنقاذ نفسه من المحاولات الرامية لتجزئته ، حتى بعد الهجمة التي تعرض لها من إسرائيل، بينما اليمن لا زالت تعصف به العديد من المشاكل الداخلية.

زر الذهاب إلى الأعلى